شهد مدرج المكتبة الوطنية بالرباط مساء الخميس الماضي، حفلة تسليم جائزة الأركانة التي نظمها بيت الشعر في المغرب، برعاية رسمية من مؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير، وبتعاون مع وزارة الثقافة. تسلم، خلالَهُ، الشاعر المغربي الكبير محمد بنطلحة جائزة الأركانة العالمية للشعر التي تبلغ قيمتها 12 ألف دولار. أقيمت الحفلة بحضور وازن لمثقفين وشعراء وإعلاميين ومصاحبة إبداعية من الفنان المتميز مجيد بقاس وفرقته الموسيقية. كانت الأمسية فرصة لاحتفاء المثقفين والمبدعين ومحبي الشعر مع بيت الشعر في المغرب بالتجربة الباذخة التي قدمها الشاعر محمد بنطلحة للشعرية المغربية والعربية والإنسانية، طيلة عقود من العطاء الجميل المتفرد. وقد عبر المتدخلون من أعضاء لجنة الجائزة عن المكانة المرموقة للشاعر والتجربة الشعرية المغربية المعاصرة. بعد ذلك تحدث الشاعر المحتفى به عن شكره لهذا التقدير ومن سعى وراءه وختم بمقاطع شعرية من أعماله الكاملة. واختتمت الحفلة بتوقيع الشاعر لأعماله الكاملة التي أصدرها بيت الشعر في المغرب، بالمناسبة، بدعم من وزارة الثقافة، في 664 صفحة من القطع الكبير، وفي طباعة أنيقة. وجائزة الأركانة العالمية للشعر، التي تمثل إحدى أهم مبادرات بيت الشعر المغربي في تكريم رموز الشعر الإنساني، قد انطلقت سنة 2003 بتتويج تجربة الشاعر الصيني بي ضاو، ثم منحت للشاعر المغربي محمد السرغيني (2005)، والشاعر الفلسطيني محمود درويش (2008)، والشاعر العراقي سعدي يوسف (2009)، والشاعر المغربي الطاهر بنجلون (2010)، والشاعرة الأمريكية مارلين هاكر (2011)، والشاعر الإسباني انطونيو غامونيدا (2012)، والشاعر الفرنسي إيف بونفوا (2013)، والشاعر البرتغالي نونو جوديس (2014)، والشاعر الألماني فولكر براون (2015. (وقد جاء في حيثيات تقرير لجنة تحكيم الجائزة برئاسة الشاعر محمد الأشعري، في دورتها الجديدة، أن التجربة الشعرية للشاعر محمد بنطلحة لحظة مضيئة في الشعرية العربية المعاصرة، انبَنَت على تفاعل خلاّق لا مع الشعريّة العربيّة وحسب، بل أيضاً مع الشعريّات العالميّة، وتمكنت من أن تنحِتَ لذاتها ملمَحَها الخاص، الذي يَحملُ دمغة الشاعر في بناء رُؤية شعريّة مُركَّبة، وفي النزوع الدائم إلى اكتشاف أشكال جديدة، وفي الانتصار الجماليّ للغة العربيّة.