اوضح الدكتور مازن السعد مختص بيئي ان ظاهرة النينو تحدث نتيجة لتغير مؤقت في مناخ المنطقة الاستوائية بالمحيط الهادي الذي يُحدث بدوره تأثيرات متباينة على مناطق كثيرة في أنحاء العالم من جفاف وحرائق للغابات، وأمطار غزيرة. والمح إلى أن الصيادين في الإكوادور وبيرو هم الذين أطلقوا اسم (النينو) على تلك الظاهرة التي كانت تجعل المحيط الهادي أكثر دفئا وتغير اتجاه التيار بالمحيط فتقل الأسماك بشكل ملحوظ وهو ما يساعد الصيادين على قضاء هذه الفترة في البيوت مع أسرهم لكن الاسم لم يعد يُستخدم للتعبير عن هذه التغيرات الموسمية الطفيفة فقط وتجاوزها للتعبير عن التغير المتواصل في جو المحيط الهادي، وذلك باقترانه بما يدعى التذبذب الجنوبي . وبين د.السعد ان أول من توصل إلى طرف الخيط في تفسير ظاهرة النينو التي حيرت العلماء هو العالم الإنجليزي جيلبرت ووكرعندما كان في الهند في الوقت الذي كان العلماء مشغولين بتسجيل آثار النينو، حيث لاحظ أن هناك ارتباطا بين قراءة البارومتر (جهاز قياس الضغط الجوي) في بعض المناطق في الشرق ومثيلاتها في الغرب، فعندما يرتفع الضغط في الشرق ينخفض في الغرب والعكس صحيح، وأطلق عليها التذبذب الجنوبي ، وقد لاحظ أيضا وجود علاقة ثلاثية الأطراف تربط بين هبوب الرياح الموسمية في آسيا وحدوث جفاف بكل من أستراليا وإندونيسيا والهند وبعض المناطق في إفريقيا ودفء الشتاء نسبيا في غرب كندا ، وقد هوجم العالم ووكر كثيراً لربطه بين هذه الظواهر التي تحدث في شتى بقاع الأرض وعلى مسافات شاسعة من بعضها البعض، لكن بعد مرور خمسين عاما جاء العالم النرويجي جاكوب جركنز ليثبت وجود هذه العلاقة بتلك التغيرات الجوية وهكذا اتضح ما يحدث من اضطراب في نظام الضغط الجوي فوق المحيطات أثناء النينو،حيث يبدأ الاضطراب من المنطقة الاستوائية للمحيط الهادي ثم ينتشر ليؤثر على حالة الجو فوق الأرض بشكل عام .