-A +A
نادر العنزي (تبوك) nade5522@
أكد المذيع السابق في قناة «الجزيرة» بسام القادري، أن التأليب على الحكام من أولويات أجندة القناة، مبيناً دورها في قيام ثورات الربيع العربي في عدد من الدول العربية.

وأشار الإعلامي اللبناني إلى أن توجيهات كانت تصلهم من «الدوحة» تؤكد على أهمية مواكبة نشاطات حماس والجهاد الإسلامي، مع أهمية تجاهل أحداث حزب الله، مستشهداً باتهامات نصرالله لقادة الخليج بأحداث سورية باستثناء قطر.


ولفت القادري إلى أنهم كانوا يتقاضون مبالغ ودعما من الديوان الأميري القطري، لافتاً إلى أن ذلك الأمر دعاه للاستمرار حتى تم طرده بحجة عدم تنفيذ بعض التعليمات التي أعطيت له. فإلى نص الحوار:

• حدثنا عن تفاصيل مغادرتك قناة الجزيرة؟

•• صُرِفت من قناة الجزيرة القطرية في شهر 9 من العام 2012 إثر ضغوطات تمت ممارستها ضدي، استمرت قرابة شهرين، في ظل إلحاح منهم بأن أستقيل، إلا أنني رفضت الاستقالة، كونها تعني «ارتكاب أخطاء مهنية»، وهم حاولوا إظهاري بمظهر المخطئ، رغم أن الحقيقة أن أشخاصاً في القناة هم من ارتكبوا أخطاء مقصودة، في شتى الملفات ومنها السوري واللبناني والمصري، وهذا كان السبب الرئيس للاستغناء عن خدماتي، بالإضافة إلى تدخلهم بشكل غير مهني في مسار الأحداث، ومحاولة التأثير للتغيير في عدد من بلدان العالم العربي، إذ تحول هؤلاء المؤثرون في القناة إلى أبواق ذات أجندة واضحة ما ينفي عنهم المهنية والحياد المفترضَين.

وإنهاء العمل كان بأن طلبوني إلى الدوحة وسلموني كتاب الصرف، على أن أوقع إخلاء طرف وتصالح، وأتقاضى تعويضي من هناك كون تعاقدي كان مقره الدوحة بصفتي مذيعا ومقدم برامج، وقعت على استلام كتاب الصرف وكتبت (مع التحفظ) رافضاً استلام أي تعويض ملوحاً برفع دعوى عمالية وجزائية لما تعرضت له من أذى معنوي، وعدت إلى بيروت وخلال أسبوع تمكنت من رفع دعويين.

•وماذا حدث بعد أن رفعت دعوى قضائية ضد الجزيرة، وهل التزمت بذلك؟

•• لأن عقدي كان مبرماً في قطر بأواخر 2002 بصفة مذيع ومقدم برامج، فكنت أتبع لنظم ولوائح الموظفين في قطر بكل الامتيازات، من سكن إلى مدارس ودرجات وغيرها، وتمكن المحامي الذي أوكلته من إثباتها وقد أخذ بها القضاء اللبناني، وحكم لصالحي بكل ما تقدمنا به رغم محاولات تدخل سياسيين لبنانيين لصالح مسؤولين قطريين.

وأخّر ذلك التدخل التنفيذ لتسعة أشهر، بعدها نفذ الحكم، وبقوانين العمل اللبناني هناك غرامة إكراهية على كل يوم تأخير، ونعمل عليها كقضية منفردة حتى الآن، ولكن الحكم الأساسي نُفذ بأواخر 2014، وصرف القاضي النظر عن الدعوى الجزائية لعدم اكتمال الأدلة.

•بما أنك عملت لسنوات في قناة الجزيرة.. ما هي توجهاتها؟

•• استطاعت الجزيرة ومن خلفها حكومة قطر في سنواتها الأولى بناء ثقة ومصداقية لدى المشاهد العربي، وبدأ برأيي المخطط التخريبي عندما أعلنت القاعدة عبر الجزيرة اعترافها بتدمير برجي التجارة وإعطاء الذريعة لضرب افغانستان، وكرّت السبحة مع أسلحة الدمار الشامل التي كانت قطر عبر قناتها، السبّاقة في مساعدة المشروع الإيراني، بتبرير وجود السلاح المذكور في العراق.

ومن أولويات القناة التأليب على الحكام، وهي لها يد في الأحداث بالمنطقة في كل من ليبيا، ومصر، وتونس، وسورية، والعراق، ولبنان، والبحرين، واليمن، وطبعاً لها محاولات بائسة في السعودية والإمارات والأردن (والكويت.. الله يستر).

•إذاً.. لماذا واصلت العمل بالقناة، وأنت تعرف تلك التوجهات الخطيرة؟

•• لن أدعي المثالية، كان دخلي من عملي في القناة ممتازاً، وافياً بمتطلباتي ومسؤولياتي، وحاولت في ذلك الوقت البحث عن بديل، لكن للأسف لم أجد بديلاً ملائماً يوازي ما توفره، فاضطررت للاستمرار معتقداً أن بإمكاني ولو جزئياً الحد من محاولات التمدد التي تمارسها على المشاهد.

•بما أنك عملت في مكتب الجزيرة ببيروت ما هي التوجيهات التي كانت تعطى لك؟

•• كانت التوجيهات مستمرة لمواكبة نشاطات حماس والجهاد الإسلامي بعكس فتح التي كانت كثيراً ما تستبعد من التغطيات، ولا يحبذون ظهور كوادرهم على الشاشة، أما بالنسبة لحزب الله، أظن أنني تحدثت عن اهتمام القناة بها إلى حين بدء الثورة السورية التي كانت المسرحية تقتضي الابتعاد عنهم ولو شكلاً، وكانت المعاملة بالمثل فحتى نصرالله كان يتهم معظم دول الخليج بالتورط بأحداث سورية إلا قطر، وكنت في مكتب بيروت الوحيد من المذيعين أو المراسلين الذين لا يتبعون حزب الله، فيما كان ولاء البقية للضاحية الجنوبية، وقد فاق عددهم الـ 25 موظفاً، وكانوا يطالبون بالتغطيات التي تخدم أجندتهم إلا ما خص «حزب الله».

وطالبوني حينها بتغطية أحداث نهر البارد بين الجيش ومنظمة فتح الإسلام المتطرفة، ولم أرفض وبقيت فترة طويلة بالتغطية تلك، وما إن بدأت الثورة السورية كنت الوحيد الذي كان يُطلب مني تغطية النزوح لأن القرى المحاذية كلها سنية ولن يتقبل سكانها غيري، وخصوصاً المصنع، وبلدة عرسال، حتى بقي الأمر على ما هو عليه إلى أن طلبوا مني الذهاب لتغطية تحركات داعش وجبهة النصرة، وبالفعل ذهبت ليومين فقط وعند معرفتي بمن هم داعش ومن يعمل معهم، عدت إلى بيروت رافضاً المهمة ومن يومها بدأت الخلافات مع الإدارة إلى أن فُصلت.

•ومن أين يتم تمويل القناة؟

•• بالتأكيد من الديوان الأميري القطري مباشرة، ومهما كانت الكلفة والميزانية، وهذا من المعروف بالضرورة داخل القناة.