كان ليل أمس الأول ذكرى وفاة صوت الأرض الفنان طلال مداح (رحمه الله تعالى) وظللت لمدة ساعة مستمتعا بإعادة رحلته الفنية من خلال برنامج (الراحل)، ومنذ 17 عاما وأنا أتحاشى تماما مشاهدة سقوطه على مسرح (المفتاحة) بأبها.. وبإرادة مباغتة شاهدت (أمس) ذلك الهرم يتهاوى وهو يردد: الله يرد خطاك..
ومنذ ملازمتي لذكرى وفاة طلال مداح وتلك الأغنية تطرأ في البال، ذكرى سماعي لتلك الأغنية في مراحل زمنية مختلفة، وأنا طفل وذكرى سماعي لها وأنا شاب وذكرى أن تكون هي آخر نهر جرى في مخيلة صوت الأرض.. وبين كل زمن من الذكريات يكون القاسم المشترك في هذه الأغنية حزنا شفيفا ولهفة تتسع لإغراق الزمن ذاته.
ولأنها آخر أغنية تسدل على مسرح حياة طلال الشخصية والفنية، أخذت الذاكرة تتراجع بحثا عن أول تسجيل لها، ودهمتني أفكار عديدة حاولت تجسيدها كأسئلة: لمن كتب بدر بن عبدالمحسن هذه الأغنية؟ وكيف هو حال كاتبها حين علم أن آخر أغنية شدا بها طلال كانت له ولمن أحب، آخر أغنية استرجع بها طلال ألم فراق الحبيب.. واسترجعت كم من مستمع ارتبط وجدانيا بتلك الأغنية كذكرى.. وعدت متخيلا: كيف كانت النشوة لمن غنى ومن كتب ومن لحن ومن استمع لأغنية الله يرد خطاك..
هنا عشرات الصور تترادف كخيول عاديات نحو الماضي وتعجز مخيلتنا على توجيهها نحو المستقبل، وحين نفيق بين زمنين (البداية والنهاية) تكون اللحظة محل تقليب على حطب الذكرى فبها مشاعر لا يحصرها البال كمذاق النشوة والحلم والانكسار والاسترجاع والأسف والحزن.
ولم أكن أتوقع أن أفيق من هذه الذكرى المنكسرة لوفاة طلال مداح رحمه الله على واقع منكسر أيضا بإعلان خبر وفاة الفنان عبدالحسين عبدالرضا (رحمه الله) الذي ملأ قلوبنا بهجة وكان القلب النابض للدراما الخليجية والتي نهضت على أكتافه وأكتاف نخبة من الممثلين الخليجيين.
والفنان عبدالحسين عبدالرضا التقيت به مرة وحيدة كانت في باريس ولم تكن اللحظة كفيلة باسترجاعها على المستوى الشخصي وإنما كانت حياة الفنان عبدالرضا كلها لحظات أستعيدها بفرح، فقد زودنا الفقيد بحياة مليئة بالسعادة والابتسام حتى كانت وفاته إعلانا مبطنا بأننا لن نبتسم على مسارح الكويت أو على أي كوميديا سوف تقدم من هناك.
وإذا كان الحزن على الأموات واجبا فمن الحزن الجليل على أحياء تدخلوا في رحمة الله عز وجل ونفروا كنفير الحجارة الغليظة حينما تقرأ أو تسمع حث الناس على عدم الترحم على الفسقة!!
ومن هم هؤلاء الفسقة عند هؤلاء الحجارة... هم الفنانون.
عند هذا الحد تقف مستغفرا الله بأن بعض من خلقه تألوا عليه.
وندعو الله بفضله ورحمته وإحسانه أن يرحم جميع خلقه ومن بينهم الفنانان طلال مداح وعبدالحسين عبدالرضا.
***
الله يرد خطاك لدروب خلانك
لعيون ما تنساك لو طال هجرانك..
دام الأمل موجود فالنفس خضاعة
حق العيون السود السمع والطاعة..
ومنذ ملازمتي لذكرى وفاة طلال مداح وتلك الأغنية تطرأ في البال، ذكرى سماعي لتلك الأغنية في مراحل زمنية مختلفة، وأنا طفل وذكرى سماعي لها وأنا شاب وذكرى أن تكون هي آخر نهر جرى في مخيلة صوت الأرض.. وبين كل زمن من الذكريات يكون القاسم المشترك في هذه الأغنية حزنا شفيفا ولهفة تتسع لإغراق الزمن ذاته.
ولأنها آخر أغنية تسدل على مسرح حياة طلال الشخصية والفنية، أخذت الذاكرة تتراجع بحثا عن أول تسجيل لها، ودهمتني أفكار عديدة حاولت تجسيدها كأسئلة: لمن كتب بدر بن عبدالمحسن هذه الأغنية؟ وكيف هو حال كاتبها حين علم أن آخر أغنية شدا بها طلال كانت له ولمن أحب، آخر أغنية استرجع بها طلال ألم فراق الحبيب.. واسترجعت كم من مستمع ارتبط وجدانيا بتلك الأغنية كذكرى.. وعدت متخيلا: كيف كانت النشوة لمن غنى ومن كتب ومن لحن ومن استمع لأغنية الله يرد خطاك..
هنا عشرات الصور تترادف كخيول عاديات نحو الماضي وتعجز مخيلتنا على توجيهها نحو المستقبل، وحين نفيق بين زمنين (البداية والنهاية) تكون اللحظة محل تقليب على حطب الذكرى فبها مشاعر لا يحصرها البال كمذاق النشوة والحلم والانكسار والاسترجاع والأسف والحزن.
ولم أكن أتوقع أن أفيق من هذه الذكرى المنكسرة لوفاة طلال مداح رحمه الله على واقع منكسر أيضا بإعلان خبر وفاة الفنان عبدالحسين عبدالرضا (رحمه الله) الذي ملأ قلوبنا بهجة وكان القلب النابض للدراما الخليجية والتي نهضت على أكتافه وأكتاف نخبة من الممثلين الخليجيين.
والفنان عبدالحسين عبدالرضا التقيت به مرة وحيدة كانت في باريس ولم تكن اللحظة كفيلة باسترجاعها على المستوى الشخصي وإنما كانت حياة الفنان عبدالرضا كلها لحظات أستعيدها بفرح، فقد زودنا الفقيد بحياة مليئة بالسعادة والابتسام حتى كانت وفاته إعلانا مبطنا بأننا لن نبتسم على مسارح الكويت أو على أي كوميديا سوف تقدم من هناك.
وإذا كان الحزن على الأموات واجبا فمن الحزن الجليل على أحياء تدخلوا في رحمة الله عز وجل ونفروا كنفير الحجارة الغليظة حينما تقرأ أو تسمع حث الناس على عدم الترحم على الفسقة!!
ومن هم هؤلاء الفسقة عند هؤلاء الحجارة... هم الفنانون.
عند هذا الحد تقف مستغفرا الله بأن بعض من خلقه تألوا عليه.
وندعو الله بفضله ورحمته وإحسانه أن يرحم جميع خلقه ومن بينهم الفنانان طلال مداح وعبدالحسين عبدالرضا.
***
الله يرد خطاك لدروب خلانك
لعيون ما تنساك لو طال هجرانك..
دام الأمل موجود فالنفس خضاعة
حق العيون السود السمع والطاعة..