-A +A
جعفر عباس
حدثتكم بالأمس عن واحد من أشهر صحفيي التلفزة في بريطانيا – إد ميتشل- الذي كان يلعب بالفلوس، فلعبت به الدنيا وتورط في الديون أكثر وأكثر مستخدما 24 بطاقة ائتمان حتى بلغت مديونياته نصف مليون دولار، فاضطر الى إشهار إفلاسه عن طريق القضاء.. وصار متشردا ينام في الحدائق العامة والطرقات! والدرس المستفاد من حكاية ميتشل هو ان بطاقة الائتمان لغم قابل للانفجار في وجه الأغبياء الذين يستخدمونها بكل شجاعة، وهم يعرفون أنهم لا يملكون أرصدة بنكية تغطي “إنفاقهم”.. والدرس الأهم هو “اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم”.. تذكر أسماء نجوم السينما والتلفزيون والغناء الذين اختفوا لسنوات ثم سمعت بأنهم مرضى وعجزة، ولا يملكون “حق المواصلات” للذهاب الى مستشفى حكومي.. سيد زيان، ويونس شلبي وست الحلوات مريم فخر الدين التي اضطرت الى بيع أثاث بيتها وهي التي نشأت في بيت عز وجاه! كم من ممثلة كانت تقيم حفلات عيد الميلاد بمئات الآلاف ثم صارت تستجدي نقابة الممثلين كي تدفع لها فاتورة الدواء والكهرباء.. كان معي في صحيفة الاتحاد في ابو ظبي زميل سوداني يتهمه من حوله بالبخل، لأنه كان يشتري يوميا ربع كيلو من اللحم وثلاث حبات من الطماطم ومثلها من البصل.. كانت فلسفته انه ما من وظيفة مضمونة في أي بلد، ومن ثم كان ينفق فقط لليوم الذي هو فيه.. وكان قد شرع في بناء مسكن في الخرطوم، وبدأ بدورة المياه ثم أعقبها المطبخ! وأعلن بعدها أنه ضمن لنفسه مسكنا لأن لديه أهم وحدتين في البيت: الحمام والمطبخ “ولو لم تسمح ظروفي ببناء غرف استطيع ان ابني عشة بالحطب والقش”.. وقد أنهيت خدماته فلم يحاول البحث عن وظيفة أخرى وعاد الى السودان وبنى غرفتين في بيته وعاش في أمان الله مستور الحال، رافضا العمل أجيرا لدى أية جهة، بمعنى أنه صار صحفيا حرا.. أو كما يقول “العصمة في يدي وليس يد صاحب عمل”.
انظر الى واحدة من فنانات الفضائيات.. حفلات ومجوهرات وأفخر الفنادق.. رأسمالها لحمها وليس حنجرتها .. واللحم يتكرمش ويتكرفس، وسيأتي يوم لن يدفع فيه أغبى الأغبياء نصف دولار لمشاهدتها، رغم أنه سبق له ان دفع 200 دولار لتلك الغاية .. بالمناسبة فقد تناقلت الصحف نبأ فوزها بأجمل ابتسامة.. أنا احتج لأنني لم أدخل تلك المنافسة، واعتقد ان عندي ابتسامة تجنن.. هل حرموني من الفوز لأنني لا أكشف ذراعيّ وساقيّ وجزءا من صدري؟ بلاش جعفر عباس.. أليست ابتسامة عبد الله بلخير “جميلة”؟ نعم فالرجل بشوش دائم الابتسامة ولكن لا أمل له في المنافسة في هذا المجال، لأن تقاطيع وجهه من فصيلة وجه الراحل “توفيق الدقن” الذي كان رغم كل ذلك محبوبا من جمهور السينما المصرية الذي كان (في ما مضى) يهتم بحلاوة الروح وليس الجسد.