aalmosa90@
أصدر الاتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة عادل عزت قرارا يقضي بالسماح للأندية السعودية الاستعانة بحراس مرمى أجانب ضمن العدد المسموح به «أربعة لاعبين» ابتداء من الموسم القادم.
والخطوة تعد الأولى من نوعها منذ إقرار نظام الاحتراف، وجاءت في وقت تعاني فيه الكرة السعودية من شح في حراسة المرمى، ما سينعكس سلبا على وجود حراس المرمى المحليين وبالتالي ستمتد المعاناة للمنتخبات الوطنية المختلفة. هذا ما أكده ضيوف «عكاظ» الذين انتقدوا هذه الخطوة التي اتخذها الاتحاد السعودي لكرة القدم في وقت كان الجميع ينتظر أن يقلل من وجود اللاعبين الأجانب للتخفيف عن كاهل الأندية ومنح الفرصة لبروز المواهب المحلية مع سن أنظمة تؤكد اهتمامه بهذا الجانب، ليفاجأ الشارع الرياضي بهذا القرار الذي اتخذ دون دراسة متروية لسلبياته وإيجابياته -على حد قولهم-. فيما ذهبت بعض الجماهير في مواقع التواصل الاجتماعي إلى القول بأن هذا القرار يصب في مصلحة أندية معينة، وهنا نص ما قالوه:
القرار راعى أندية محددة
يصف رئيس نادي الفيصلي فهد المدلج هذا القرار بالخاطئ، إذ سيتسبب في زيادة ضعف الحراس الوطنيين وسينعكس أثره على المنتخب السعودي «يفترض أن يخضع كل قرار مؤثر لدراسة مستفيضة تبين إيجابياته وسلبياته ومن ثم إقراره، ولكن الواضح أن هذا القرار جاء بطريقة خبط عشواء نتيجة للرضوخ لمطالب ناد أو اثنين لهما مصالح في هذا القرار، الذي تم على ضوئه إقرار الاتحاد السعودي لكرة القدم له، وهو قرار خاطئ ومجحف ستظهر نتائجه السلبية في قادم المنافسات، ليثبت أن أي قرار يتخذ دون أخذ الآراء كاملة هو قرار خاطئ يجب على الاتحاد التراجع عنه بدلا من قتل طموح عدد من الحراس الشباب الذين لن تكون لهم فرصة البروز».
ستدفع كرتنا الثمن
ويتفق رئيس نادي القادسية معدي الهاجري مع ما ذكره فهد المدلج، مستدلا بمعاناة الكرة السعودية من وجود الهداف المميز بعد اتجاه الأندية إلى جلب المهاجمين الأجانب «ضرر هذا القرار واضح وستدفع الكرة السعودية الثمن باهظا في قادم المنافسات. يفترض على الاتحاد السعودي أخذ مرئيات الأندية ومن ثم تحليل نتائجها والعمل على إصدار القرار المناسب الذي يصب في مصلحة الكرة السعودية». وتساءل في نهاية حديثه عن الفائدة التي ستجنى من أخذ الآراء بعد صدور القرار.
تراجعوا قبل فوات الأوان
وناشد اللاعب الدولي السابق الناقد الرياضي الحالي خميس الزهراني الاتحاد السعودي لكرة القدم بالتراجع عن هذا القرار المجحف لمركز حراسة المرمى الذي يجب أن يظل مقتصرا على المحليين دون سواهم ،«كما هو معروف أن مركز حراسة المرمى لا يجد إقبالا من الصغار باعتبار أنه مأكول مذموم، فكان لا يتجه إليه إلا صاحب موهبة، ولكن هذا القرار قتل كل طموح لديهم، وسيجفف منابع حراس المرمى الوطنيين ليكون المتضرر الوحيد هو المنتخبات الوطنية التي ستجد أجهزتها الفنية صعوبة في اختيار حراس المرمى لعدم وجودهم أصلا».
إحباط المواهب
في المقابل، يرى حارس مرمى فريق التعاون فايز السبيعي أن القرار اتخذ دون دراسة ليجانبه التوفيق، لأنه سيتسبب في إعادة حراسة المرمى في الأندية السعودية لنقطة الصفر، خصوصا الصغار منهم الذين ينتظرهم المستقبل، ليصل ضرره للمنتخبات في الفترة القادمة، الذي وضحت معاناته هجوميا بسبب وجود المهاجمين الأجانب «كنت أتمنى من الاتحاد السعودي العمل على تطوير المواهب في هذا المركز المهم من خلال الاهتمام بقدرات مدربي حراس المرمى الموجودين في الأندية وعدم الموافقة على وجود مدربين أجانب قدموا للتدرب في ملاعبنا، مع الاهتمام باستقطاب الأجهزة الفنية ذات الكفاءة العالية التي تسهم في خدمة الكرة السعودية من خلال عملها على اكتشاف المواهب وصقلها، مع تشكيل لجنة متخصصة لمتابعة الحراس في الأندية من البراعم وصولا للفريق الأول بدلا من السير عكس تيار التطوير بإصدار هذا القرار المحبط».
وصادق حارس مرمى الشباب والمنتخب السعودي السابق محمد المطلق على حديث خوجة، مؤكدا أن السعودية تزخر بحراس مرمى كثر لو أتيحت لهم الفرصة ووفرت لها الإمكانات الفنية التي تسهم في تطوير مواهبهم، مبينا أنه لو تم ذلك فإن الأندية ليست بحاجة إلى جلب حارس أجنبي، ولكن القرار نزل كالصاعقة على كل مهتم بالكرة السعودية، إذ سيحطم آمال كل من يرغب في هذا المركز باعتبار أن النادي يكفيه حارس واحد قد يمثله طوال الموسم، ما سيحجب فرصة الظهور عنه، خصوصا في ظل إيماننا بتميز كل ما هو أجنبي.
سيحقق المنافسة
من جانبه، استبعد المدرب الوطني صالح المحمدي أن يكون لهذا القرار سلبية على الأندية أو المنتخبات الوطنية، مؤكدا محدودية تأثيره على المواهب الحقيقية ما دام أن خيار التعاقد مع الحارس الأجنبي يدخل ضمن قائمة الأجانب الأربعة، ما سيجعل الأندية تتريث لعدم خسارة مركز مهم، ما سيتيح الفرصة للوطني بالوجود، ويحضر هذا القرار في الأندية التي تحتاج فعليا لتقوية حراستها بحارس مرمى أجنبي، إذ سيؤثر وجوده إيجابا على حارس المرمى السعودي من خلال المنافسة واكتساب الخبرات والخوف من ضياع فرصة الظهور، وبالتالي سيسعى لتطوير نفسه لضمان وصوله لأعلى المستويات، ما سيكون له تأثير على تميزه بمشاركاته مع الأندية أو المنتخبات الوطنية المختلفة.
كما وصف الإعلامي الرياضي الدكتور نايف الروقي هذا القرار بغير الموفق الذي سيزيد حراسة المرمى السعودية ضعفا، إذ اتخذ دون دراسة وافية تحدد إيجابياته القليلة التي تصب في مصلحة أندية معينة وسلبياته الكثيرة التي ستعاني منها الكرة السعودية، ما سيؤثر بالتالي على وجود الحارس المحلي المميز القادر على منح المتابعين الثقة والطمأنينة على الشباك السعودية في منافسات الأخضر المتعددة. وأضاف: «في وقت كنا ننتظر تعميم الأكاديميات التي تنجب حراس المرمى وتوليهم الرعاية مع منحهم مزايا إضافية على عقودهم تجعل هذا المركز مغريا للصاعدين نتفاجأ بهذا القرار الذي قصم ظهر البعير، ليجعل وصول الناشئين وتمثيلهم للأندية حلما من الأحلام في ظل توقع أن غالبية الأندية ستتجه لتفعيل هذا القرار وجلب حراس مرمى أجانب، ليجد الاتحاد السعودي نفسه مجبرا على إيجاد حلول لهذه المعضلة من خلال التجنيس ليتمكن من إيجاد من يذود عن شباك المنتخب».
فاقد الشيء لا يعطيه
واختتم الناقد الرياضي صالح الحمادي الحديث قائلا: «من المؤسف حقا أن يكون هذا القرار هو أبرز القرارات التي أوجدها الاتحاد السعودي الجديد بقيادة عادل عزت وهو يشاهد الأخطاء الكوارثية للحراس المحليين، ليؤكد هذا الاتحاد تخبطه بعد أن ظلم المهاجمين المحليين بوجود الأجانب الذين تسببوا في شح الهدافين، ليزيد الطين بلة بهذا القرار الغريب في خطوة غير موفقة إطلاقا ولا تقبل التبرير».
واستطرد: «كنا ننتظر من الاتحاد الجديد تقليص وجود اللاعبين الأجانب إلى ثلاثة لتخفيف الأعباء المادية على الأندية ومنح الفرصة لأبناء الوطن، ولكن جاءت الصدمة الكبرى بهذا القرار، ما يؤكد أن فاقد الشيء لا يعطيه».
وعرج الحمادي بحديثه على مشاركة المنتخب الأخيرة أمام أستراليا، متسائلا: «من سمح لرئيس الاتحاد عادل عزت بترأس البعثة ورصيده في إدارة كرة القدم لا يكاد يذكر، لينال الأخضر إخفاقا جديدا وهزيمة قللت من حظوظه وأدخلته في حسابات معقدة قد ترمي بحظوظ تأهله، لأنه حينما يوكل الأمر لغير أهله فإن النتائج السيئة هي المتوقعة دائما، فمن الظلم أن ينحى الخبير طارق كيال ليتولى الأمر من لا يمتلك خبرة إدارية وفنون التعامل مع اللاعبين، لتكون النتائج بهذا السوء للأخضر، ليكملها اتحاده بهذا القرار الذي حجب الفرصة عن حراس المرمى المحليين».
وانقسمت الجماهير الرياضية في مواقع التواصل الاجتماعي إلى قسمين بين مؤيد لهذا القرار الذي سينعكس على قوة المنافسات المحلية بما يوازي قوة الجوانب الهجومية في بعض الأندية التي تعتمد على الأجانب؛ ومستاء من هذا القرار الذي وصفه بالظالم للحراس المحليين، الذي تم إقراره من أجل عيون نادي الهلال، الذي سبق أن رفع خطابا للاتحاد السعودي لكرة القدم قبل نحو شهر من أجل تطبيقه، وهو الذي ظل يعاني من ضعف هذا المركز بعد ابتعاد أسد آسيا محمد الدعيع وعدم توفقه في حارس جيد رغم تعدد جلبه لحراس مرمى، ليكون هذا القرار منقذا له.
نفي الاتحاد
وعلى صعيد الاتحاد السعودي لكرة القدم، نفى مصدر مسؤول في الاتحاد أن يكون مجلس الإدارة قد استجاب في قراره الذي أصدره لتوصية نادٍ معين، وإنما اعتمد القرار من خلال مطالب عديدة ومقترحات الكثير من الرياضيين، إذ تم التصويت على القرار بالإجماع.
خوجة: القرار يزيد الطين بلة
أكد الحارس الدولي السابق محمد خوجة أن الكرة السعودية تشهد ضعفا في مركز الحراسة مع أن المواهب موجودة ولكن دفنت وسط إهمال الأندية التي آخر ما تفكر فيه هو العناية بهذا المركز المهم، بدليل عدم اهتمامها بجلب الكوادر الفنية المميزة «لو كان هناك اهتمام من الأندية بالفئات السنية لبرزت عناصر حفرت أسماءها بحروف من ذهب في سجل الرياضة السعودية، ولكن جاء هذا القرار الذي سيزيد الطين بلة وسط توجه الأندية المتوقع إلى جلب حراس مرمى، وما سيساعدها على ذلك هو قلة تكلفة جلبهم، ما سيؤدي لحجب الفرصة عن المواطن ليتأثر المنتخب بهذا القرار، خصوصا في ظل عدم وجود الاحتراف الخارجي الذي قد يتيح الفرصة لبعضهم، وكذلك عدم التفات الأجهزة الفنية للمنتخبات لحراس أندية الدرجة الأولى».
وأضاف: «كنا ننتظر أن يكون تدخل الاتحاد السعودي إيجابيا بما يكفل بروز المواهب من خلال إجبار الأندية على إقامة أكاديميات تسهم في وجودهم وصقل مواهبهم، مع تدخله في اختيار الأجهزة الفنية المميزة بعكس ما هو حاصل الآن في غالبية الأندية التي يتولى التدريب فيها أجانب لا يفقهون في متطلبات هذا المركز شيئا».
أصدر الاتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة عادل عزت قرارا يقضي بالسماح للأندية السعودية الاستعانة بحراس مرمى أجانب ضمن العدد المسموح به «أربعة لاعبين» ابتداء من الموسم القادم.
والخطوة تعد الأولى من نوعها منذ إقرار نظام الاحتراف، وجاءت في وقت تعاني فيه الكرة السعودية من شح في حراسة المرمى، ما سينعكس سلبا على وجود حراس المرمى المحليين وبالتالي ستمتد المعاناة للمنتخبات الوطنية المختلفة. هذا ما أكده ضيوف «عكاظ» الذين انتقدوا هذه الخطوة التي اتخذها الاتحاد السعودي لكرة القدم في وقت كان الجميع ينتظر أن يقلل من وجود اللاعبين الأجانب للتخفيف عن كاهل الأندية ومنح الفرصة لبروز المواهب المحلية مع سن أنظمة تؤكد اهتمامه بهذا الجانب، ليفاجأ الشارع الرياضي بهذا القرار الذي اتخذ دون دراسة متروية لسلبياته وإيجابياته -على حد قولهم-. فيما ذهبت بعض الجماهير في مواقع التواصل الاجتماعي إلى القول بأن هذا القرار يصب في مصلحة أندية معينة، وهنا نص ما قالوه:
القرار راعى أندية محددة
يصف رئيس نادي الفيصلي فهد المدلج هذا القرار بالخاطئ، إذ سيتسبب في زيادة ضعف الحراس الوطنيين وسينعكس أثره على المنتخب السعودي «يفترض أن يخضع كل قرار مؤثر لدراسة مستفيضة تبين إيجابياته وسلبياته ومن ثم إقراره، ولكن الواضح أن هذا القرار جاء بطريقة خبط عشواء نتيجة للرضوخ لمطالب ناد أو اثنين لهما مصالح في هذا القرار، الذي تم على ضوئه إقرار الاتحاد السعودي لكرة القدم له، وهو قرار خاطئ ومجحف ستظهر نتائجه السلبية في قادم المنافسات، ليثبت أن أي قرار يتخذ دون أخذ الآراء كاملة هو قرار خاطئ يجب على الاتحاد التراجع عنه بدلا من قتل طموح عدد من الحراس الشباب الذين لن تكون لهم فرصة البروز».
ستدفع كرتنا الثمن
ويتفق رئيس نادي القادسية معدي الهاجري مع ما ذكره فهد المدلج، مستدلا بمعاناة الكرة السعودية من وجود الهداف المميز بعد اتجاه الأندية إلى جلب المهاجمين الأجانب «ضرر هذا القرار واضح وستدفع الكرة السعودية الثمن باهظا في قادم المنافسات. يفترض على الاتحاد السعودي أخذ مرئيات الأندية ومن ثم تحليل نتائجها والعمل على إصدار القرار المناسب الذي يصب في مصلحة الكرة السعودية». وتساءل في نهاية حديثه عن الفائدة التي ستجنى من أخذ الآراء بعد صدور القرار.
تراجعوا قبل فوات الأوان
وناشد اللاعب الدولي السابق الناقد الرياضي الحالي خميس الزهراني الاتحاد السعودي لكرة القدم بالتراجع عن هذا القرار المجحف لمركز حراسة المرمى الذي يجب أن يظل مقتصرا على المحليين دون سواهم ،«كما هو معروف أن مركز حراسة المرمى لا يجد إقبالا من الصغار باعتبار أنه مأكول مذموم، فكان لا يتجه إليه إلا صاحب موهبة، ولكن هذا القرار قتل كل طموح لديهم، وسيجفف منابع حراس المرمى الوطنيين ليكون المتضرر الوحيد هو المنتخبات الوطنية التي ستجد أجهزتها الفنية صعوبة في اختيار حراس المرمى لعدم وجودهم أصلا».
إحباط المواهب
في المقابل، يرى حارس مرمى فريق التعاون فايز السبيعي أن القرار اتخذ دون دراسة ليجانبه التوفيق، لأنه سيتسبب في إعادة حراسة المرمى في الأندية السعودية لنقطة الصفر، خصوصا الصغار منهم الذين ينتظرهم المستقبل، ليصل ضرره للمنتخبات في الفترة القادمة، الذي وضحت معاناته هجوميا بسبب وجود المهاجمين الأجانب «كنت أتمنى من الاتحاد السعودي العمل على تطوير المواهب في هذا المركز المهم من خلال الاهتمام بقدرات مدربي حراس المرمى الموجودين في الأندية وعدم الموافقة على وجود مدربين أجانب قدموا للتدرب في ملاعبنا، مع الاهتمام باستقطاب الأجهزة الفنية ذات الكفاءة العالية التي تسهم في خدمة الكرة السعودية من خلال عملها على اكتشاف المواهب وصقلها، مع تشكيل لجنة متخصصة لمتابعة الحراس في الأندية من البراعم وصولا للفريق الأول بدلا من السير عكس تيار التطوير بإصدار هذا القرار المحبط».
وصادق حارس مرمى الشباب والمنتخب السعودي السابق محمد المطلق على حديث خوجة، مؤكدا أن السعودية تزخر بحراس مرمى كثر لو أتيحت لهم الفرصة ووفرت لها الإمكانات الفنية التي تسهم في تطوير مواهبهم، مبينا أنه لو تم ذلك فإن الأندية ليست بحاجة إلى جلب حارس أجنبي، ولكن القرار نزل كالصاعقة على كل مهتم بالكرة السعودية، إذ سيحطم آمال كل من يرغب في هذا المركز باعتبار أن النادي يكفيه حارس واحد قد يمثله طوال الموسم، ما سيحجب فرصة الظهور عنه، خصوصا في ظل إيماننا بتميز كل ما هو أجنبي.
سيحقق المنافسة
من جانبه، استبعد المدرب الوطني صالح المحمدي أن يكون لهذا القرار سلبية على الأندية أو المنتخبات الوطنية، مؤكدا محدودية تأثيره على المواهب الحقيقية ما دام أن خيار التعاقد مع الحارس الأجنبي يدخل ضمن قائمة الأجانب الأربعة، ما سيجعل الأندية تتريث لعدم خسارة مركز مهم، ما سيتيح الفرصة للوطني بالوجود، ويحضر هذا القرار في الأندية التي تحتاج فعليا لتقوية حراستها بحارس مرمى أجنبي، إذ سيؤثر وجوده إيجابا على حارس المرمى السعودي من خلال المنافسة واكتساب الخبرات والخوف من ضياع فرصة الظهور، وبالتالي سيسعى لتطوير نفسه لضمان وصوله لأعلى المستويات، ما سيكون له تأثير على تميزه بمشاركاته مع الأندية أو المنتخبات الوطنية المختلفة.
كما وصف الإعلامي الرياضي الدكتور نايف الروقي هذا القرار بغير الموفق الذي سيزيد حراسة المرمى السعودية ضعفا، إذ اتخذ دون دراسة وافية تحدد إيجابياته القليلة التي تصب في مصلحة أندية معينة وسلبياته الكثيرة التي ستعاني منها الكرة السعودية، ما سيؤثر بالتالي على وجود الحارس المحلي المميز القادر على منح المتابعين الثقة والطمأنينة على الشباك السعودية في منافسات الأخضر المتعددة. وأضاف: «في وقت كنا ننتظر تعميم الأكاديميات التي تنجب حراس المرمى وتوليهم الرعاية مع منحهم مزايا إضافية على عقودهم تجعل هذا المركز مغريا للصاعدين نتفاجأ بهذا القرار الذي قصم ظهر البعير، ليجعل وصول الناشئين وتمثيلهم للأندية حلما من الأحلام في ظل توقع أن غالبية الأندية ستتجه لتفعيل هذا القرار وجلب حراس مرمى أجانب، ليجد الاتحاد السعودي نفسه مجبرا على إيجاد حلول لهذه المعضلة من خلال التجنيس ليتمكن من إيجاد من يذود عن شباك المنتخب».
فاقد الشيء لا يعطيه
واختتم الناقد الرياضي صالح الحمادي الحديث قائلا: «من المؤسف حقا أن يكون هذا القرار هو أبرز القرارات التي أوجدها الاتحاد السعودي الجديد بقيادة عادل عزت وهو يشاهد الأخطاء الكوارثية للحراس المحليين، ليؤكد هذا الاتحاد تخبطه بعد أن ظلم المهاجمين المحليين بوجود الأجانب الذين تسببوا في شح الهدافين، ليزيد الطين بلة بهذا القرار الغريب في خطوة غير موفقة إطلاقا ولا تقبل التبرير».
واستطرد: «كنا ننتظر من الاتحاد الجديد تقليص وجود اللاعبين الأجانب إلى ثلاثة لتخفيف الأعباء المادية على الأندية ومنح الفرصة لأبناء الوطن، ولكن جاءت الصدمة الكبرى بهذا القرار، ما يؤكد أن فاقد الشيء لا يعطيه».
وعرج الحمادي بحديثه على مشاركة المنتخب الأخيرة أمام أستراليا، متسائلا: «من سمح لرئيس الاتحاد عادل عزت بترأس البعثة ورصيده في إدارة كرة القدم لا يكاد يذكر، لينال الأخضر إخفاقا جديدا وهزيمة قللت من حظوظه وأدخلته في حسابات معقدة قد ترمي بحظوظ تأهله، لأنه حينما يوكل الأمر لغير أهله فإن النتائج السيئة هي المتوقعة دائما، فمن الظلم أن ينحى الخبير طارق كيال ليتولى الأمر من لا يمتلك خبرة إدارية وفنون التعامل مع اللاعبين، لتكون النتائج بهذا السوء للأخضر، ليكملها اتحاده بهذا القرار الذي حجب الفرصة عن حراس المرمى المحليين».
وانقسمت الجماهير الرياضية في مواقع التواصل الاجتماعي إلى قسمين بين مؤيد لهذا القرار الذي سينعكس على قوة المنافسات المحلية بما يوازي قوة الجوانب الهجومية في بعض الأندية التي تعتمد على الأجانب؛ ومستاء من هذا القرار الذي وصفه بالظالم للحراس المحليين، الذي تم إقراره من أجل عيون نادي الهلال، الذي سبق أن رفع خطابا للاتحاد السعودي لكرة القدم قبل نحو شهر من أجل تطبيقه، وهو الذي ظل يعاني من ضعف هذا المركز بعد ابتعاد أسد آسيا محمد الدعيع وعدم توفقه في حارس جيد رغم تعدد جلبه لحراس مرمى، ليكون هذا القرار منقذا له.
نفي الاتحاد
وعلى صعيد الاتحاد السعودي لكرة القدم، نفى مصدر مسؤول في الاتحاد أن يكون مجلس الإدارة قد استجاب في قراره الذي أصدره لتوصية نادٍ معين، وإنما اعتمد القرار من خلال مطالب عديدة ومقترحات الكثير من الرياضيين، إذ تم التصويت على القرار بالإجماع.
خوجة: القرار يزيد الطين بلة
أكد الحارس الدولي السابق محمد خوجة أن الكرة السعودية تشهد ضعفا في مركز الحراسة مع أن المواهب موجودة ولكن دفنت وسط إهمال الأندية التي آخر ما تفكر فيه هو العناية بهذا المركز المهم، بدليل عدم اهتمامها بجلب الكوادر الفنية المميزة «لو كان هناك اهتمام من الأندية بالفئات السنية لبرزت عناصر حفرت أسماءها بحروف من ذهب في سجل الرياضة السعودية، ولكن جاء هذا القرار الذي سيزيد الطين بلة وسط توجه الأندية المتوقع إلى جلب حراس مرمى، وما سيساعدها على ذلك هو قلة تكلفة جلبهم، ما سيؤدي لحجب الفرصة عن المواطن ليتأثر المنتخب بهذا القرار، خصوصا في ظل عدم وجود الاحتراف الخارجي الذي قد يتيح الفرصة لبعضهم، وكذلك عدم التفات الأجهزة الفنية للمنتخبات لحراس أندية الدرجة الأولى».
وأضاف: «كنا ننتظر أن يكون تدخل الاتحاد السعودي إيجابيا بما يكفل بروز المواهب من خلال إجبار الأندية على إقامة أكاديميات تسهم في وجودهم وصقل مواهبهم، مع تدخله في اختيار الأجهزة الفنية المميزة بعكس ما هو حاصل الآن في غالبية الأندية التي يتولى التدريب فيها أجانب لا يفقهون في متطلبات هذا المركز شيئا».