الرواف في آخر حياته.
الرواف في آخر حياته.
الرواف في أحد المشاهد من فيلم شارك فيه.
الرواف في أحد المشاهد من فيلم شارك فيه.
-A +A
محمد الأكلبي (جدة)
awsq5@

بائع الجمال، ساقته المغامرة إلى عبور المحيط الأطلسي، مقتحما عالم الولايات المتحدة الغامض الرهيب كما وصفه، بعد أن جال مع رفاقه العقيلات، العراق ومصر وبلاد الشام .


ومنذ نعومة أظفاره أقام خليل الرواف 14 عاما في الولايات المتحدة الأمريكية فكان أول سعودي يدخلها قبل 80 عاما، منطلقا من نخيل بريدة وضفاف وادي الرمة يحدوه شغف المغامرة وتمنحه الصحراء «مصل» الصبر ضد صعوبات الحياة وشظفها.

ليتنقل «الرواف» بين 42 ولاية، ويتزوج امرأتين أمريكيتين ويرسم شخصية البدوي على صفحات تاريخ «هوليوود» كأول عربي يمثل بهوليوود في أحد الأفلام مع الممثل الشهير جون واين في فيلم «كنت مراسلا حربيا»، ومؤسسا لأعمال تجارية في مدينة نيويورك.

ووفقا للباحث قاسم الرويس، فإن فندق دجلة ببغداد كان حجر التحول في حياة مولود الـتسعينات من القرن الـ19 عندما التقى بالسائحة الأمريكية فرانسيس إليسون عام 1932 للميلاد والتي توطدت صداقته بها، فترك تجارته ورافق الشقراء من بغداد لدمشق ومنها إلى بيروت ومن بيروت ضرب عباب البحر إلى نيويورك، فشغفته حبا وبادلها نفس الشعور فتزوجها وانطلقا إلى أمريكا، وكان ذلك عام 1935.

زواج الرواف الأول لم يدم طويلا فانفصل عن فرانسيس وكوّن مدرسة لتعليم اللغة العربية تعرّف من خلالها على الأمريكية كونستانس ويلمان وتزوجها ورزق منها بنواف فطلّقها قبل أن يكمل نواف عامه الأول، وبعدها أتم الرواف أعماله عائداً إلى الشرق.

لم ينس خليل ابنه نواف، فقفل راجعا إلى أمريكا وطلب كونستانس أن تمنحه حضانة ابنه، لكنها رفضت لتنقطع بعدها أخبار الابن وبعد بحث مضنٍ استمر عقوداً عثر على نواف وقد انتصف الابن في عقده الخامس، وأصبح ضابطا متقاعدا من خدمة الجيش الأمريكي بعد أن شارك في حرب فيتنام، ليلتم الشمل بعد شتات.