-A +A
حسام الشيخ (جدة) hussamahslhikh@
«أنا عصبي المزاج، والسيجارة تجعلني هادئا. التدخين يزيد قدرتي على العمل، أدخن فقط 10 سجائر في اليوم، ولا أدخن سوى الأنواع الخفيفة ذات النيكوتين والقطران المنخفض، ويا سيدي التدخين أهون من المخدرات!».

تلك كلمات، بل مبررات وذرائع واهية، يقنع بها المدخن نفسه ومن حوله بأهمية التدخين بالنسبة له، دون أن يفكر في الفرصة المواتية على طبق من فضة لمن لديه رغبة حقيقية في الإقلاع عن التدخين، يستوجب استغلالها، خصوصا أنه يصوم يوميا نحو 15 ساعة عن الأكل والشرب والتدخين، وهذه الساعات كفيلة بأن يتخلص من هذه العادة نهائيا، مع الأخذ في الاعتبار أن الساعات الأولى من الامتناع عن التدخين هي أقساها، إذ ينسحب النيكوتين من الدم، ما يزيد الإحساس بالغثيان والصداع وفتور الهمة والعصبية، وهي أعراض ربما يشعر بها جميع الصائمين في أول أيام رمضان، بيد أنها تنتهي بعد أقل من أسبوع.


وهنا يؤكد استشاري الحساسية والمناعة البروفيسور المصري مجدي بدران أن 90% من مدمني المخدرات بدأوا من إدمان السيجارة، مشيرا إلى أن ما يشعر به المدخن من ارتياح بعد تدخين السيجارة ليس نتيجة تهدئة أعصابه، وإنما نتيجة وصول المادة التي اعتادها وأدمنها إلى الجسم، ما يعني أنه مثل مدمن المخدرات الذي يظل في حالة هياج وثورة لا تهدأ سوى بحصوله على المادة المخدرة. فهل يعني ذلك أن المخدرات مهدئات للأعصاب!

ويضيف بدران قائلا: الطبيعي أن تحدث بعض الاضطرابات في التركيز خلال الأيام الأولى من الامتناع عن التدخين نتيجة بعض الأعراض الانسحابية للنيكوتين، إلا أن الثابت علميا أن التدخين يقلل من نسبة وصول الأكسجين إلى المخ، وبالتالي يقلل القدرة على التركيز، وليس أدل على ذلك أن شركات التأمين في الخارج اكتشفت أن معظم حوادث السيارات المفجعة وقعت أثناء قيادة قائد السيارة لسيارته وهو يدخن، مشيرا إلى أن الأبحاث كشفت أن شركات الدخان تضع أرقاما للنيكوتين وأول أكسيد الكربون على علب السجائر، أقل من النسب الحقيقية، ليظل المدخن عبدا لهذه العادة، خصوصا إذا ما علمنا أن أول أكسيد الكربون السام الناتج عن احتراق السيجارة يزيد كلما كان النيكوتين أقل.