alma3e@
mohammedaltalbi@
أكد رئيس «أدبي أبها» الدكتور أحمد آل مريع أن مؤتمر «الهوية والأدب» الذي أقيم أمس في أبها، يعمَّق أطروحة المؤتمر الأول المختص في السرد بمنطقة عسير، مشدداً أن الهوية والأدب متربطة بوجود الإنسان وتاريخه وحضارته في المنطقة، ولفت إلى أن تكريم شخصية العام الأدبية 2017 أحمد مطاعن، يعدَّ انتصاراً للثقافة والأدب في المنطقة، إذ تضرب سيرة مطاعن المثال لعلاقة الأدب بالمجتمع المحيط طيلة سنواته التي قضاها في خدمة الأدب على المستوى الوطني.
جاء ذلك في افتتاح المؤتمر الذي حضره أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، بمناسبة مرور 40 عاماً على تأسيس النادي، مطلعاً على الإصدارات الأدبية التي تمثَّل المراحل التي مرّ بها «أدبي أبها» عبر أربعة عقود، قدمت من خلالها مناشط ساهمت في تكوين الوعي الجمعي في المنطقة، كون الأدب نتاج البيئة المحلية، والأديب يدوّن ما لا يرى في القرية الجنوبية، والوطن الفسيح من خلال فيلم مرئي من إنتاج النادي.
ومن جهته، أكد الدكتور المغربي محمد الداهي خلال كلمته التي ألقاها نيابة عن 30 باحثاً مشاركاً في المؤتمر، أن الوقت الذي يحتدم فيه الصراع الثقافي والحضاري بين المركز والمحيط يتخذ صبغةً أيديولوجية لاجتثاث مقومات الشعوب المستضعفة، في محاولة لإجهاز هويتها، والذي تسبب في ظهور أفعال متباينة ومتفاوتة، ما يؤكد أهمية المؤتمر في الوقت الراهن.
في ملتقى الهوية والأدب
وفي الجلسة الأولى، أكد الباحث الدكتور محمد الداهي أن المسلسلات التركية برغم سطحيتها على مستوى المضمون إلا أنها عززت الهوية التركية مما انعكس على تركيا بأرباح معنوية واقتصادية، وأضاف «الداهي» في ورقته «تأملات في الهوية السردية»، إذ تخلق المصالحة لكنها لا تتحقق إلا باستيعاب المحكيات، فهي تحمي الأنا من التلاشي والذوبان وتستحضر جملة من اللحظات، لكنه أكد على أن لا قيمة لها إلا بالسرد لأنه أداة وساطة.
فيما تحدث الدكتور حسن الهويمل في ورقة بعنوان «الهوية بين الاستبطان والتشخصنة» عن أن الهوية الأممية غير منطقية وأضرارها أكبر لأنها تلغي الهويات الصغرى، وأضاف أن مادة التربية الوطنية لم تحقق المؤمل منها لأن تسريب المفاهيم يحتاج إلى أسلوب يختلف عن التلقين. وذكر الهويمل أن الهوية التي ننشد تأصيلها لها مواصفات تحفظ كامل الحقوق للمواطن، وللإنسانية حقها.
أما الدكتور صالح الهادي رمضان فقد ذكر في ورقته «الهوية وإنشائية السرد» أن الهوية الأيديولوجية التي كتب عنها هي روايات لا تهمه، ولكن ما يهمه هو الهوية بصفتها معماراً معرفياً ومكونا من مكونات الذات الأنطولوجية، وتساءل «الهادي» عن السرد هل يصنع معمار اللغة أم يعبر عنه؟
وأضاف أن الهوية لغة لا يمكن أن نراها لأنها تصور يحرك الهوية المتعصبة والسجالية والإقصائية لكن الجذر الاستعاري للهوية هو الذي ينتج سرداً فيه هوية ومنه يشتق كتاب القصة والرواية كتابة الهوية لا التعبير عنها، والمهم كيف نكتب اللغة العربية في الرواية دون إضرار بها.
وفي الورقة الأخيرة التي تحدث فيها الدكتور عبدالواسع الحميري عن «جدلية الكائن والممكن في بنية الخطاب السردي» عن ثنائية السرد والنظم التي تنطلق في السرد مقارنة بما يستهدفه الناظم الشاعر بفعل النظم الشعري من المعاني دون ألفاظ ومن زاوية معاني النحو وبالتالي فهو يستهدف معاني الكلم ومعاني النحو من زاوية معاني النفس المعبّر عنها بالمقاصد والأغراض، وأضاف «الحميري» أن الناظم ينفي نفياً جدلياً معاني كلمات اللغة بمعاني النحو المتغيرة والمتحولة.
وكانت الجلسة الأولى قد سجلت غياب الدكتور سعيد السريحي الذي كان مقررا أن يقرأ ورقة له بعنوان «سؤال الهوية ومأزق السرد».
mohammedaltalbi@
أكد رئيس «أدبي أبها» الدكتور أحمد آل مريع أن مؤتمر «الهوية والأدب» الذي أقيم أمس في أبها، يعمَّق أطروحة المؤتمر الأول المختص في السرد بمنطقة عسير، مشدداً أن الهوية والأدب متربطة بوجود الإنسان وتاريخه وحضارته في المنطقة، ولفت إلى أن تكريم شخصية العام الأدبية 2017 أحمد مطاعن، يعدَّ انتصاراً للثقافة والأدب في المنطقة، إذ تضرب سيرة مطاعن المثال لعلاقة الأدب بالمجتمع المحيط طيلة سنواته التي قضاها في خدمة الأدب على المستوى الوطني.
جاء ذلك في افتتاح المؤتمر الذي حضره أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، بمناسبة مرور 40 عاماً على تأسيس النادي، مطلعاً على الإصدارات الأدبية التي تمثَّل المراحل التي مرّ بها «أدبي أبها» عبر أربعة عقود، قدمت من خلالها مناشط ساهمت في تكوين الوعي الجمعي في المنطقة، كون الأدب نتاج البيئة المحلية، والأديب يدوّن ما لا يرى في القرية الجنوبية، والوطن الفسيح من خلال فيلم مرئي من إنتاج النادي.
ومن جهته، أكد الدكتور المغربي محمد الداهي خلال كلمته التي ألقاها نيابة عن 30 باحثاً مشاركاً في المؤتمر، أن الوقت الذي يحتدم فيه الصراع الثقافي والحضاري بين المركز والمحيط يتخذ صبغةً أيديولوجية لاجتثاث مقومات الشعوب المستضعفة، في محاولة لإجهاز هويتها، والذي تسبب في ظهور أفعال متباينة ومتفاوتة، ما يؤكد أهمية المؤتمر في الوقت الراهن.
في ملتقى الهوية والأدب
وفي الجلسة الأولى، أكد الباحث الدكتور محمد الداهي أن المسلسلات التركية برغم سطحيتها على مستوى المضمون إلا أنها عززت الهوية التركية مما انعكس على تركيا بأرباح معنوية واقتصادية، وأضاف «الداهي» في ورقته «تأملات في الهوية السردية»، إذ تخلق المصالحة لكنها لا تتحقق إلا باستيعاب المحكيات، فهي تحمي الأنا من التلاشي والذوبان وتستحضر جملة من اللحظات، لكنه أكد على أن لا قيمة لها إلا بالسرد لأنه أداة وساطة.
فيما تحدث الدكتور حسن الهويمل في ورقة بعنوان «الهوية بين الاستبطان والتشخصنة» عن أن الهوية الأممية غير منطقية وأضرارها أكبر لأنها تلغي الهويات الصغرى، وأضاف أن مادة التربية الوطنية لم تحقق المؤمل منها لأن تسريب المفاهيم يحتاج إلى أسلوب يختلف عن التلقين. وذكر الهويمل أن الهوية التي ننشد تأصيلها لها مواصفات تحفظ كامل الحقوق للمواطن، وللإنسانية حقها.
أما الدكتور صالح الهادي رمضان فقد ذكر في ورقته «الهوية وإنشائية السرد» أن الهوية الأيديولوجية التي كتب عنها هي روايات لا تهمه، ولكن ما يهمه هو الهوية بصفتها معماراً معرفياً ومكونا من مكونات الذات الأنطولوجية، وتساءل «الهادي» عن السرد هل يصنع معمار اللغة أم يعبر عنه؟
وأضاف أن الهوية لغة لا يمكن أن نراها لأنها تصور يحرك الهوية المتعصبة والسجالية والإقصائية لكن الجذر الاستعاري للهوية هو الذي ينتج سرداً فيه هوية ومنه يشتق كتاب القصة والرواية كتابة الهوية لا التعبير عنها، والمهم كيف نكتب اللغة العربية في الرواية دون إضرار بها.
وفي الورقة الأخيرة التي تحدث فيها الدكتور عبدالواسع الحميري عن «جدلية الكائن والممكن في بنية الخطاب السردي» عن ثنائية السرد والنظم التي تنطلق في السرد مقارنة بما يستهدفه الناظم الشاعر بفعل النظم الشعري من المعاني دون ألفاظ ومن زاوية معاني النحو وبالتالي فهو يستهدف معاني الكلم ومعاني النحو من زاوية معاني النفس المعبّر عنها بالمقاصد والأغراض، وأضاف «الحميري» أن الناظم ينفي نفياً جدلياً معاني كلمات اللغة بمعاني النحو المتغيرة والمتحولة.
وكانت الجلسة الأولى قد سجلت غياب الدكتور سعيد السريحي الذي كان مقررا أن يقرأ ورقة له بعنوان «سؤال الهوية ومأزق السرد».