-A +A
غمدان اليوسفي (صنعاء)
خلف رحيل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر شيخ مشايخ حاشد تركة سياسية وقبلية ثقيلة حيث بقي مقعد رئاسة البرلمان اليمني خاليا لعدة أشهر بعد تزايد وطأة المرض عليه. عودتان طفيفتان شهدتهما اليمن خلال فترة غيابه الأولى أثناء الزخم الانتخابي للانتخابات الرئاسية في سبتمبر 2006 والأخرى عند الاحتفالات بأعياد الوحدة في مايو الماضي وشكل موقفه الداعم للرئيس علي عبدالله صالح نقطة فارقة أثناء الدعاية الانتخابية في انتخابات الرئاسة بالرغم من أن حزبه التجمع اليمني للإصلاح كان يدعم مرشح المعارضة فيصل بن شملان. فترة رئاسة الشيخ عبدالله للبرلمان كانت قد أوشكت على الانتهاء حيث يحدد الدستور اليمني لرئاسة مجلس النواب سنتين ويتم إجراء إنتخابات أخرى وهي الخطوة التي ينتظر اتخاذها بعد انتهاء فترة الحداد المقررة وأثناء انعقاد الدورة القادمة للبرلمان. الحزب الحاكم ربما يكون له الغلبة هذه المرة في رئاسة البرلمان الذي أداره الراحل الشيخ عبدالله خلال دورتين انتخابيتين هي دورة 1997 و2003 بينما تبقى للحالية قرابة عام وأربعة أشهر، لكن المؤشرات واضحة من خلال استحواذ الأغلبية المطلقة للحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام في البرلمان. في الجانب القبلي تحمل الشيخ صادق عبدالله بن حسين الأحمر عبء المشيخة وذلك حين كلفه والده قبيل قرابة نصف عام بتولي المشيخة على قبيلة حاشد أكبر قبائل اليمن وسلمه جنبية المشيخة وبعث رسائل لمشايخ القبيلة يحثهم فيها على الانقياد قبليا لولده الشيخ صادق عضو مجلس الشورى وأكبر أبنائه، كما أوصى خطيا لولده حسين بمساعدة أخيه في هذا الجانب، بينما يتمسك الشيخ حميد الأحمر عضو البرلمان بالجانب السياسي والتجاري للعائلة وهو قيادي في حزب الإصلاح بينما ينتمي صادق وحسين للحزب الحاكم بالرغم من معارضة الأخير لسياسة حزبه وانشقاقه عنه في عدة مواقف.
وكان الشيخ عبدالله يمثل توازنا قبليا يعدل مسار الأخطاء التي قد تحدث في السياسة الحاكمة لليمن حيث دارت صراعات كثيرة كان الشيخ عبدالله فيصلا فيها إلى جانب عدد من المشايخ الكبار الذين بدأت اليمن تخسرهم واحدا تلو الآخر وأبرزهم الشيخ مجاهد أبو شوارب الذي رحل قبيل سنوات قليلة في حادث مروري.