-A +A
نسرين ناصر الدين (بيروت)
رفض المسؤولون الرسميون اللبنانيون أمس التعليق على مشروع القرار الذي قدمته إلى مجلس الأمن الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا الذي يدعوان فيه سوريا لإقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان وترسيم الحدود ووقف تدخلاتها في الشأن اللبناني. حيث أكدت مصادر رسمية مطلعة في بيروت لـ”عكاظ” أن لبنان يتريث حول التعليق على مشروع القرار بانتظار ما ستؤول إليه الصياغة النهائية بخاصة بعد سلسلة من التعديلات نجحت فرنسا في إدخالها على مسودة الصياغة الامريكية بحيث تم حذف اسم حزب الله من القرار.
من جهته المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الدكتور نسيم خوري رأى في تعليق خاص بـ”عكاظ” أن مشروع القرار المقدم إلى مجلس الامن يشكل مزيداً من الضغوطات التي تحاصر المنطقة عامة وسوريا بشكل خاص”.

وقال خوري: “ان القرار مهما حمل ان كان الطلب إلى سوريا ضرورة ترسيم الحدود مع لبنان او لجهة وجوب إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، فان القانون الدولي لا يلزم سوريا، بتنفيذ بنود هذا القرار وهي بالتالي تستطيع ان لا تنفذه تحت عنوان وجود نقاط عالقة مع لبنان”.
واستبعد خوري ان يتم فرض أي نوع من العقوبات على سوريا وقال : “ان الوضع في المنطقة اليوم خاصة بالنسبة لما يحصل في العراق، قد يجبر الولايات المتحدة الامريكية بتدوير الزوايا في المنطقة، دون ان تريح سوريا بالتحديد وتقلل من الضغط عليها. فالامريكيون لايدرجون سوريا في خانة الدول المعادية بشكل مطلق في هذه المرحلة، ولا يمكن قراءة عدم إدراج اسم سوريا إلا بالنظر للموقف العراقي”.
وأضاف:” علينا جميعاً انتظار ماذا سيحدث في العراق، فشعبية الرئيس الأمريكي جورج بوش متدنية والامريكيون ذاهبون إلى الإخفاق الكامل هناك”.
وقال: “اليوم يحكى عن انسحاب من العراق، على أن يحتفظوا بقواعد محددة، ولذا فهي بحاجة إلى ان تشكيل قوة ردع عربية إسلامية وبالطبع فسيكون لسوريا دور مميز، لذا حملة الضغوطات ستستمر وستبقى ضمن هذه الحدود، فالمنطقة لا تحتمل أي عمل عسكري او عزل أية دولة خاصة في ظل ما تشهده العراق وفلسطين وفي ظل النزاعات السياسية مع إيران”.