في العام 1990 عقدت قمة خليجية طارئة، اتخذت من الدوحة مقرا لها، لمناقشة غزو صدام للكويت، كان أمامها بند واحد فقط، تحرير الكويت واتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك، ولمن يعرف العمل الدبلوماسي، يجب أن تنطلق المبادرة الأولى من تأكيد الشرعية الكويتية ثم المنظومة الخليجية، ومن ثم الجامعة العربية وصولا للمجتمع الدولي.
فوجئ المجتمعون باعتراض حمد بن خليفة ولي عهد قطر حينها والمتصرف في كافة شؤون دولته، مطالبا بانسحاب البحرين من جزر حوار المختلف عليها أولا قبل مطالبة العراق بالانسحاب من الكويت، كانت استخداما انتهازيا للكارثة الكويتية وابتزازا لبقية دول المجلس، هذا السلوك القطري استمر مع حمد بن خليفة إلى اليوم.
الملك فهد رحمه الله الذي أخذ على عاتقه هذه المهمة التاريخية، أحس بالخيانة، واشتد به الغضب حتى قام منسحبا من الاجتماع، إلا أن بقية شيوخ الخليج استطاعوا إيقاف حمد بن خليفة وسلوكه غير المنضبط، مكملين اجتماعهم الذي صدر عنه أول موقف خليجي باتجاه استضافة قوات التحالف لتحرير الكويت.
بعد ذلك بخمسة أعوام، قام حمد بالانقلاب على والده، وهو الذي ودعه قبل ساعات في المطار، الحركة الانقلابية تمت والشيخ خليفة في الأجواء الدولية وحتى قبيل وصوله إلى مقر إجازته.
عاد الشيخ خليفة مسرعا إلى السعودية، ونزل في مدينة جدة التي عاش بها سنوات طويلة، مع العلم أن حاكم الدوحة الجديد، وشريكه حمد بن جاسم قدما مذكرة دولية عبر شرطة الإنتربول لملاحقة الأب خليفة، والقبض عليه والإتيان به مقيدا.
استمرت الخيانات القطرية للسعودية في عهد الملك فهد، فقد مولت قطر سعد الفقيه والمسعري وبقية الهاربين إلى لندن، وتبنتهم إعلاميا، كما دفعت الجزيرة لتناول الشأن السعودي بخشونة بالغة كان من أهمها التعرض للملك المؤسس، وإنتاج مواد كاذبة ومزورة عن المسؤولين والأمراء.
لم تقتصر الخيانة القطرية للسعودية على ذلك، فقبيل أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، كانت قطر تعد العدة مع بن لادن وخالد شيخ العقل المدبر، رتبت العملية بدقة متناهية لتوريط الرياض وشبابها، ولتدمير العلاقة مع واشنطن وإحداث زلزال يسفر عن عقاب هائل تشنه واشنطن على السعودية، ولولا حكمة القيادة السعودية حينها لتحقق المخطط القطري.
بعد ذلك من العام 2003 وحتى 2006، انخرطت قطر في تمويل فرع القاعدة في السعودية رغم كل وعودها للأمير عبدالله ولي العهد والملك لاحقا، بالتوقف عن التدخل في الشأن الداخلي فتدفقت مئات الملايين إلى جيوب أعضاء القاعدة وسهلت لهم الدوحة الدخول بواسطة جوازات قطرية كان من أبرزهم المجاطي المغربي واليمني خالد حاج، أصبحت قناة الجزيرة هي الناطق الرسمي باسمهم، وتروج لخطابهم الذي رفع شعار إخراج المشركين من جزيرة العرب.
لم تتوقف خيانة قطر عند هذا الحد، فبعد فشل تنظيم الحمدين في إحداث انهيار داخل السعودية عبر عمليات القاعدة القتالية، انتقلوا لإحداث سيولة في المحيط المجاور للمملكة ليتمكنوا بعد ذلك منها.
بنت الدوحة مع إيران وسوريا وحزب الله ما يسمى بمحور الممانعة، وهو في الأساس لا يخرج عن كونه محورا للمكايدة، واجه المحور السعودية وحلفاءها ووصل بهم الأمر لقتل كل من يقف مع الرياض بدءا برئيس وزراء لبنان رفيق الحريري وانتهاء بوسام الحسن.
ولعل الجميع يتذكر كيف أن الدوحة قادت مشروع حزب الله لاحتلال العاصمة بيروت 2008، واجتياح الأحياء السنية منها، قامت بتطهير عرقي وصولا إلى جبل الدروز، وكيف وقفت الآلة الإعلامية القطرية بكافة أذرعها مع الضاحية ضد السعودية التي كانت وقفت بصلابة لحماية سنة بيروت.
سنتان بعد ذلك، وصولا إلى بداية ما يسمى الخريف العربي، اختارت الدوحة محورا مختلفا عن الرياض، وكشفت عن مشروعها الكبير بالتحالف مع الإخوان المسلمين وتركيا وطهران الذي يقوم على التالي:
إنشاء أربع كتل كبرى في الشرق الأوسط، دولة إخوانية تمتد من تونس وليبيا مرورا بمصر وانتهاء بقطاع غزة دون المساس بإسرائيل، ودولة تركية تمتد إلى سوريا فالأردن، دولة إيرانية تستحوذ على العراق والبحرين والكويت، على أن يكافأ حمد بن خليفة نظير تمويله وجهوده حاكما على الجزيرة العربية وابنه تميم محافظا للدوحة، وهو ما صدف أن قام به حمد مستعجلا قبل ثورة 30/6 المصرية التي أنهت هذا الحلم تماما.
لقد استطاع الملك عبدالله رحمه الله وإخوانه الأمير نايف والأمير سلمان «الملك» الآن، إيقاف هذا المخطط، بدعم دخول قوات درع الجزيرة للبحرين، وتأييد ثورة الشعب المصري على انقلاب الإخوان، وأخيرا تلبية نداء الشرعية في اليمن.
بالتأكيد الدوحة خانت السعودية وملوكها فهد وعبدالله وسلمان، فمع انحسار مشروع الشرق الأوسط الجديد، أكملت الدوحة دورها الخياني بدعم الحوثيين، ونقل معلومات التحالف العسكرية إليهم، وتمويل إرهابيي العوامية وداعش وتهريب أسلحة نوعية لهم، لقد كان الوقوف السعودي الصارم أمام مشروع دولي تقوده قوى إمبريالية أخذت من الدوحة أداة وصنيعة وبنكا مركزيا للتمويل، هو ما فشل المشروع واسقط القناع عنه.
لاشك أننا نعيش اليوم آخر فصول تلك الخيانة الكبرى التي شاركت فيها الدوحة بضراوة للإضرار بمستقبل المملكة، حتى ولو أدى ذلك لتدمير شعبها ومقدسات المسلمين في الحرمين الشريفين.
فوجئ المجتمعون باعتراض حمد بن خليفة ولي عهد قطر حينها والمتصرف في كافة شؤون دولته، مطالبا بانسحاب البحرين من جزر حوار المختلف عليها أولا قبل مطالبة العراق بالانسحاب من الكويت، كانت استخداما انتهازيا للكارثة الكويتية وابتزازا لبقية دول المجلس، هذا السلوك القطري استمر مع حمد بن خليفة إلى اليوم.
الملك فهد رحمه الله الذي أخذ على عاتقه هذه المهمة التاريخية، أحس بالخيانة، واشتد به الغضب حتى قام منسحبا من الاجتماع، إلا أن بقية شيوخ الخليج استطاعوا إيقاف حمد بن خليفة وسلوكه غير المنضبط، مكملين اجتماعهم الذي صدر عنه أول موقف خليجي باتجاه استضافة قوات التحالف لتحرير الكويت.
بعد ذلك بخمسة أعوام، قام حمد بالانقلاب على والده، وهو الذي ودعه قبل ساعات في المطار، الحركة الانقلابية تمت والشيخ خليفة في الأجواء الدولية وحتى قبيل وصوله إلى مقر إجازته.
عاد الشيخ خليفة مسرعا إلى السعودية، ونزل في مدينة جدة التي عاش بها سنوات طويلة، مع العلم أن حاكم الدوحة الجديد، وشريكه حمد بن جاسم قدما مذكرة دولية عبر شرطة الإنتربول لملاحقة الأب خليفة، والقبض عليه والإتيان به مقيدا.
استمرت الخيانات القطرية للسعودية في عهد الملك فهد، فقد مولت قطر سعد الفقيه والمسعري وبقية الهاربين إلى لندن، وتبنتهم إعلاميا، كما دفعت الجزيرة لتناول الشأن السعودي بخشونة بالغة كان من أهمها التعرض للملك المؤسس، وإنتاج مواد كاذبة ومزورة عن المسؤولين والأمراء.
لم تقتصر الخيانة القطرية للسعودية على ذلك، فقبيل أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، كانت قطر تعد العدة مع بن لادن وخالد شيخ العقل المدبر، رتبت العملية بدقة متناهية لتوريط الرياض وشبابها، ولتدمير العلاقة مع واشنطن وإحداث زلزال يسفر عن عقاب هائل تشنه واشنطن على السعودية، ولولا حكمة القيادة السعودية حينها لتحقق المخطط القطري.
بعد ذلك من العام 2003 وحتى 2006، انخرطت قطر في تمويل فرع القاعدة في السعودية رغم كل وعودها للأمير عبدالله ولي العهد والملك لاحقا، بالتوقف عن التدخل في الشأن الداخلي فتدفقت مئات الملايين إلى جيوب أعضاء القاعدة وسهلت لهم الدوحة الدخول بواسطة جوازات قطرية كان من أبرزهم المجاطي المغربي واليمني خالد حاج، أصبحت قناة الجزيرة هي الناطق الرسمي باسمهم، وتروج لخطابهم الذي رفع شعار إخراج المشركين من جزيرة العرب.
لم تتوقف خيانة قطر عند هذا الحد، فبعد فشل تنظيم الحمدين في إحداث انهيار داخل السعودية عبر عمليات القاعدة القتالية، انتقلوا لإحداث سيولة في المحيط المجاور للمملكة ليتمكنوا بعد ذلك منها.
بنت الدوحة مع إيران وسوريا وحزب الله ما يسمى بمحور الممانعة، وهو في الأساس لا يخرج عن كونه محورا للمكايدة، واجه المحور السعودية وحلفاءها ووصل بهم الأمر لقتل كل من يقف مع الرياض بدءا برئيس وزراء لبنان رفيق الحريري وانتهاء بوسام الحسن.
ولعل الجميع يتذكر كيف أن الدوحة قادت مشروع حزب الله لاحتلال العاصمة بيروت 2008، واجتياح الأحياء السنية منها، قامت بتطهير عرقي وصولا إلى جبل الدروز، وكيف وقفت الآلة الإعلامية القطرية بكافة أذرعها مع الضاحية ضد السعودية التي كانت وقفت بصلابة لحماية سنة بيروت.
سنتان بعد ذلك، وصولا إلى بداية ما يسمى الخريف العربي، اختارت الدوحة محورا مختلفا عن الرياض، وكشفت عن مشروعها الكبير بالتحالف مع الإخوان المسلمين وتركيا وطهران الذي يقوم على التالي:
إنشاء أربع كتل كبرى في الشرق الأوسط، دولة إخوانية تمتد من تونس وليبيا مرورا بمصر وانتهاء بقطاع غزة دون المساس بإسرائيل، ودولة تركية تمتد إلى سوريا فالأردن، دولة إيرانية تستحوذ على العراق والبحرين والكويت، على أن يكافأ حمد بن خليفة نظير تمويله وجهوده حاكما على الجزيرة العربية وابنه تميم محافظا للدوحة، وهو ما صدف أن قام به حمد مستعجلا قبل ثورة 30/6 المصرية التي أنهت هذا الحلم تماما.
لقد استطاع الملك عبدالله رحمه الله وإخوانه الأمير نايف والأمير سلمان «الملك» الآن، إيقاف هذا المخطط، بدعم دخول قوات درع الجزيرة للبحرين، وتأييد ثورة الشعب المصري على انقلاب الإخوان، وأخيرا تلبية نداء الشرعية في اليمن.
بالتأكيد الدوحة خانت السعودية وملوكها فهد وعبدالله وسلمان، فمع انحسار مشروع الشرق الأوسط الجديد، أكملت الدوحة دورها الخياني بدعم الحوثيين، ونقل معلومات التحالف العسكرية إليهم، وتمويل إرهابيي العوامية وداعش وتهريب أسلحة نوعية لهم، لقد كان الوقوف السعودي الصارم أمام مشروع دولي تقوده قوى إمبريالية أخذت من الدوحة أداة وصنيعة وبنكا مركزيا للتمويل، هو ما فشل المشروع واسقط القناع عنه.
لاشك أننا نعيش اليوم آخر فصول تلك الخيانة الكبرى التي شاركت فيها الدوحة بضراوة للإضرار بمستقبل المملكة، حتى ولو أدى ذلك لتدمير شعبها ومقدسات المسلمين في الحرمين الشريفين.