-A +A
قراءة: عبدالرحمن العكيمي
يمثل التصوير الضوئي أكثر الممارسات الفنية لدى مبدعي تبوك الذين وجدوا في ظلال جمعية الثقافة والفنون بتبوك فضاءً تتنفس من خلاله أعمالهم وتصل إلى الناس قريباً وبعيداً.. ولعل ما أنجزه الشباب عبر أعمالهم من خلال فعاليات الجمعية يمثلّ هذا التفاعل والتطور في مجال التصوير الفوتوغرافي بموضوعات مختلفة ورؤى تعكس الهوية والبيئة والنموذج السعودي في مجالات مختلفة.. وذلك عبر معارض عديدة أقامتها الجمعية منذ إنشائها قبل عامين تقريباً.. وما قدمته من إنجاز عالمي مؤخراً يؤكد نجاحها في استقطاب المواهب الجديدة التي تحرص وتطمح للمزيد من التألق..
ها هما الفنانان التبوكيان عطا الله العمراني وعيسى الحمودي يخرجان من إطار المحلية إلى العالمية ويحققان مراكز عالمية متقدمة في مهرجانات الصورة في هامبورج بألمانيا وفي الأردن وغيرها وينقلان البيئة السعودية وملامح الحياة الصحراوية وتفاصيل العيش في البادية إلى الغرب كما ينقلان مشهد التطور الحضاري والثقافي والاجتماعي الذي يعكس الصورة المعاصرة لهذا المجتمع – وقد أبدى الفنانان باستمرار وعبر معارض أقامتها الجمعية للفنانين الحمودي والعمراني استعدادهما لجعل تبوك منطلقاً للإبداع الضوئي الجديد عبر نافذة الجمعية التي جعل منها مديرها الدكتور نايف الجهني وأعضاؤها منطلقاً للتجارب الجديدة في كافة المجالات الشعرية والفنية والمسرحية، الذي قدم قراءات للوحات الفنان الحمودي الذي قدّمه أيضاً بصورة شخصية من خلال إشراكه معه في معرض (أصالتنا) في جمعه بين الشعر والتصوير في العام الماضي، حيث ذللت الجمعية كافة الصعوبات للمبدعين للوصول إلى هذه المراكز.. وهذه الإنجازات التي تسجّل لأعضاء الجمعية ومبدعيها يقول عنها الجهني أنها باسم الجميع في تبوك بدون استثناء وهي إبداعات تستحق الوصول وأشاد بتجربة العمراني التي قال إنها اكتشاف مهم حيث تؤكد وجود رؤية ثقافية خاصة يلتقط من خلالها صوره.. والعمراني ينجّز بنضج تجربته ووعيها بأهمية أن تعكس الحالة في صورة، الحالة النفسية للإنسان ( المصور ) وللإنسان كصوره.. بحيث تلتقي هذه الحالات لتشكلا لوحة العمراني والعابقة بالدهشة، وقال حينما حقق الحمودي المركز الرابع عالمياً ثم توج ابداعه بحصوله على المركز الأول سار على طريقه العمراني ليحقق هذه الأيام المركز الرابع ويضع المراكز المتقدمة مستقبلاً أمام عينه وقال إن في تبوك ملامح رائعة ومشاهد مثيرة ونادرة تتمثل في المفردات البيئية اليومية ومفردات الصحراء ومشاهد الطبيعة التي تساعد على إثارة الحس التصويري لدى الشباب.. وقال إن النادي الجديد للتصوير الضوئي الذي سيتم إنشاؤه قريباً سيكون نواة ومنبعاً للكثير من المبدعين الشباب في هذا المجال، حيث يولي رئيس الجمعية اهتمامه بإنجازات فرع تبوك بشكل مباشر، يقول الجهني عن أعمال العمراني انه يتفيأ ظلال المشهد بوعي ثاقب وبترقب تكاد فيه (الكاميرا) تتكلم بصوت عالٍ حينما تجد اللغة عن عدستها ممراً للعبور نحو الحياة .. فكأنها تختصر الكون والعالم في ومضة صادقة.. تتميّز بدفئها.. وشعورها بالتوهج.. فما هو يسبر أغوار العراء.. لترى من خلال صوره كل الملامح، تسمع حداء الإبل، وأجراس القطعان.. وصوت البحر.. وتشم رائحة الشيح.. تتنفس المشهد بعبق الطين.. وحرارة الجمر الذي تسهر على أكتافه رائحة هيل الشمال النفاذ.. والعمراني عدسته مثيرة للدهشة.. ولون يجمع الألوان التي تجمع.. في ومضة ريح تسرق الكلام من الصمت.. وتبث فيه روح الحياة النابضة بالأرض والناس..

وعن أعمال الحمودي كان المعرض المشترك بينهما قراءة للشعر لملامح الصورة.. في لوحات مثل (ضحى، المغزل، أهل الشمال..) وغيرها من الحوارات الإبداعية التي اشترك بهما الاثنان ويستعد الفنان الحمودي والفنان العمراني لاقامة معارض ضوئية قادمة.