المخترعون هم ثروة أية أمة، وهم من يرقون بها إلى آفاق التقدم والإزدهار والرخاء والتطور، وهم من يحققون لها الهيمنة الثقافية والسياسية والاقتصادية. فالأمم التي احتضنت مخترعيها واحتفت بهم ودعمتهم ماديا ومعنويا ووفرت لهم الأجواء الملائمة والمعامل والمختبرات نالت جزاء ما فعلت بتحقيقها الريادة والسيادة والهيمنة على المستوى العالمي. إذ استطاعت هذه الأمم أن تغزو العالم بثقافاتها وأن تهيمن عليه سياسيا واقتصاديا وعسكريا وحق لها ذلك فالجزاء من جنس العمل.
على الجانب الآخر وفي عالمنا العربي التعيس أجدنا نحتفي بكل شيء سوى مخترعينا ومبدعينا وموهوبينا. وهانحن بدلا من أن نحتفي بمخترعينا ومبدعينا وموهوبينا ونخصص لهم المسابقات والجوائز إذا بنا نحتفي بالشعراء ونخصص لهم الملايين وكأن أمتنا لاينقصها سوى المزيد من الشعراء كي تنهض من كبوتها الحضارية.
المسألة في نظري مسألة أولويات قبل أي شيء، وما نعيشه من هزيمة حضارية اليوم سببه تجاهلنا لمخترعينا ومبدعينا، بل وقتل المواهب في مهدها لأنها لا تجد من يحتضنها ويدعمها ويطورها ويحوّل مخترعاتها إلى منتجات وسلع تستفيد منها البشرية بأكملها.
لقد استثمر الغرب والشرق في مخترعيهم ومبدعيهم وتنافست الشركات على استقطابهم فحازت من وراء هذا الاستقطاب على اضعاف اضعاف ما انفقته على دعم مخترعاتهم وابداعاتهم حين حولتها إلى منتجات وسلع وخدمات يتهافت سكان المعمورة على اقتنائها والاستفادة منها.
أتأمل في واقع مسابقاتنا وجوائزنا في عالمنا العربي فأجد أن المخترعين والموهوبين والمبدعين هم آخر من نفكر بهم رغم أنهم هم ثروتنا الحقيقية التي يمكن أن ننهض من كبوتنا الحضارية على أيديهم ونفاخر بهم بين الأمم والشعوب ويحققون لنا السيادة والريادة والهيمنة على الساحة الدولية.
كم هو مؤلم أن تتنافس الشركات العالمية على تبني مخترعات ومواهب وابداعات أولادنا وبناتنا ويحولونها إلى سلع ومنتجات يصدرونها إلينا فيما بعد بأسعار خيالية بينما يقف القطاع الخاص لدينا موقف المتفرج ويصبح وكيلا لتلك الشركات العالمية في تسويق هذه السلع والمنتجات التي هي في الاصل من نسج خيالات وأدمغة أولادنا وبناتنا لكنها لم تحظ بالعناية والاحتضان والرعاية في الداخل لتهاجر إلى حيث البيئات التي تحترمها وتقدرها وتدعم إنتاجها وتسويقها في أصقاع المعمورة.
تخيلوا، مثلا، أن السعودية حققت المركز الأول عربيا من حيث عدد براءات الاختراع ومع ذلك كان التفاعل مع مثل هذا الخبر باهتا وربما لم يسمع عنه أحد. ألم أقل لكم إننا مازلنا مقصرين في حق المخترعين من أبنائنا وبناتنا؟ أليس من الواجب أن نحتفي بهؤلاء من أجل نشر ثقافة الاختراع في مجتمعنا وتشجيع الموهوبين والمبدعين والمخترعين والنهوض بأمتنا إلى عالم الابداع والمشاركة في صناعة الحضارة البشرية؟.
دعونا نبدأ الخطوة الأولى في دعم المخترعين والموهوبين والمبدعين لدينا بإقامة مسابقة "مخترع المليون" على غرار مسابقة "شاعر المليون" ليتنافس المخترعون في عرض مخترعاتهم وإبرازهم على الرأي العام وتشجيع غيرهم على الانخراط في عالم الاختراع فهذا أقل الواجب الذي يمكن أن نقدمه لهم وهو نقطة الانطلاق نحو وعي جديد بأهمية الاختراع والمخترعين في نهضة أمتنا من جديد بعد أن أنهكتها هزيمتها الحضارية والتي جعلت منها أمة متسولة للمعطيات الحضارية في الغرب والشرق لمدة طويلة من الزمن... فهل نفعل؟ أرجو ذلك...
وللجميع أطيب تحياتي.
Dr_Fauzan_99@hotmail.com
على الجانب الآخر وفي عالمنا العربي التعيس أجدنا نحتفي بكل شيء سوى مخترعينا ومبدعينا وموهوبينا. وهانحن بدلا من أن نحتفي بمخترعينا ومبدعينا وموهوبينا ونخصص لهم المسابقات والجوائز إذا بنا نحتفي بالشعراء ونخصص لهم الملايين وكأن أمتنا لاينقصها سوى المزيد من الشعراء كي تنهض من كبوتها الحضارية.
المسألة في نظري مسألة أولويات قبل أي شيء، وما نعيشه من هزيمة حضارية اليوم سببه تجاهلنا لمخترعينا ومبدعينا، بل وقتل المواهب في مهدها لأنها لا تجد من يحتضنها ويدعمها ويطورها ويحوّل مخترعاتها إلى منتجات وسلع تستفيد منها البشرية بأكملها.
لقد استثمر الغرب والشرق في مخترعيهم ومبدعيهم وتنافست الشركات على استقطابهم فحازت من وراء هذا الاستقطاب على اضعاف اضعاف ما انفقته على دعم مخترعاتهم وابداعاتهم حين حولتها إلى منتجات وسلع وخدمات يتهافت سكان المعمورة على اقتنائها والاستفادة منها.
أتأمل في واقع مسابقاتنا وجوائزنا في عالمنا العربي فأجد أن المخترعين والموهوبين والمبدعين هم آخر من نفكر بهم رغم أنهم هم ثروتنا الحقيقية التي يمكن أن ننهض من كبوتنا الحضارية على أيديهم ونفاخر بهم بين الأمم والشعوب ويحققون لنا السيادة والريادة والهيمنة على الساحة الدولية.
كم هو مؤلم أن تتنافس الشركات العالمية على تبني مخترعات ومواهب وابداعات أولادنا وبناتنا ويحولونها إلى سلع ومنتجات يصدرونها إلينا فيما بعد بأسعار خيالية بينما يقف القطاع الخاص لدينا موقف المتفرج ويصبح وكيلا لتلك الشركات العالمية في تسويق هذه السلع والمنتجات التي هي في الاصل من نسج خيالات وأدمغة أولادنا وبناتنا لكنها لم تحظ بالعناية والاحتضان والرعاية في الداخل لتهاجر إلى حيث البيئات التي تحترمها وتقدرها وتدعم إنتاجها وتسويقها في أصقاع المعمورة.
تخيلوا، مثلا، أن السعودية حققت المركز الأول عربيا من حيث عدد براءات الاختراع ومع ذلك كان التفاعل مع مثل هذا الخبر باهتا وربما لم يسمع عنه أحد. ألم أقل لكم إننا مازلنا مقصرين في حق المخترعين من أبنائنا وبناتنا؟ أليس من الواجب أن نحتفي بهؤلاء من أجل نشر ثقافة الاختراع في مجتمعنا وتشجيع الموهوبين والمبدعين والمخترعين والنهوض بأمتنا إلى عالم الابداع والمشاركة في صناعة الحضارة البشرية؟.
دعونا نبدأ الخطوة الأولى في دعم المخترعين والموهوبين والمبدعين لدينا بإقامة مسابقة "مخترع المليون" على غرار مسابقة "شاعر المليون" ليتنافس المخترعون في عرض مخترعاتهم وإبرازهم على الرأي العام وتشجيع غيرهم على الانخراط في عالم الاختراع فهذا أقل الواجب الذي يمكن أن نقدمه لهم وهو نقطة الانطلاق نحو وعي جديد بأهمية الاختراع والمخترعين في نهضة أمتنا من جديد بعد أن أنهكتها هزيمتها الحضارية والتي جعلت منها أمة متسولة للمعطيات الحضارية في الغرب والشرق لمدة طويلة من الزمن... فهل نفعل؟ أرجو ذلك...
وللجميع أطيب تحياتي.
Dr_Fauzan_99@hotmail.com