حديثي عن النقد المجتمعي، ونقد سلوكياتنا كأفراد وكمجتمع وكيفية تصحيحها وصولاً للوعي الجمعي والذي ينشده الجميع. فبدون نقد لا يمكن تصحيح المسار.
فالنقد مهم في تصحيح وتقويم سلوكنا كأفراد وكمجتمع، فلا وعي مجتمعيا بدون فكر نقدي بناء. ولكن السؤال المهم: متى يكون النقد بناء؟
لهذا من الضروري أن نتعامل مع النقد برؤية منفتحة مستوعبة بعيدة كل البعد عن لغة النفي والتخوين، وإن النقد الهادف يشكل شرطاً ضرورياً لتحقيق التطور الاجتماعي المأمول.
ويكون النقد هادفاً أكثر إذا أتى من الداخل، والمقصود بالداخل هنا هو من داخل المنظومة.
وللأسف النقد في كل مناحي الحياة سياسيا واجتماعيا وفكريا ورياضيا قليل جدا أن تجد من ينقد من داخل المنظومة.
لهذا تجد النقد إن أتى من خارج المنظومة لا يجد آذاناً صاغية حتى وإن صدرت من شخص صادق ومخلص والسبب فقط لأنه من خارج التيار أو الطائفة. وغالبا ما يفسر النقد من الخارج أنه صادر من شخص حاقد أو متشفٍ أو كاره لهذه المنظومة «طائفة كانت أم تيارا» يقابله دفاع عن الخطأ من الداخل فقط لأن النقد صدر من الخارج.
وقد تراه جليا في الشأن الرياضي، فنادرا ما تجد من يقبل بهزيمة فريقه ويقر أن سببها سوء أداء الفريق، بل على العكس تجد المبررات جاهزة مثل خطأ الحكم أو المدرب وغيره. وهذا يصدر من المشجع العادي ومن المحلل الرياضي صاحب الميول.
ومناسبة كتابة هذا المقال هو ملاحظة انتشار مقاطع فيديو من وقت لآخر لمن يسمون «دعاة»، يخجل المرء من مشاهدتها وسماعها ويخشى على أطفاله وأهل بيته الاطلاع عليها لما فيها من إيحاءات جنسية وبذاءة في الطرح.
ورغم تصدي بعض الكتاب والصحفيين لها بالنقد والاستهجان إلا أنه ومع الأسف ورغم انتشار هذه المقاطع وتبادلها بين الناس على سبيل التندر والضحك لم نجد لها نقداً من قبل طلاب العلم والدعاة المعتبرين.
وهذا ما قصدته في عنوان هذا المقال «النقد من الداخل» لأنه الأكثر صدقا وصادر من إنسان لا يمكن التشكيك في إخلاصه وسيجد قبولا عند الآخرين بجميع تياراتهم ويشجع البقية ليحذوا الحذو نفسه.
وهذا يدعوني لطرح تساؤلات: هل السكوت علامة الرضا!
أم هو الخوف من ردة فعل «الجمهور» وإمكانية خسارتهم؟
أم أنه لا يرى فيما يطرح ما يتوجب النقد والتقويم؟
قد يكون السكوت على مثل هذه «التجاوزات» ضرره كبير على النشء قبل كل شيء وهي أمانة يتحملها كل من تصدى للدعوة.
تغــريدة:
هل النقد من الداخل هو وظيفة الشجعان فقط؟
Kwabel@outlook.com
فالنقد مهم في تصحيح وتقويم سلوكنا كأفراد وكمجتمع، فلا وعي مجتمعيا بدون فكر نقدي بناء. ولكن السؤال المهم: متى يكون النقد بناء؟
لهذا من الضروري أن نتعامل مع النقد برؤية منفتحة مستوعبة بعيدة كل البعد عن لغة النفي والتخوين، وإن النقد الهادف يشكل شرطاً ضرورياً لتحقيق التطور الاجتماعي المأمول.
ويكون النقد هادفاً أكثر إذا أتى من الداخل، والمقصود بالداخل هنا هو من داخل المنظومة.
وللأسف النقد في كل مناحي الحياة سياسيا واجتماعيا وفكريا ورياضيا قليل جدا أن تجد من ينقد من داخل المنظومة.
لهذا تجد النقد إن أتى من خارج المنظومة لا يجد آذاناً صاغية حتى وإن صدرت من شخص صادق ومخلص والسبب فقط لأنه من خارج التيار أو الطائفة. وغالبا ما يفسر النقد من الخارج أنه صادر من شخص حاقد أو متشفٍ أو كاره لهذه المنظومة «طائفة كانت أم تيارا» يقابله دفاع عن الخطأ من الداخل فقط لأن النقد صدر من الخارج.
وقد تراه جليا في الشأن الرياضي، فنادرا ما تجد من يقبل بهزيمة فريقه ويقر أن سببها سوء أداء الفريق، بل على العكس تجد المبررات جاهزة مثل خطأ الحكم أو المدرب وغيره. وهذا يصدر من المشجع العادي ومن المحلل الرياضي صاحب الميول.
ومناسبة كتابة هذا المقال هو ملاحظة انتشار مقاطع فيديو من وقت لآخر لمن يسمون «دعاة»، يخجل المرء من مشاهدتها وسماعها ويخشى على أطفاله وأهل بيته الاطلاع عليها لما فيها من إيحاءات جنسية وبذاءة في الطرح.
ورغم تصدي بعض الكتاب والصحفيين لها بالنقد والاستهجان إلا أنه ومع الأسف ورغم انتشار هذه المقاطع وتبادلها بين الناس على سبيل التندر والضحك لم نجد لها نقداً من قبل طلاب العلم والدعاة المعتبرين.
وهذا ما قصدته في عنوان هذا المقال «النقد من الداخل» لأنه الأكثر صدقا وصادر من إنسان لا يمكن التشكيك في إخلاصه وسيجد قبولا عند الآخرين بجميع تياراتهم ويشجع البقية ليحذوا الحذو نفسه.
وهذا يدعوني لطرح تساؤلات: هل السكوت علامة الرضا!
أم هو الخوف من ردة فعل «الجمهور» وإمكانية خسارتهم؟
أم أنه لا يرى فيما يطرح ما يتوجب النقد والتقويم؟
قد يكون السكوت على مثل هذه «التجاوزات» ضرره كبير على النشء قبل كل شيء وهي أمانة يتحملها كل من تصدى للدعوة.
تغــريدة:
هل النقد من الداخل هو وظيفة الشجعان فقط؟
Kwabel@outlook.com