أكد جمال بن احمد خاشقجي رئيس تحرير صحيفة (الوطن) صحة ما صرح به لصحيفة (الحياة) حول موقف الشيخ عبدالعزيز بن باز مفتي المملكة السابق من ولاية رئيس وزراء باكستان الراحلة بي نظير بوتو، واستذكر خاشقجي تفاصيل جديدة لذلك اللقاء مع سماحة الشيخ رحمه الله فقال “ كنت تحديدا في سيارة الشيخ صالح السحيباني الداعية السعودي والذي كان متابعا ومهتما بالجهاد الأفغاني ، ووائل جليدان رئيس الهلال الأحمر السعودي بيشاور وقتذاك, والذي كان بجوار الشيخ رحمه الله في المقعد الخلفي من السيارة بينما كنت في المقعد الأمامي وبيدي مسجل أبلغت الشيخ بنيتي في تسجيل حديثه لي”.
وأضاف الخاشقجي في تصريح خاص بـ(الدين والحياة) “ وكان الوضع السياسي في باكستان متأزما نوعا ما، فالأحزاب الإسلامية والجماعات الدينية الباكستانية تقوم بحركات مناهضة ضد بوتو بدعم من علماء باكستان وغيرهم، وتسيّر مظاهرات واحتجاجات، وكان أسامة بن لادن وناشطون عراقيون يدعمون هذه التجمعات, أسامة كان دعمه ماديا والاخوة العراقيين لوجستيا وقد حضرت شخصيا بعضا من هذه التجمعات, واعتقد أن نواز شريف رئيس الوزراء لاحقا و زعيم المعارضة آنذاك لم يكن بعيدا عن الصورة, كانت كلها سياسة في سياسة وتقاطع معها الدين وأهله, كان محرك المناصرين للجهاد الأفغاني أن بي نظير لم تكن متحمسة بما فيه الكفاية للجهاد مثل ما كان سلفها الرئيس ضياء الحق” . وأضاف الخاشقجي “ اكتشفت لاحقا أن الجميع كانوا سياسيين حتى النخاع يخدمون مصالحهم والتي قد تتقاطع أحيانا مع أهل الدين، فبي نظير بوتو نفسها كان لها فضل لاحقا في صنع الطالبان, أعود إلى تلك المرحلة عام 1409 وكان المعارضون لبي نظير يتكئون في احتجاجهم بعدم شرعية ولاية المرأة، ووقتما جئنا الشيخ ابن باز يرحمه الله نسأله الرأي, قال لنا نصا: لا يجوز الخروج على بي نظير بوتو ولا إحداث الفتنة. وشرح لنا كيف أن ولايتها ليست الولاية العظمى, بل إنه نهى صراحة عن الخروج عليها ودعا الجماعات الدينية إلى التوحد والاستعداد للانتخابات القادمة لتغيير حكومة بوتو”.
ابن باز والانتخابات
واستدرك ملحق (الدين والحياة) على الأستاذ خاشقجي بالتأكيد على هذه المعلومة الهامة، من دعوة الشيخ عبدالعزيز بن باز للأحزاب الإسلامية دخول الانتخابات، كون أن الفكر السلفي له موقف من الديموقراطية والانتخابات، وبالذات في تلك الفترة التي يتحدث عنها، أكد خاشقجي نصا بأن ابن باز طلب من الأحزاب الإسلامية في باكستان خوض الانتخابات، مضيفا” بالتأكيد الشيخ ابن باز يرحمه الله لم يقبل بالديموقراطية كفكرة, ولكنه لم ير أي طريق لتغيير الوضع إلا بخوض تلك الأحزاب للانتخابات”.
تأييد لتحليل العتيبي
وأبدى الخاشقجي تأييده لما ذكره أستاذ العلوم السياسة الشرعية د.سعد العتيبي في تعقيبه عليه بالأسبوع الماضي عندما علل بان ابن باز إن صحّ ما نقل عنه حيال ولاية بوتو فهو من باب المصالح والمفاسد، لا قبولا بولاية المرأة، وقال الخاشقجي ان هذا التحليل صحيح، فالشيخ لم يوافق على ولاية بوتو بالشكل المطلق، وفتواه التي نشرت بالمجتمع كانت عن ولاية المرأة بشكل مطلق فكان رده الشرعي المتوقع ولكنه كان واقعيا، وعندما كان السؤال عن حكم الخروج عليها أو نقض ولايتها والتظاهر ضدها كانت إجابته متفقة أيضا مع النهج السلفي الصحيح بعدم الخروج عليها درءا للفتنة “.
تأكيدا على القصة
وأضاف الخاشقجي “ لقد كتبت في 12 اكتوبر 2004 مقالة بعنوان” لماذا رفض الشيخ العبيكان الجهاد صراحة في العراق وتردد القرضاوي؟ “ وذكرت في نهايتها واقعة هذه القصة مع الشيخ ابن باز يرحمه الله، وذكرت نصا “ أختتم بقصة تؤكد صدق انتماء العبيكان لمدرسته، في عام 79م قتل الرئيس الباكستاني ضياء الحق في حادث سقوط طائرة لا يخلو من غموض، وتولت السلطة بعده السيدة بنازير بوتو التي لم يرها أنصار الجهاد الأفغاني مؤيدة للجهاد مثلما كان ضياء الحق، فسعوا إلى التضييق عليها والتشكيك في شرعية ولايتها، لعلها تخسر موقعها ويتبوأ منصبها رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي كان أقرب إلى موقف ضياء الحق، وكان أسامة بن لادن وقتها ينفق ماله في حملة يقودها علماء الدين الباكستانيون فنظموا لقاءات جماهيرية ضدها تستند إلى الرأي الشرعي التقليدي بعدم جواز ولاية المرأة (في وقت لاحق التفتت بنازير على العلماء وتحالفت مع بعضهم وشكلت معهم تنظيم الطالبان وبقية القصة معروفة). حاولت أن أسهم في تلك الحملة بالحصول على فتوى من فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله أنشرها في صحيفة “المسلمون” التي كنت أراسلها وقتذاك، التقيت فضيلته في الرياض واستفتيته في أمر ولاية بنازير فرد رحمه الله دون تردد “إن رئاسة الوزارة ليست الولاية العظمى” وإنه على الرغم من تحفظه على ولايتها كامرأة “فإنه لا يجوز الخروج عليها خوفا من الفتنة”، نظرت إلى صديقين كانا معي يشهدان الحديث فابتسما وقال لي أحدهما “جزى الله الشيخ خيرا، إنه حقا فقيه لا يستسلم لأهواء السياسة”.
السمعة الصحافية كدليل
ورد الخاشقجي حيال ما طالبه به الدكتور سعد العتيبي من الإتيان بدليل تطمئن إليه النفوس حيال ما نقله بقوله “ أما طلب الدليل فيكفي أنني ناقل لهذا الحديث مع الشيخ رحمه الله بكل أمانة مرتهنا في ذلك إلى سمعتي الصحفية والتي افخر بها “.
واختتم خاشقجي تصريحه قائلا “ أرجو ألا يقع بعضنا في فخ مصادرة التسامح الذي تميز به الشيخ رحمه الله وفقهه السياسي الذي يغلب المصلحة العامة على هوى الجمهور فنصادر فكره ومنهجه المتسامح لخدمة تيار الغلو الذي ساد وذلك بانتقاء فتاوي الشيخ وتصريحاته التي تخدم غرضهم الذي أتعبنا وأشقانا سامحهم الله وردهم إلى جادة الاعتدال والوسطية”.
وأضاف الخاشقجي في تصريح خاص بـ(الدين والحياة) “ وكان الوضع السياسي في باكستان متأزما نوعا ما، فالأحزاب الإسلامية والجماعات الدينية الباكستانية تقوم بحركات مناهضة ضد بوتو بدعم من علماء باكستان وغيرهم، وتسيّر مظاهرات واحتجاجات، وكان أسامة بن لادن وناشطون عراقيون يدعمون هذه التجمعات, أسامة كان دعمه ماديا والاخوة العراقيين لوجستيا وقد حضرت شخصيا بعضا من هذه التجمعات, واعتقد أن نواز شريف رئيس الوزراء لاحقا و زعيم المعارضة آنذاك لم يكن بعيدا عن الصورة, كانت كلها سياسة في سياسة وتقاطع معها الدين وأهله, كان محرك المناصرين للجهاد الأفغاني أن بي نظير لم تكن متحمسة بما فيه الكفاية للجهاد مثل ما كان سلفها الرئيس ضياء الحق” . وأضاف الخاشقجي “ اكتشفت لاحقا أن الجميع كانوا سياسيين حتى النخاع يخدمون مصالحهم والتي قد تتقاطع أحيانا مع أهل الدين، فبي نظير بوتو نفسها كان لها فضل لاحقا في صنع الطالبان, أعود إلى تلك المرحلة عام 1409 وكان المعارضون لبي نظير يتكئون في احتجاجهم بعدم شرعية ولاية المرأة، ووقتما جئنا الشيخ ابن باز يرحمه الله نسأله الرأي, قال لنا نصا: لا يجوز الخروج على بي نظير بوتو ولا إحداث الفتنة. وشرح لنا كيف أن ولايتها ليست الولاية العظمى, بل إنه نهى صراحة عن الخروج عليها ودعا الجماعات الدينية إلى التوحد والاستعداد للانتخابات القادمة لتغيير حكومة بوتو”.
ابن باز والانتخابات
واستدرك ملحق (الدين والحياة) على الأستاذ خاشقجي بالتأكيد على هذه المعلومة الهامة، من دعوة الشيخ عبدالعزيز بن باز للأحزاب الإسلامية دخول الانتخابات، كون أن الفكر السلفي له موقف من الديموقراطية والانتخابات، وبالذات في تلك الفترة التي يتحدث عنها، أكد خاشقجي نصا بأن ابن باز طلب من الأحزاب الإسلامية في باكستان خوض الانتخابات، مضيفا” بالتأكيد الشيخ ابن باز يرحمه الله لم يقبل بالديموقراطية كفكرة, ولكنه لم ير أي طريق لتغيير الوضع إلا بخوض تلك الأحزاب للانتخابات”.
تأييد لتحليل العتيبي
وأبدى الخاشقجي تأييده لما ذكره أستاذ العلوم السياسة الشرعية د.سعد العتيبي في تعقيبه عليه بالأسبوع الماضي عندما علل بان ابن باز إن صحّ ما نقل عنه حيال ولاية بوتو فهو من باب المصالح والمفاسد، لا قبولا بولاية المرأة، وقال الخاشقجي ان هذا التحليل صحيح، فالشيخ لم يوافق على ولاية بوتو بالشكل المطلق، وفتواه التي نشرت بالمجتمع كانت عن ولاية المرأة بشكل مطلق فكان رده الشرعي المتوقع ولكنه كان واقعيا، وعندما كان السؤال عن حكم الخروج عليها أو نقض ولايتها والتظاهر ضدها كانت إجابته متفقة أيضا مع النهج السلفي الصحيح بعدم الخروج عليها درءا للفتنة “.
تأكيدا على القصة
وأضاف الخاشقجي “ لقد كتبت في 12 اكتوبر 2004 مقالة بعنوان” لماذا رفض الشيخ العبيكان الجهاد صراحة في العراق وتردد القرضاوي؟ “ وذكرت في نهايتها واقعة هذه القصة مع الشيخ ابن باز يرحمه الله، وذكرت نصا “ أختتم بقصة تؤكد صدق انتماء العبيكان لمدرسته، في عام 79م قتل الرئيس الباكستاني ضياء الحق في حادث سقوط طائرة لا يخلو من غموض، وتولت السلطة بعده السيدة بنازير بوتو التي لم يرها أنصار الجهاد الأفغاني مؤيدة للجهاد مثلما كان ضياء الحق، فسعوا إلى التضييق عليها والتشكيك في شرعية ولايتها، لعلها تخسر موقعها ويتبوأ منصبها رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي كان أقرب إلى موقف ضياء الحق، وكان أسامة بن لادن وقتها ينفق ماله في حملة يقودها علماء الدين الباكستانيون فنظموا لقاءات جماهيرية ضدها تستند إلى الرأي الشرعي التقليدي بعدم جواز ولاية المرأة (في وقت لاحق التفتت بنازير على العلماء وتحالفت مع بعضهم وشكلت معهم تنظيم الطالبان وبقية القصة معروفة). حاولت أن أسهم في تلك الحملة بالحصول على فتوى من فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله أنشرها في صحيفة “المسلمون” التي كنت أراسلها وقتذاك، التقيت فضيلته في الرياض واستفتيته في أمر ولاية بنازير فرد رحمه الله دون تردد “إن رئاسة الوزارة ليست الولاية العظمى” وإنه على الرغم من تحفظه على ولايتها كامرأة “فإنه لا يجوز الخروج عليها خوفا من الفتنة”، نظرت إلى صديقين كانا معي يشهدان الحديث فابتسما وقال لي أحدهما “جزى الله الشيخ خيرا، إنه حقا فقيه لا يستسلم لأهواء السياسة”.
السمعة الصحافية كدليل
ورد الخاشقجي حيال ما طالبه به الدكتور سعد العتيبي من الإتيان بدليل تطمئن إليه النفوس حيال ما نقله بقوله “ أما طلب الدليل فيكفي أنني ناقل لهذا الحديث مع الشيخ رحمه الله بكل أمانة مرتهنا في ذلك إلى سمعتي الصحفية والتي افخر بها “.
واختتم خاشقجي تصريحه قائلا “ أرجو ألا يقع بعضنا في فخ مصادرة التسامح الذي تميز به الشيخ رحمه الله وفقهه السياسي الذي يغلب المصلحة العامة على هوى الجمهور فنصادر فكره ومنهجه المتسامح لخدمة تيار الغلو الذي ساد وذلك بانتقاء فتاوي الشيخ وتصريحاته التي تخدم غرضهم الذي أتعبنا وأشقانا سامحهم الله وردهم إلى جادة الاعتدال والوسطية”.