-A +A
تركي العسيري
أجرت المؤسسة البحثية الأمريكية (من أجل غد خال من الإرهاب) استطلاعاً نشرته جريدة «الوطن» حول رؤى ومواقف الشعب السعودي في العديد من القضايا شمل (1003) سعوديين اختيروا عشوائياً عن طريق الهاتف. ولعل نتيجة الاستطلاع لم تكن مفاجئة لي على الأقل كما فاجأت الأمريكيين (الذين كانوا يعتقدون أن السعوديين يؤيدون التطرف ويكرهون الشعب الأمريكي). وسأتوقف هنا عند بعض نتائج الاستطلاع على الصعيد المحلي.
فقد أظهر -أعني الاستطلاع- أن 95% من السعوديين يؤيدون خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في ما يتعلق بطريقة معالجته للقضايا المحلية والدولية.

وهذه النتيجة -كما أراها- لم تكن مفاجئة بل هي نتيجة طبيعية للسياسة الحكيمة التي سار عليها الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ توليه مقاليد الحكم من محاربة للإرهاب والفقر والدعوة إلى الحوار والإصلاح والوسطية والاعتدال ناهيك عن تواضعه وقربه من مواطنيه الذين يرون فيه أنموذجاً للحاكم المخلص المهتم بشؤونهم.
وقد جاءت قضية خفض معدلات البطالة والتضخم في المرتبة الثانية 93% من حيث الأهمية باعتبار البطالة والتضخم التحدي الكبير في الأعوام المقبلة الذي ينبغي معالجتهما ووضع الحلول الناجعة لاحتوائهما. وقد رأى 88% من السعوديين أن قضية مواجهة الإرهاب تعد من القضايا المهمة التي يلزم محاربتها والقضاء عليها، وهذا يؤكد أن الأعمال الإرهابية والتكفيرية ليست من طبيعة هذا الشعب المسالم المنفتح على العالم بوسطية المسلم الحق الذي شوهت صورته فئة ضالة اتخذت من الدين ستاراً لممارسة أعمالها الإجرامية. وقد أبان الاستطلاع أهمية توفير الضمانات من أجل حرية الصحافة والانتخابات في المستقبل.. وجاءت هزيمة (القاعدة) وغيرها من الجماعات الإرهابية من الأهمية التي يرى السعوديون ضرورة محاربتها والقضاء عليها أيضاً، وهذا ينفي ما يروجه بعض «الموتورين» من أن السعودية حاضنة للفكر المتطرف.
والاستطلاع في تقديري يعطي صورة واضحة عن نمط تفكير السعوديين إزاء الكثير من القضايا ذات الامتداد العالمي. الذي فاجأني في الاستطلاع المذكور نسبة التصويت على قضية طالما أشبعت طرحاً وحواراً وهي المتعلقة «بقيادة المرأة للسيارة»؛ إذ إنني مع الذين يرون أن هذه القضية «الهامشية» -في نظري- تحتاج إلى دراسة وافية، وإلى وقت كي يتقبلها المجتمع بكل فئاته.. خاصة في ظل ما نعانيه من مشاكل يرتكبها الأبناء الشباب وحوادث مرعبة لا يكاد يخلو منها كل صباح طازج.
وإن كنت على المستوى الشخصي أتمنى اليوم الذي (أفتكّ) فيه من أَسْر (أم العيال) وإيصالها إلى مدرستها مع إشراقة كل شمس؛ ولا أكتمكم سراً أنني قد عقدت معها اجتماعاً قصيراً «أبشرها» فيه بقرب الفرج، وأن بإمكانها أن تتعلم القيادة استعداداً لحلول ساعة الصفر التي تذهب فيها إلى مدرستها دون منّة مني.. فما كان منها إلا أن قالت بلغة (القروية) التي لم تهذبها المدينة: أسوق سيارة؟
وأنا وش تزوجتك علشانه!
حرام عليك يا شيخه.. تزوجتيني كل هذه السنين علشان أسوق بك.. بس!؟! طيب منك لله!!
تلفاكس 076221413