-A +A
خالد السليمان
لو كان وزير التعليم شخصيا موجودا في المدرسة الابتدائية التي مزق طلابها الكتب الدراسية خارج أسوارها، ما الذي كان يمكن أن يفعله لمنعهم من فعل ذلك، بل ما هي صلاحيته خارج أسوار المدرسة لفعل أي شيء؟!

وما لم يكن مدير المدرسة هو الذي شجع الطلاب على تمزيق الكتب، فإنني أجد قرار إعفائه قرارا تعسفيا ظاهره امتصاص ردود فعل الإعلام والمجتمع وباطنه تعليق المسؤولية على أقرب علاقة في أقصر جدار!


ومن سوء حظ المدير أن عدسة عابرة التقطت الصورة، بينما نفس الحدث يحصل في مدارس عديدة ومنذ سنوات طويلة، لكن ردود فعل مسؤولينا غالبا مجرد انعكاس لفلاشات الصور الملتقطة!

في الحقيقة ظاهرة تمزيق الكتب أو رميها عقب انتهاء العام الدراسي ليست جديدة، وليست حكرا على مجتمعنا حتى يجعل البعض منها سوطا يلهب به ظهر مجتمعه وكأنه لا يجيد سوى جلد ذاته، ففي أمريكا العظيمة شهدت بنفسي طلابا يجتمعون في الشواطئ ليحتفلوا بانتهاء العام الدراسي، ثم يضرمون نارا عظيمة وسط الرمال ليلقوا فيها بالكتب المدرسية وسط صخب الغناء والرقص الهستيري!

أعود للمدرسة ومديرها وطلابها لأسأل الوزير وجميع مساعديه ووكلائه ومديري مناطقه التعليمية: ما هو الحل الذي كانوا سيقدمونه لمدير المدرسة، والتصرف الذي كانوا سيتصرفونه لو كانوا مكانه؟! حتى يستفيد بقية مديري المدارس ولا يواجهوا غضبة إعفاء تمزيق الكتب!.

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com