SultanBinBandar @
وارف، كشجرة لوز تفتحت أزهارها أو كأغصان التوت الياباني حين يكتسي البياض، يمتلئ صدره بالشعر والتبغ والعصافير التي يصنع منها سرحان الزهراني في تركيبة عجيبة أبياتاً عذبة تسكن الذاكرة كتغريد «نغاري» وقفت لبرهة على شباك الذكريات وغنت قبل أن تطير، وحلم بقية أبياته التحليق عوضاً عن السجن داخل صدره يقول:
«فتحت شباكي على رشّة مطر
وخرجت من ثوبي
من الشباك
من روحي
من الشارع
من الدنيا
إليك».
ويلمس المتابع لسرحان الزهراني، مدى تأثر أبياته بالمكان والمناخ المحيط به، والظاهر جلياً عليها، وكأن كل بنات أفكاره تولد في ساعتها، لشاعر احترف اصطياد الفكرة برمية هديف، يجيد الضغط على القلم في الوقت المناسب، يقول:
قالت الطايف مطر وين المظله
قلت غايب من يظللك بغيابي
قالت انته لو تغيب العمر كلّه
يكفي احساس المطر لا طق بابي
ولم يقف سرحان الزهراني على حدود كتابة الشعر نبطاً فحسب، بل جاوز ذلك إلى نثر أبيات القصيدة في أرض المشاعر نثراً، كبستاني يذرى حبوب محصوله أول موسم الحصاد، لتثمر في نهاية «الموسم/ القصيدة» شعراً لذيذاً يطرب له الذوق، يقول ذات سحابه:
«لا تقفّلي الشبّاك والدنيا مطر
حلو الكلام.. حلو الغرق
نوقف نشوف؟
هذا قمر.. هذا شجر.. هذا زهر
واللي بدونك راح.. ما اعدّه عمر
نوقف نشوف!»
ويبدو أن تجربة الزهراني الحديثه في كتابة الشعر والعديد من الشعراء الشعبيين الشباب كوديع الأحمدي وخليل الشهري وعاطف الحربي، باتت تؤسس لمدرسة أدبية حديثه في الشعر النبطي، إذ يظهر من خلال أبياتهم حس الشاعر الفنان، المتذوق للموسيقى والرسم، عبر توظيف مفردات موسيقية وكوبليهات غنائية، ورسم لوحات تشكيلية بالكلمات، تساعد الشاعر في صنع إحساس ومعنى آخر للقصيدة يأخذ المتلقي بها مكانا آخر في الذاكرة يقول الزهراني:
لو تضيع الليلة في صمت الشوارع
يمكن الفجر الوحيد اللي يدوّر
تلقى نفسك في مهب الريح ضايع
أغنية فنان أولها (تصوّر)
ولا تقف عبقرية التوظيف والاستغلال للحس الموسيقي والفني على حدود الوقوف بعناوين الأغاني لدى سرحان الزهراني فحسب، بل جاوزت ذلك إلى ذكائه في توظيف مقطع موسيقي في نثره، كـ:
«يالله غنّي:
(انتا ما انتا الأولاني)
وارفعي صوتك شوي
كلمة انتا من شفاتك تملا هالدنيا أماني
وتنتثر في روحي ميّ»
وغيرها من الأبيات التي جادت بها غيمة سرحان الزهراني مطراً من مطلع أبيات «ميادّه»، «وأظن أن المطر من وقتها مازال يتراكم».
وارف، كشجرة لوز تفتحت أزهارها أو كأغصان التوت الياباني حين يكتسي البياض، يمتلئ صدره بالشعر والتبغ والعصافير التي يصنع منها سرحان الزهراني في تركيبة عجيبة أبياتاً عذبة تسكن الذاكرة كتغريد «نغاري» وقفت لبرهة على شباك الذكريات وغنت قبل أن تطير، وحلم بقية أبياته التحليق عوضاً عن السجن داخل صدره يقول:
«فتحت شباكي على رشّة مطر
وخرجت من ثوبي
من الشباك
من روحي
من الشارع
من الدنيا
إليك».
ويلمس المتابع لسرحان الزهراني، مدى تأثر أبياته بالمكان والمناخ المحيط به، والظاهر جلياً عليها، وكأن كل بنات أفكاره تولد في ساعتها، لشاعر احترف اصطياد الفكرة برمية هديف، يجيد الضغط على القلم في الوقت المناسب، يقول:
قالت الطايف مطر وين المظله
قلت غايب من يظللك بغيابي
قالت انته لو تغيب العمر كلّه
يكفي احساس المطر لا طق بابي
ولم يقف سرحان الزهراني على حدود كتابة الشعر نبطاً فحسب، بل جاوز ذلك إلى نثر أبيات القصيدة في أرض المشاعر نثراً، كبستاني يذرى حبوب محصوله أول موسم الحصاد، لتثمر في نهاية «الموسم/ القصيدة» شعراً لذيذاً يطرب له الذوق، يقول ذات سحابه:
«لا تقفّلي الشبّاك والدنيا مطر
حلو الكلام.. حلو الغرق
نوقف نشوف؟
هذا قمر.. هذا شجر.. هذا زهر
واللي بدونك راح.. ما اعدّه عمر
نوقف نشوف!»
ويبدو أن تجربة الزهراني الحديثه في كتابة الشعر والعديد من الشعراء الشعبيين الشباب كوديع الأحمدي وخليل الشهري وعاطف الحربي، باتت تؤسس لمدرسة أدبية حديثه في الشعر النبطي، إذ يظهر من خلال أبياتهم حس الشاعر الفنان، المتذوق للموسيقى والرسم، عبر توظيف مفردات موسيقية وكوبليهات غنائية، ورسم لوحات تشكيلية بالكلمات، تساعد الشاعر في صنع إحساس ومعنى آخر للقصيدة يأخذ المتلقي بها مكانا آخر في الذاكرة يقول الزهراني:
لو تضيع الليلة في صمت الشوارع
يمكن الفجر الوحيد اللي يدوّر
تلقى نفسك في مهب الريح ضايع
أغنية فنان أولها (تصوّر)
ولا تقف عبقرية التوظيف والاستغلال للحس الموسيقي والفني على حدود الوقوف بعناوين الأغاني لدى سرحان الزهراني فحسب، بل جاوزت ذلك إلى ذكائه في توظيف مقطع موسيقي في نثره، كـ:
«يالله غنّي:
(انتا ما انتا الأولاني)
وارفعي صوتك شوي
كلمة انتا من شفاتك تملا هالدنيا أماني
وتنتثر في روحي ميّ»
وغيرها من الأبيات التي جادت بها غيمة سرحان الزهراني مطراً من مطلع أبيات «ميادّه»، «وأظن أن المطر من وقتها مازال يتراكم».