قرأت مؤخراً خبر موافقة وزير التربية والتعليم على تطبيق نظام ترفيع الطلاب ابتداء من العام الدراسي القادم، وهو اختصار سنين الدراسة لبعض الطلاب، الذين يبدون تفوقاً عقلياً ودراسياً غير عادي بالنسبة لأقرانهم، عن طريق تأدية اختبار مقررات السنة المراد قفزها مع امتحانات الدور الثاني في العطلة الصيفية، بهدف التبكير في خروج المتفوقين للحياة العملية.
عندما قرأت الخبر عادت بي الذاكرة إلى المدينة المنورة إلى عام 1387هـ عندما كنت في الصف الثالث الابتدائي وعلمت بنظام الترفيع وكنا نسميه التطبيق وقتها، فتحمست للفكرة وطلبت كتب السنة الرابعة من المدرسة وذاكرتها في الإجازة الصيفية، بدون أن يطلب مني أحد ذلك أو يرافقني للمدرسة وبدون دروس خصوصية، فقط بمباركة من الأهل، وبتوفيق من الله لم أجد صعوبة في فهم الدروس سوى مادة التجويد فقد كانت طلاسم بالنسبة لي، استعنت على فهمها بمدرسة مصرية تسكن حينا.
وأديت الاختبار مع الطالبات الراسبات في الدور الثاني ونجحت بحمد الله ولم أجد صعوبة في مقررات السنة الخامسة عند بدء الدراسة، لكن المعاناة كانت في محاولة التكيف اجتماعياً مع طالبات أكبر مني سناً، خاصة مع صغر بنيتي فقد كنت صغيرة الحجم بالنسبة لطالبات الصف الثالث فكيف بطالبات الصف الخامس، وكانت بعضهن أكبر من السن المعتادة لمن في مثل صفها، وأحسست غربة لم أشعر بها من قبل، ولم أكن أفهم لغة الغمز واللمز التي تستخدمها البنات في تلك السن.
ولم أعد أقبل على المدرسة بشغف كما كنت، وتأخر ترتيبي على الفصل فأصبحت الخامسة بعد أن كنت الأولى في السنوات السابقة مما آلمني وترك ذكرى سيئة في نفسي.
إن نظام الترفيع نظام جيد لإعطاء الفرصة للمتفوقين لاختصار سنين دراستهم، لكنني أرى ضرورة توجيه المربين للطفل باختيار السنة التي ينوي قفزها، لضمان عدم وجود فجوة كبيرة في النمو العاطفي والاجتماعي للطالب في تلك السنة مقارنة بما قبلها، أي أن يكون تحت إشراف تربوي.
والقواعد التنفيذية الحالية لنظام الترفيع حلت هذه المشكلة فالمرشد الطلابي يقوم بدراسة وضع الطالب المراد ترفيعه من جميع الجوانب وفقاً لاستمارة معتمدة لهذا الغرض بعد ترشيحه ممن له علاقة بذلك، ولا يتم ترفيع الطالب إلا بعد اجتيازه عدداً من المحكات، كحصوله على درجة معينة في اختبار الذكاء واختبار القدرات العقلية الخاصة وفي كل مقرر من مقررات السنة السابقة، ويتولى قسم رعاية الموهوبين بإدارة التربية والتعليم مسؤولية الترفيع بالتنسيق مع قسم التوجيه والإرشاد بالوزارة.
أبارك إقرار وزارة التربية والتعليم نظام الترفيع مجدداً وآمل استمرار متابعة المرشد الطلابي للطالب بعد الترفيع لمساعدته على التأقلم في صفه الجديد ومساعدته على التكيف الاجتماعي مع زملائه الجدد. والأهم من ذلك أن يحظى هؤلاء المتميزون برعاية تستثمر تفوقهم وتوجههم لمجالات حيوية تخدم بلادهم مستقبلاً.
fma34@yahoo.com
عندما قرأت الخبر عادت بي الذاكرة إلى المدينة المنورة إلى عام 1387هـ عندما كنت في الصف الثالث الابتدائي وعلمت بنظام الترفيع وكنا نسميه التطبيق وقتها، فتحمست للفكرة وطلبت كتب السنة الرابعة من المدرسة وذاكرتها في الإجازة الصيفية، بدون أن يطلب مني أحد ذلك أو يرافقني للمدرسة وبدون دروس خصوصية، فقط بمباركة من الأهل، وبتوفيق من الله لم أجد صعوبة في فهم الدروس سوى مادة التجويد فقد كانت طلاسم بالنسبة لي، استعنت على فهمها بمدرسة مصرية تسكن حينا.
وأديت الاختبار مع الطالبات الراسبات في الدور الثاني ونجحت بحمد الله ولم أجد صعوبة في مقررات السنة الخامسة عند بدء الدراسة، لكن المعاناة كانت في محاولة التكيف اجتماعياً مع طالبات أكبر مني سناً، خاصة مع صغر بنيتي فقد كنت صغيرة الحجم بالنسبة لطالبات الصف الثالث فكيف بطالبات الصف الخامس، وكانت بعضهن أكبر من السن المعتادة لمن في مثل صفها، وأحسست غربة لم أشعر بها من قبل، ولم أكن أفهم لغة الغمز واللمز التي تستخدمها البنات في تلك السن.
ولم أعد أقبل على المدرسة بشغف كما كنت، وتأخر ترتيبي على الفصل فأصبحت الخامسة بعد أن كنت الأولى في السنوات السابقة مما آلمني وترك ذكرى سيئة في نفسي.
إن نظام الترفيع نظام جيد لإعطاء الفرصة للمتفوقين لاختصار سنين دراستهم، لكنني أرى ضرورة توجيه المربين للطفل باختيار السنة التي ينوي قفزها، لضمان عدم وجود فجوة كبيرة في النمو العاطفي والاجتماعي للطالب في تلك السنة مقارنة بما قبلها، أي أن يكون تحت إشراف تربوي.
والقواعد التنفيذية الحالية لنظام الترفيع حلت هذه المشكلة فالمرشد الطلابي يقوم بدراسة وضع الطالب المراد ترفيعه من جميع الجوانب وفقاً لاستمارة معتمدة لهذا الغرض بعد ترشيحه ممن له علاقة بذلك، ولا يتم ترفيع الطالب إلا بعد اجتيازه عدداً من المحكات، كحصوله على درجة معينة في اختبار الذكاء واختبار القدرات العقلية الخاصة وفي كل مقرر من مقررات السنة السابقة، ويتولى قسم رعاية الموهوبين بإدارة التربية والتعليم مسؤولية الترفيع بالتنسيق مع قسم التوجيه والإرشاد بالوزارة.
أبارك إقرار وزارة التربية والتعليم نظام الترفيع مجدداً وآمل استمرار متابعة المرشد الطلابي للطالب بعد الترفيع لمساعدته على التأقلم في صفه الجديد ومساعدته على التكيف الاجتماعي مع زملائه الجدد. والأهم من ذلك أن يحظى هؤلاء المتميزون برعاية تستثمر تفوقهم وتوجههم لمجالات حيوية تخدم بلادهم مستقبلاً.
fma34@yahoo.com