sultanbinbandar@
يتشارك مع «فولتير» في حدة الملامح وقرض الشعر، ولكنه لم يكتب أجمل شعره يوماً في الريف الفرنسي مثل «فولتير»، بل جاءت أحلى قصائده على «طريق الجنوب» في إحدى حافلات النقل الجماعي، التي أنجبت داخلها بنات أفكار الشاعر محمد الأسمري أبياتا تشابه بيته الذي قال فيه «شعرٍ يسيل وينكتب له على طول / كنّه يقطًر من علو الأصابع».
ويبدو أن الشاعر الذي أشبع متابعيه من الغياب، حتى بات اسمه حاضراً تحت دائرة الضوء دون ظلال، بعد أن استطاع وبمقدرة شعرية منه على فك رموز شفرة الإبداع الشعري، التي تمكن الأسمري من الإمساك بها داخل أحد حوارات الشاعر بدر بن عبدالمحسن، التي لا يخلو حديث مع الأسمري من الاستشهاد بها تارة، وبشعر البدر تارة، ليجد الأسمري في جملة شاعره المفضل «الشاعر اللي يشبهني هو اللي ما يشبهني» ضالته الأدبية التي شعت نوراً حتى في ظلاله، التي تمخضت عن قصيدة «رسالة إلى البدر» التي قال الأسمري لابن عبدالمحسن فيها «من وقتها يا بدر وعيون الأحباب / تصحى على صوتك وتسرق منامي.. جمرة غضى وعيون سلمى وشرشاب / صوتك يناديني وردي سلامي»
ويرى المتابع للأسمري محمد، حجم الحزن الظاهر جلياً في أبياته المعبر الوحيد له للهروب من غربته عن جنوبه الذي يحب، يقول واصفاً إياه: «في المدى عابر سبيل / شاحبٍ رث نحيل.. غربته مثل الضما / لا تجف ولا تسيل».
وكعادة الغرباء في علاقتهم مع سعاة البريد والرسائل، كان حضورهم في غربة الأسمري بشكل مختلف لا يمكن التنبؤ به في رحلة غربة الأسمري الممتدة حتى إذا جاء حضورهم الأول في: «يا رسول البشاير والبساط أحمدي / لا أنت ساعي بريد ولا أنت عابر سبيل.. أعطني للسهر حلم الصباح الندي / وخذ من الشعر ما يكفي لرد الجميل»، إلا أن حضورهم الأجمل جاء لدى الأسمري في بيته الذي حمل بداخله صورة شعرية عميقة، تظهر حد الجنون في شعره، يقول: «ساعي بريد ولو فقد طرد مرسول / يعيش مستمتع بجمع الطوابع».
«لو كل درب في الأخير يتوه / ما كل درب جابني وداني.. أحيان أحس إن الزمان مشوّه / وأحيان اشوّه صورته بالعاني» و: «أحبابنا تغريبة الجرح والنقض / كانوا كثير.. أكثر من أيامي السود» و«أنت حلم لو رميته خلف ظهري / راحت سنيني وأنا أطالع ورايه»، والعديد من الأبيات الأخرى التي أثبتت أن الحزن والمعاناة كانتا نقطة التحول الجميلة في حياة الشاعر الأسمري، اللتان تمكنتا من استفزاز قريحته الشعرية لشاعر يصبح كالمنديل الأبيض حال دخوله في حالة كتابه النص بنزوته واعترافه، يردد محبوه لحضوره وشعره: «لك وحشةٍ لو وزعوها على الناس / ما بقي فوق الأرض جاحد ونسّاي».
يتشارك مع «فولتير» في حدة الملامح وقرض الشعر، ولكنه لم يكتب أجمل شعره يوماً في الريف الفرنسي مثل «فولتير»، بل جاءت أحلى قصائده على «طريق الجنوب» في إحدى حافلات النقل الجماعي، التي أنجبت داخلها بنات أفكار الشاعر محمد الأسمري أبياتا تشابه بيته الذي قال فيه «شعرٍ يسيل وينكتب له على طول / كنّه يقطًر من علو الأصابع».
ويبدو أن الشاعر الذي أشبع متابعيه من الغياب، حتى بات اسمه حاضراً تحت دائرة الضوء دون ظلال، بعد أن استطاع وبمقدرة شعرية منه على فك رموز شفرة الإبداع الشعري، التي تمكن الأسمري من الإمساك بها داخل أحد حوارات الشاعر بدر بن عبدالمحسن، التي لا يخلو حديث مع الأسمري من الاستشهاد بها تارة، وبشعر البدر تارة، ليجد الأسمري في جملة شاعره المفضل «الشاعر اللي يشبهني هو اللي ما يشبهني» ضالته الأدبية التي شعت نوراً حتى في ظلاله، التي تمخضت عن قصيدة «رسالة إلى البدر» التي قال الأسمري لابن عبدالمحسن فيها «من وقتها يا بدر وعيون الأحباب / تصحى على صوتك وتسرق منامي.. جمرة غضى وعيون سلمى وشرشاب / صوتك يناديني وردي سلامي»
ويرى المتابع للأسمري محمد، حجم الحزن الظاهر جلياً في أبياته المعبر الوحيد له للهروب من غربته عن جنوبه الذي يحب، يقول واصفاً إياه: «في المدى عابر سبيل / شاحبٍ رث نحيل.. غربته مثل الضما / لا تجف ولا تسيل».
وكعادة الغرباء في علاقتهم مع سعاة البريد والرسائل، كان حضورهم في غربة الأسمري بشكل مختلف لا يمكن التنبؤ به في رحلة غربة الأسمري الممتدة حتى إذا جاء حضورهم الأول في: «يا رسول البشاير والبساط أحمدي / لا أنت ساعي بريد ولا أنت عابر سبيل.. أعطني للسهر حلم الصباح الندي / وخذ من الشعر ما يكفي لرد الجميل»، إلا أن حضورهم الأجمل جاء لدى الأسمري في بيته الذي حمل بداخله صورة شعرية عميقة، تظهر حد الجنون في شعره، يقول: «ساعي بريد ولو فقد طرد مرسول / يعيش مستمتع بجمع الطوابع».
«لو كل درب في الأخير يتوه / ما كل درب جابني وداني.. أحيان أحس إن الزمان مشوّه / وأحيان اشوّه صورته بالعاني» و: «أحبابنا تغريبة الجرح والنقض / كانوا كثير.. أكثر من أيامي السود» و«أنت حلم لو رميته خلف ظهري / راحت سنيني وأنا أطالع ورايه»، والعديد من الأبيات الأخرى التي أثبتت أن الحزن والمعاناة كانتا نقطة التحول الجميلة في حياة الشاعر الأسمري، اللتان تمكنتا من استفزاز قريحته الشعرية لشاعر يصبح كالمنديل الأبيض حال دخوله في حالة كتابه النص بنزوته واعترافه، يردد محبوه لحضوره وشعره: «لك وحشةٍ لو وزعوها على الناس / ما بقي فوق الأرض جاحد ونسّاي».