-A +A
حسن النجراني (المدينة المنورة)
hnjrani@

لم تمض ساعات على إعلان 8 دول عربية وإسلامية في مقدمتها المملكة والإمارات والبحرين ومصر مقاطعة دولة قطر، جراء سياساتها المناهضة في المنطقة، والداعمة لإيران والميليشيات الإرهابية في الشرق الأوسط، والعمل ضد التحالف العربي في اليمن، إلا ونشط الطابور الخامس في تحسين صورة قطر، لكن قوبل بوعي شعبي فتته وأوقفه.


وبرز مصطلح الطابور الخامس خلال الحرب الأهلية الإسبانية التي اندلعت 1936، إذ كان لدى الجنرال الإسباني أربعة طوابير من الثوار خلال الحرب، وقال حينها إن هناك طابوراً خامساً يعمل مع الأعداء، وتطورت أشكال الطابور الخامس مع تطور التقنية من خلال محاولة حشد الناس علناً لمساعدة أي هجوم خارجي على أوطانهم، وتنطوي أعمال هذا الطابور على أعمال تخريب وتضليل.

وظهرت خلال اليومين الماضيين أصوات تدعي الاعتدال عبر موقع التواصل «تويتر»، وتذكر المغردين بالوحدة الخليجية وضرورة احتواء قطر، وتبرز الدور القطري الضعيف في اليمن، وكأن قطر لم تعمل على شق الصف الخليجي ولم تتدخل في الشؤون الداخلية للدول منذ 22 عاماً، لكن محاولات الطابور الخامس في تحسين صورة قطر لم تفلح، إذ واجهت وعياً شعبياً أسهم في تفتيته وإيقافه.

وقال خبير إعلامي عسكري لـ«عكاظ» إن الإعلام الجديد والتدفق الهائل للمعلومات في وسائل التواصل الاجتماعي ساهم في توفير الكثير من الفرص والمنصات للطابور الخامس وتجار الأزمات والحروب ومتصيّدي الفرص لإثارة الفتن والقلاقل، وإنه ومنذ انطلاق ما يُسمى بـ«الربيع العربي» استغل الطابور الخامس «مروجي الفتن» والذين استخدموا الفضاء الإعلامي وبعض القنوات التلفزيونية «المؤدلجة» في ترويج كم هائل من الأخبار السلبية عن بعض دول الخليج وبعض الدول العربية وتلاعبوا بشعارات الحرية والديموقراطية والعدالة وكل الشعارات الرنانة التي تخاطب عواطف البسطاء وليس عقولهم.

وأكد الخبير العسكري على ضرورة تحديث الإستراتيجية الإعلامية لدول الخليج التي تحتاج أن تكون متواكبة مع جهودنا وإستراتيجيتنا السياسية من خلال تجديد الخطاب الإعلامي السعودي والذي يجب أن يتسق مع السياسة الخارجية السعودية ويخدم إستراتيجيتها ومن خلال الاعتماد على شبابنا من الإعلاميين المؤهلين لقيادة دفة الإعلام لأنهم الأكفأ في مواجهة التحديات القادمة.

من جهته، قال طالب الدكتوراه بجامعة طيبة في تخصص الإعلام عبدالهادي القحطاني إن الطابور الخامس المخذول دائما ما يقتنص الأزمات ويشعل فتيلها لتمرير عفن فكرهم تجاه وطنهم الذي يعيشون على أرضه ويستظلون تحت سمائه، مشككين في استقراره الاجتماعي والاقتصادي والسياسي بتصرفات غير مسؤولة عبر قنوات التواصل الإعلامي، ويؤلبون الرأي العام ويشحنون الأفراد لتنفيذ أجندتهم لكسب رضا أعداء الداخل والخارج وتفتيت وحدة وتماسك وتكاتف النسيج الوطني.