كتبت الزميلة هيلة المشوح مقالا حول «ماذا لو هلك الغرب الكافر» على حلقتين، وتساءلت «بربكم.. ماذا لو استجاب الله لتلك الأدعية؟!».
والسؤال: هل بالفعل «الغرب الكافر» مسؤول «كل» المسؤولية عن تخلف العرب لندعي عليه؟
في البداية لا أحد ينكر ما قدمه الغرب من إنجازات واكتشافات للبشرية في شتى الحقول، وها نحن اليوم ننعم بهذه الاختراعات والتي سهلت علينا معيشتنا وساعدت في القضاء على بعض الأمراض.
وفي المقابل لا ننكر أن الغرب مسؤول عن «بعض» مآسي العرب، على سبيل المثال «وعد بلفور، سايس بيكو، غزو العراق».
وأكرر هنا هل هو مسؤول عن «كل» مآسينا؟
لنستعرض هنا حالتنا العربية «قبل غزو العراق وقبل الربيع العربي وبعده»، ولكن قبل هذا دعوني أنوه أن ماسأسطره ليس «جلدا للذات» كما يتوقع البعض، ولكنه واقع مؤلم نعيشه ونكره من يذكرنا به، ومهمتي هي أني جمعت بعضا من هذه الحقائق هنا.
وهي وقائع بعيدة كل البعد عن السياسة ودهاليزها في محاولة للبعد عن نظرية «المؤامرة» وما يحيكه الغرب ضدنا.
هنا بعض الإحصائيات:
في الرياضة: حصلت الدول العربية مجتمعة على 94 ميدالية «ما بين ذهبية وفضية وبرونزية» طوال تاريخ الأوليمبياد، وهي أقل من نصف ما حصلت عليه كوبا فقط !!
في الزراعة: تبلغ المساحة الإجمالية للدول العربية حوالى 1402 مليون هكتار، أي حوالى 10.2% من إجمالي مساحة اليابسة في العالم، وتقدر مساحة الأراضي القابلة للزراعة بحوالى 197 مليون هكتار، وكذلك وجود الكثير من الأنهار، ومع هذا تعاني بعض الدول العربية من المجاعة وبعضها يعاني من أزمة غذاء !!
السياحة: رغم أن الدول العربية مثل السعودية ومصر والعراق ولبنان وسورية تحتضن أهم وأعظم الآثار البشرية، إلا أن عدد السياح إلى دولة مثل إسبانيا يفوق هذه الدول العربية مجتمعة.
براءة الاختراع: محصلة الدول العربية مجتمعة 173 براءة اختراع في عام واحد «2008»، في حين سجلت تركيا 367 براءة اختراع، أما «إسرائيل» فوصل رصيدها إلى 1882 اختراعا عن نفس الفترة.
في الترجمة: حسب تقرير التنمية البشرية العربية للعام 2003 يُترجَم سنويًا في العالم العربي خُمس ما يُترجَم في دولة اليونان الصغيرة، والحصيلة الكلية لما تُرجم إلى العربية منذ عصر الخليفة العباسي المأمون إلى العصر الحالي تقارب الـ 10000 كتاب، وهذا العدد يساوي ما تترجمه إسبانيا في سنة واحدة.
بعد هذه الإحصائيات هل يمكن أن نلوم الغرب ونقول هو السبب في تأخرنا رياضة وزراعة وسياحة وترجمة واختراعات؟
المتأمل لأحوال المنطقة العربية لا بد أن يتساءل عن السبب الذي جعل معظم الدول العربية تخلو من أي تنمية بشرية حقيقية وبنية تحتية صلبة واقتصاد تنافسي أو إنتاج يبعث على الفخر. وأعتقد أن ليس هناك غيره: الفساد.
تغريدة:
يبدو أن العامل المشترك في سبب تخلف الدول العربية ليس الغرب، وإنما الفساد الذي يقمع الإبداع ويقصي الكفاءات وينخر في الاقتصاد.
Kwabel@outlook.com
والسؤال: هل بالفعل «الغرب الكافر» مسؤول «كل» المسؤولية عن تخلف العرب لندعي عليه؟
في البداية لا أحد ينكر ما قدمه الغرب من إنجازات واكتشافات للبشرية في شتى الحقول، وها نحن اليوم ننعم بهذه الاختراعات والتي سهلت علينا معيشتنا وساعدت في القضاء على بعض الأمراض.
وفي المقابل لا ننكر أن الغرب مسؤول عن «بعض» مآسي العرب، على سبيل المثال «وعد بلفور، سايس بيكو، غزو العراق».
وأكرر هنا هل هو مسؤول عن «كل» مآسينا؟
لنستعرض هنا حالتنا العربية «قبل غزو العراق وقبل الربيع العربي وبعده»، ولكن قبل هذا دعوني أنوه أن ماسأسطره ليس «جلدا للذات» كما يتوقع البعض، ولكنه واقع مؤلم نعيشه ونكره من يذكرنا به، ومهمتي هي أني جمعت بعضا من هذه الحقائق هنا.
وهي وقائع بعيدة كل البعد عن السياسة ودهاليزها في محاولة للبعد عن نظرية «المؤامرة» وما يحيكه الغرب ضدنا.
هنا بعض الإحصائيات:
في الرياضة: حصلت الدول العربية مجتمعة على 94 ميدالية «ما بين ذهبية وفضية وبرونزية» طوال تاريخ الأوليمبياد، وهي أقل من نصف ما حصلت عليه كوبا فقط !!
في الزراعة: تبلغ المساحة الإجمالية للدول العربية حوالى 1402 مليون هكتار، أي حوالى 10.2% من إجمالي مساحة اليابسة في العالم، وتقدر مساحة الأراضي القابلة للزراعة بحوالى 197 مليون هكتار، وكذلك وجود الكثير من الأنهار، ومع هذا تعاني بعض الدول العربية من المجاعة وبعضها يعاني من أزمة غذاء !!
السياحة: رغم أن الدول العربية مثل السعودية ومصر والعراق ولبنان وسورية تحتضن أهم وأعظم الآثار البشرية، إلا أن عدد السياح إلى دولة مثل إسبانيا يفوق هذه الدول العربية مجتمعة.
براءة الاختراع: محصلة الدول العربية مجتمعة 173 براءة اختراع في عام واحد «2008»، في حين سجلت تركيا 367 براءة اختراع، أما «إسرائيل» فوصل رصيدها إلى 1882 اختراعا عن نفس الفترة.
في الترجمة: حسب تقرير التنمية البشرية العربية للعام 2003 يُترجَم سنويًا في العالم العربي خُمس ما يُترجَم في دولة اليونان الصغيرة، والحصيلة الكلية لما تُرجم إلى العربية منذ عصر الخليفة العباسي المأمون إلى العصر الحالي تقارب الـ 10000 كتاب، وهذا العدد يساوي ما تترجمه إسبانيا في سنة واحدة.
بعد هذه الإحصائيات هل يمكن أن نلوم الغرب ونقول هو السبب في تأخرنا رياضة وزراعة وسياحة وترجمة واختراعات؟
المتأمل لأحوال المنطقة العربية لا بد أن يتساءل عن السبب الذي جعل معظم الدول العربية تخلو من أي تنمية بشرية حقيقية وبنية تحتية صلبة واقتصاد تنافسي أو إنتاج يبعث على الفخر. وأعتقد أن ليس هناك غيره: الفساد.
تغريدة:
يبدو أن العامل المشترك في سبب تخلف الدول العربية ليس الغرب، وإنما الفساد الذي يقمع الإبداع ويقصي الكفاءات وينخر في الاقتصاد.
Kwabel@outlook.com