الأشياء تحدث الآن من غير مصادرها التقليدية، وخارج المؤسسات التي ظلت هي المصدر الطبيعي لذلك، فلم يعد الإعلام مثلا مؤسسة، لقد تحول إلى فعل عام والسياسة كذلك. بدأت هذه الموجة الجديدة من التحولات مع الانفجار المعلوماتي الهائل والثورة الاتصالية الضخمة وتأثيراتها الآن أبعد بكثير من كل القراءات والتحليلات القائمة، أما مستقبلها فلا يمكن التنبؤ به على الإطلاق.
لقد تمثل أكبر تجل لتلك التحولات الثقافية الكثيفة في حدث عالمي كبير هو وصول الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وفِي الواقع فإن التحليلات السياسية والإعلامية التي رأت في فوز ترمب بالرئاسة الأمريكية صعودا للشعبوية وتناميا في تيار العنصرية في أمريكا كلها مجرد قراءات تهيمن عليها السطحية والتعلق بالعناوين، والشعبوية أصلا ليس تيارا ولا موجة، بل هي الحالة الثقافية الجديدة للعالم، العالم الذي ودع زمن المؤسسات وبخاصة في القضايا التي تعد شأنا عاما ومتاحا للجميع، والانتخابات الرئاسية في كل العالم هي شأن عام وحدث شعبي، ولأن المزاج الشعبي العام تسللت إليه فكرة أن الحياة والاختيارات ممكنة خارج نمط المؤسسة ممارسة واختيارا كانت تلك هي النتيجة.
الشعبوية فكرا وسلوكا جاءت بعد هيمنة المؤسسات التقليدية على كل شيء وفِي كل العالم، ولأن أمريكا تقود العالم ثقافيا فقد كانت هي النموذج الأقوى والأوضح الذي مثل الإعلان الحقيقي لهذه المرحلة الجديدة في العالم.
كل الهجوم الذي تعرض له الرئيس الأمريكي ترمب أثناء الانتخابات وبعدها ليس إلا شكلا من أشكال مقاومة المؤسسة للخروج عليها؛ المؤسسة السياسية والمؤسسة الإعلامية، وهو ما سيستمر أيضا ولكنه في الغالب سيستسلم في النهاية، ولأن الرئيس ترمب هو أبرز مثال على أن الأشياء باتت تحدث خارج المؤسسات، جاء هو من خارج المؤسسة السياسية التي طالما وصفها بكثير من الأوصاف الحادة وبأنها مؤسسة فاسدة ومنغلقة، ولقد حاولت تلك المؤسسات التصدي له لكنهم في نهاية الأمر وجدوه جالسا في المكتب البيضاوي رئيساً للولايات المتحدة.
ذات الأمر حدث مع المؤسسة الإعلامية، التي لم تخدم كثيرا منها ترمب في حملته الانتخابية وعملت على تقويضها، وشنت ضده كثيرا من الحملات المناهضة وأيضاً لأن الأشياء باتت تحدث من خارج المؤسسات وربما بفاعلية أكبر كانت وسائل التواصل الاجتماعي هي منصة ومنبر حملة ترمب وكانت تحدث من التأثير والحشد ما يتجاوز إعلام المؤسسات، تلك المؤسسات التي أيضا طالما وصفها الرئيس بالكثير من الأوصاف السيئة وأنها أصبحت تمثل حزبا معارضا وليست وسائل إعلام.
القضية إذن والتحدي ليس في أن تجدد المؤسسات السياسية خطابها أو أداوتها بل أن تعيد تعرف ذاتها، وهذا ربما ما لم يكتشفه الديمقراطيون إلا متأخرا، هذا إذا كانوا قد اكتشفوه أصلا.
أوباما كان نموذجا لابن المؤسسة المخلص لأهدافها والمؤمن بخطابها، وكان يفكر أيضا بشكل مؤسساتي يقوم على النظريات والأفكار وبناء المعادلات المنطقية القائمة على مدخلات يفترض أن تؤدي لمخرجات ما، حدث ذلك مثلا في تعامله مع الملف النووي الإيراني وفِي تعامله مع الثورات العربية، ولم ينتج ذلك إلا مزيدا من الأخطاء والخسائر. وهي ذات الأدوات التي استخدمتها هيلاري كلينتون في عملها في الخارجية الأمريكية وفِي حملتها الانتخابية وانتهى بها الحال ضيفة مرافقة لزوجها الرئيس الأسبق في حفل تنصيب منافسها الرئيس الحالي دونالد ترمب.
حتى المظاهرات التي رافقت تنصيب ترمب لم يكن لها لتحقق شيئا؛ إنها مظاهرات قادتها وأدارتها مؤسسات وحملت خطاب المؤسسات أيضا، وما يراد له أن يتحول إلى قضايا مفتوحة ضد ترمب من اتهامه بالعنصرية أو معاداة المسلمين ليست سوى حملات مؤسساتية لاستعادة دورها الذي تراجع للغاية، وما قام وسيقوم به الرئيس ترمب مستقبلا سيعتمد على البحث المباشر عن الجدوى والنتيجة ودرء الأخطار والتخلص أيضا من تبعات أخطاء الرئيس المثقف السابق.
لقد تمثل أكبر تجل لتلك التحولات الثقافية الكثيفة في حدث عالمي كبير هو وصول الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وفِي الواقع فإن التحليلات السياسية والإعلامية التي رأت في فوز ترمب بالرئاسة الأمريكية صعودا للشعبوية وتناميا في تيار العنصرية في أمريكا كلها مجرد قراءات تهيمن عليها السطحية والتعلق بالعناوين، والشعبوية أصلا ليس تيارا ولا موجة، بل هي الحالة الثقافية الجديدة للعالم، العالم الذي ودع زمن المؤسسات وبخاصة في القضايا التي تعد شأنا عاما ومتاحا للجميع، والانتخابات الرئاسية في كل العالم هي شأن عام وحدث شعبي، ولأن المزاج الشعبي العام تسللت إليه فكرة أن الحياة والاختيارات ممكنة خارج نمط المؤسسة ممارسة واختيارا كانت تلك هي النتيجة.
الشعبوية فكرا وسلوكا جاءت بعد هيمنة المؤسسات التقليدية على كل شيء وفِي كل العالم، ولأن أمريكا تقود العالم ثقافيا فقد كانت هي النموذج الأقوى والأوضح الذي مثل الإعلان الحقيقي لهذه المرحلة الجديدة في العالم.
كل الهجوم الذي تعرض له الرئيس الأمريكي ترمب أثناء الانتخابات وبعدها ليس إلا شكلا من أشكال مقاومة المؤسسة للخروج عليها؛ المؤسسة السياسية والمؤسسة الإعلامية، وهو ما سيستمر أيضا ولكنه في الغالب سيستسلم في النهاية، ولأن الرئيس ترمب هو أبرز مثال على أن الأشياء باتت تحدث خارج المؤسسات، جاء هو من خارج المؤسسة السياسية التي طالما وصفها بكثير من الأوصاف الحادة وبأنها مؤسسة فاسدة ومنغلقة، ولقد حاولت تلك المؤسسات التصدي له لكنهم في نهاية الأمر وجدوه جالسا في المكتب البيضاوي رئيساً للولايات المتحدة.
ذات الأمر حدث مع المؤسسة الإعلامية، التي لم تخدم كثيرا منها ترمب في حملته الانتخابية وعملت على تقويضها، وشنت ضده كثيرا من الحملات المناهضة وأيضاً لأن الأشياء باتت تحدث من خارج المؤسسات وربما بفاعلية أكبر كانت وسائل التواصل الاجتماعي هي منصة ومنبر حملة ترمب وكانت تحدث من التأثير والحشد ما يتجاوز إعلام المؤسسات، تلك المؤسسات التي أيضا طالما وصفها الرئيس بالكثير من الأوصاف السيئة وأنها أصبحت تمثل حزبا معارضا وليست وسائل إعلام.
القضية إذن والتحدي ليس في أن تجدد المؤسسات السياسية خطابها أو أداوتها بل أن تعيد تعرف ذاتها، وهذا ربما ما لم يكتشفه الديمقراطيون إلا متأخرا، هذا إذا كانوا قد اكتشفوه أصلا.
أوباما كان نموذجا لابن المؤسسة المخلص لأهدافها والمؤمن بخطابها، وكان يفكر أيضا بشكل مؤسساتي يقوم على النظريات والأفكار وبناء المعادلات المنطقية القائمة على مدخلات يفترض أن تؤدي لمخرجات ما، حدث ذلك مثلا في تعامله مع الملف النووي الإيراني وفِي تعامله مع الثورات العربية، ولم ينتج ذلك إلا مزيدا من الأخطاء والخسائر. وهي ذات الأدوات التي استخدمتها هيلاري كلينتون في عملها في الخارجية الأمريكية وفِي حملتها الانتخابية وانتهى بها الحال ضيفة مرافقة لزوجها الرئيس الأسبق في حفل تنصيب منافسها الرئيس الحالي دونالد ترمب.
حتى المظاهرات التي رافقت تنصيب ترمب لم يكن لها لتحقق شيئا؛ إنها مظاهرات قادتها وأدارتها مؤسسات وحملت خطاب المؤسسات أيضا، وما يراد له أن يتحول إلى قضايا مفتوحة ضد ترمب من اتهامه بالعنصرية أو معاداة المسلمين ليست سوى حملات مؤسساتية لاستعادة دورها الذي تراجع للغاية، وما قام وسيقوم به الرئيس ترمب مستقبلا سيعتمد على البحث المباشر عن الجدوى والنتيجة ودرء الأخطار والتخلص أيضا من تبعات أخطاء الرئيس المثقف السابق.