من علمني حرفاً.. صرت له عبداً.. فكيف هو الحال إذا قضى هذا الإنسان عمره كله يُعلّم؟!.. ما هو التقدير الذي يجب أن يحصل عليه.. تكريماً.. وشكراً.. واحتراماً.. وثقةً.. من القطاع الذي ينتسب إليه.. بل من المجتمع ككل؟!
الأستاذ المشارك الدكتورة مديحة درويش.. من لا يعرفها؟! مربية فاضلة قضت سبعة وثلاثين عاماً من عمرها.. في تعليم بناتنا في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، بل إنها تعد إحدى المؤسسات الأوائل لقسم الطالبات، بدأت مسيرتها في جامعة الملك عبدالعزيز منذ عام 1389هـ، شغلت العديد من المراكز الإدارية والأكاديمية منها: مساعدة المشرفة على قسم الطالبات للشؤون الأكاديمية والإدارية، والمشرفة على قسم الطالبات بالتكليف، رئيسة مجلس قسم الطالبات، أول وكيلة لكلية الآداب، مشرفة على قسم الطالبات، رئيسة لقسم التاريخ والمسؤولة الوحيدة عن طالبات الانتساب في كلية الآداب لمادة التاريخ منذ فتح باب الانتساب في الجامعة وحتى عام 1422هـ وليس فقط الجامعة بل لقد ظهر نشاطها وعطاؤها وتشريفها للمرأة السعودية في مشاركتها في عضوية الجمعيات العلمية العربية منها عضوية مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس بالقاهرة، عضو في سمنار التاريخ الحديث والمعاصر، عضو الجمعية التاريخية السعودية، عضو جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، صدر لها أكثر من أربعة عشر كتاباً وبحثاً علمياً. هذه الإنجازات والأدوار والخدمات خاصة أنها خرّجت الآلاف من الطالبات ممن درسن على يدها مادة التاريخ، وتكريمها في الأعوام السابقة، دليل إخلاصها وعطائها فماذا استجد؟!
والآن.. هل يمكن أن يأتي بعد كل هذا من يشكك في هذه الخبرة في التعليم لسبعة وثلاثين عاماً؟! هل يمكن أن يقبل المنطق اتهامها بما يتعارض مع الرسالة التعليمية وبما قدمته للجامعة وللمجتمع من خدمات بسبب شكوى طالبات لم يجتزن الاختبار لقصور في إلمامهن بالمادة.. لن أدخل في تفاصيل معاناة الأستاذة الفاضلة القديرة.. مع تجربة التشكيك.. لأنها راعت واجبها في عملية التصحيح.. أو تعرضها لأسلوب غير مقبول في التحقيق وكأنها تدرس المادة لأول مرة، أو كأنها معيدة حديثة التوظيف.. تُعامل وكأنها تحت التجربة؟!
رموا بأكثر من ثلاثة عقود من الخبرة والممارسة لأنها كما ادّعوا غير متعاونة في تنفيذ الحلول المقترحة لحل أزمة الامتحان بما يرضي الطالبات؟! والسؤال أين تقع أهمية المستوى التحصيلي العلمي في مسيرة التعليم. والسؤال الثاني: ما المطلوب أكثر من أن الأستاذة تنازلت لتعيد الاختبار.. ورغم ذلك لم ترضهم النتيجة..؟! وهم حتى لم يحرصوا على التأكد من مستوى الطالبات من خلال التقارير؟! ولم يطلبوا الاطلاع عليها.. للمقارنة على الأقل.. وإذا كان المطلوب هو ضمان النجاح.. فلا لزوم للاختبار أصلاً؟! وعقاباً لعدم التعاون.. وبالرغم من أخذها إجازة مرضية طارئة، وباتباع الإجراءات الرسمية.. تسحب المواد المسؤولة عن تدريسها وتوزيعها على أساتذة متخصصين آخرين؟!
وكما قال أحد الأساتذة الأفاضل بعد اطلاعه «ليست المسألة مجرد دفاع عن الدكتورة مديحة درويش بقدر ما هي غيرة على المجتمع الأكاديمي الذي يزخر بأفاضل لا يرتضون إلا العدل.. ومن هنا لابد من رفع هذه القضية للمسؤولين في التعليم العالي للإحاطة والتوجيه بما يحقق رسالة الجامعة ومستواها التعليمي كما يراها معالي وزير التعليم العالي ولوضع مبادئ وأسس تليق بمن قدّم خدمات جليلة بتكريمه.. نعم تليق بتكريمه.. لا بالتشكيك في ذمته وأمانته العلمية والتعليمية، التي أقسم عليها.. فإذا كانت بعد خبرة هذه السنوات الطويلة لا تعرف كيف تتعامل مع الطالبات.. فالأجدر وجود العجز فيمن لم يقض مثلها في مجال التعليم. وأخشى ما أخشاه ما سيؤول إليه حال مثل هؤلاء الطالبات بعد التخرج.. عند ممارسة العمل وتطبيق أو تقليد مارأوه من تجارب..؟
صحيح لابد من الاستماع للطالبات وتفهم أوضاعهن لكن هذا لا يعني أن نقدم لهن شهادة النجاح بدون جهد وبدون معرفة، عندها سنكون كمن يخرج الجهل للمجتمع عندها كيف سنبني؟ كيف سنربي؟ وما هي المحصلة النهائية..؟! الأستاذة الدكتورة مديحة درويش والتي قدمت تقاعدها رغم طلب سابق لهذا الموقف في التمديد جديرة بالتكريم لعطائها.. جديرة بالتكريم لموقفها.. وضميرها الحيّ.. وهي كأستاذة في التاريخ الإنساني.. أتمنى أن يسجل هذا التاريخ التعليمي.. موقفاً عادلاً منصفاً لأصحاب الفضل خاصة أن الجامعات أولى بتحقيق القدوة للأجيال، وإن لم يتم ذلك.. فهي وصمة سيشارك فيها كل مسؤول لم يتخذ الإجراء المناسب لحفظ الكرامة ولحماية الأخلاق ورد الاعتبار.
وقفة :
قد يحدث الخلاف في المواقف ووجهات النظر.. لكن المهم هو كيفية تناول القضية بما يضمن الاحترام في أسلوب ديني حضاري يحفظ الحقوق في الكرامة والتقدير.
الأستاذ المشارك الدكتورة مديحة درويش.. من لا يعرفها؟! مربية فاضلة قضت سبعة وثلاثين عاماً من عمرها.. في تعليم بناتنا في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، بل إنها تعد إحدى المؤسسات الأوائل لقسم الطالبات، بدأت مسيرتها في جامعة الملك عبدالعزيز منذ عام 1389هـ، شغلت العديد من المراكز الإدارية والأكاديمية منها: مساعدة المشرفة على قسم الطالبات للشؤون الأكاديمية والإدارية، والمشرفة على قسم الطالبات بالتكليف، رئيسة مجلس قسم الطالبات، أول وكيلة لكلية الآداب، مشرفة على قسم الطالبات، رئيسة لقسم التاريخ والمسؤولة الوحيدة عن طالبات الانتساب في كلية الآداب لمادة التاريخ منذ فتح باب الانتساب في الجامعة وحتى عام 1422هـ وليس فقط الجامعة بل لقد ظهر نشاطها وعطاؤها وتشريفها للمرأة السعودية في مشاركتها في عضوية الجمعيات العلمية العربية منها عضوية مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس بالقاهرة، عضو في سمنار التاريخ الحديث والمعاصر، عضو الجمعية التاريخية السعودية، عضو جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، صدر لها أكثر من أربعة عشر كتاباً وبحثاً علمياً. هذه الإنجازات والأدوار والخدمات خاصة أنها خرّجت الآلاف من الطالبات ممن درسن على يدها مادة التاريخ، وتكريمها في الأعوام السابقة، دليل إخلاصها وعطائها فماذا استجد؟!
والآن.. هل يمكن أن يأتي بعد كل هذا من يشكك في هذه الخبرة في التعليم لسبعة وثلاثين عاماً؟! هل يمكن أن يقبل المنطق اتهامها بما يتعارض مع الرسالة التعليمية وبما قدمته للجامعة وللمجتمع من خدمات بسبب شكوى طالبات لم يجتزن الاختبار لقصور في إلمامهن بالمادة.. لن أدخل في تفاصيل معاناة الأستاذة الفاضلة القديرة.. مع تجربة التشكيك.. لأنها راعت واجبها في عملية التصحيح.. أو تعرضها لأسلوب غير مقبول في التحقيق وكأنها تدرس المادة لأول مرة، أو كأنها معيدة حديثة التوظيف.. تُعامل وكأنها تحت التجربة؟!
رموا بأكثر من ثلاثة عقود من الخبرة والممارسة لأنها كما ادّعوا غير متعاونة في تنفيذ الحلول المقترحة لحل أزمة الامتحان بما يرضي الطالبات؟! والسؤال أين تقع أهمية المستوى التحصيلي العلمي في مسيرة التعليم. والسؤال الثاني: ما المطلوب أكثر من أن الأستاذة تنازلت لتعيد الاختبار.. ورغم ذلك لم ترضهم النتيجة..؟! وهم حتى لم يحرصوا على التأكد من مستوى الطالبات من خلال التقارير؟! ولم يطلبوا الاطلاع عليها.. للمقارنة على الأقل.. وإذا كان المطلوب هو ضمان النجاح.. فلا لزوم للاختبار أصلاً؟! وعقاباً لعدم التعاون.. وبالرغم من أخذها إجازة مرضية طارئة، وباتباع الإجراءات الرسمية.. تسحب المواد المسؤولة عن تدريسها وتوزيعها على أساتذة متخصصين آخرين؟!
وكما قال أحد الأساتذة الأفاضل بعد اطلاعه «ليست المسألة مجرد دفاع عن الدكتورة مديحة درويش بقدر ما هي غيرة على المجتمع الأكاديمي الذي يزخر بأفاضل لا يرتضون إلا العدل.. ومن هنا لابد من رفع هذه القضية للمسؤولين في التعليم العالي للإحاطة والتوجيه بما يحقق رسالة الجامعة ومستواها التعليمي كما يراها معالي وزير التعليم العالي ولوضع مبادئ وأسس تليق بمن قدّم خدمات جليلة بتكريمه.. نعم تليق بتكريمه.. لا بالتشكيك في ذمته وأمانته العلمية والتعليمية، التي أقسم عليها.. فإذا كانت بعد خبرة هذه السنوات الطويلة لا تعرف كيف تتعامل مع الطالبات.. فالأجدر وجود العجز فيمن لم يقض مثلها في مجال التعليم. وأخشى ما أخشاه ما سيؤول إليه حال مثل هؤلاء الطالبات بعد التخرج.. عند ممارسة العمل وتطبيق أو تقليد مارأوه من تجارب..؟
صحيح لابد من الاستماع للطالبات وتفهم أوضاعهن لكن هذا لا يعني أن نقدم لهن شهادة النجاح بدون جهد وبدون معرفة، عندها سنكون كمن يخرج الجهل للمجتمع عندها كيف سنبني؟ كيف سنربي؟ وما هي المحصلة النهائية..؟! الأستاذة الدكتورة مديحة درويش والتي قدمت تقاعدها رغم طلب سابق لهذا الموقف في التمديد جديرة بالتكريم لعطائها.. جديرة بالتكريم لموقفها.. وضميرها الحيّ.. وهي كأستاذة في التاريخ الإنساني.. أتمنى أن يسجل هذا التاريخ التعليمي.. موقفاً عادلاً منصفاً لأصحاب الفضل خاصة أن الجامعات أولى بتحقيق القدوة للأجيال، وإن لم يتم ذلك.. فهي وصمة سيشارك فيها كل مسؤول لم يتخذ الإجراء المناسب لحفظ الكرامة ولحماية الأخلاق ورد الاعتبار.
وقفة :
قد يحدث الخلاف في المواقف ووجهات النظر.. لكن المهم هو كيفية تناول القضية بما يضمن الاحترام في أسلوب ديني حضاري يحفظ الحقوق في الكرامة والتقدير.