«إيرما» يقتل 35 شخصاً.. وفلوريدا: لن تتمكنوا من النجاة!
«إيرما» يقتل 35 شخصاً.. وفلوريدا: لن تتمكنوا من النجاة!
«إيرما» يقتل 35 شخصاً.. وفلوريدا: لن تتمكنوا من النجاة!
«إيرما» يقتل 35 شخصاً.. وفلوريدا: لن تتمكنوا من النجاة!
-A +A
«أ.ف.ب» (ميامي)

ضرب الإعصار (إيرما) وسط كوبا بشدة بعدما خلف 25 قتيلا في جزر الكاريبي، وواصل طريقه باتجاه فلوريدا حيث دعي أكثر من ستة ملايين نسمة إلى اخلاء منازلهم هربا من رياحه المدمرة وفيضانات يخشى أن تتسبب بوفيات.

في كوبا، أعلنت السلطات اليوم (السبت) حالة "الإنذار" من الإعصار، الذي يضرب وسط الجزيرة ويهدد بوقوع فيضانات.

وجاء في بيان صادر عن الدفاع المدني تناقلته وسائل الإعلام المحلية "قررنا أن نعلن حالة الإنذار في مناطق مايابيكيه وهافانا وأرتيسيما".

وحالة "الإنذار" هي الأقصى في سلّم الحالات التي تُعلن في كوبا إزاء الكوارث الطبيعية.

ويعيش في العاصمة هافانا مليونا نسمة، وهي تقع على ساحل المحيط الأطلسي، وفيها مناطق منخفضة يُخشى أن تغرقها مياه البحر.

وقال خبير الأرصاد الجوية خوسيه روبييرا لمحطة التلفزيون الحكومية "سنشهد هنا في العاصمة رياحا عاتية.. وفيضانات في المناطق الساحلية، طوال يوم السبت وفي جزء من يوم الأحد أيضا".

وأضاف "تتشكّل أمواج ارتفاعها خمسة أمتار إلى سبعة، لكنها لن تبلغ ثمانية أمتار، مع فيضانات قوية في المناطق الساحلية من العاصمة".

ومنذ مساء الجمعة، تهبّ على هافانا رياح قوية وتهطل فيها أمطار متفرقة، في ظلّ سماء مكفهّرة.

وعمدت السلطات اليوم إلى إجلاء السكان من مناطق منخفضة قريبة من جادة ماليكون المحاذية للواجهة البحرية للمدينة.

وقالت ديازي كروز وهي سيدة مقعدة في الثامنة والستين من العمر تسكن في تلك المنطقة "قالوا لنا إننا في خطر، حاولت أن أضع أغراضي في مكان مرتفع في حال دخلت المياه".

وإيرما هو أول إعصار بهذه القوة يضرب الجزيرة منذ العام 1932.

ولم تُسجّل رسميا إلى الآن أي وفاة في كوبا جراء الإعصار، لكن يتوقع أن يسفر عن أضرار مادية كبيرة. روت الممرضة جيزيلا فرنانديز (42 عاما) التي تقيم في قرية شابارا في مقاطعة لاس توناس الشرقية أن المشهد صباح (السبت)

اختصرته أشجار اقتلعت من جذورها وأعمدة كهرباء هوت أرضا ومنازل بلا سقوف.

وأضافت «الأمر فظيع في كل مكان». ومع رياح وصلت سرعتها إلى 256 كلم في الساعة وفق وسائل الإعلام الرسمية، بات إيرما الاعصار الأقوى الذي يضرب الجزيرة في شكل مباشر منذ 1932.

وسجلت الأرصاد الكوبية أمواجا بلغ ارتفاعها سبعة أمتار في الساحل الشمالي ووضعت مقاطعة هافانا في حال إنذار بحسب المركز الأميركي للأعاصير.

وبعدما بلغ الدرجة الخامسة، الأعلى، خلال الليل تراجع إيرما إلى الدرجة الثالثة مع رياح بلغت سرعتها 205 كلم في الساعة في الساعة 15,00 ت غ. لكن المركز الأميركي نبه إلى أنه «سيشتد مجددا في طريقه إلى جنوب فلوريدا»، وإلى أرخبيل كيز الأميركي على أن يطاوله اعتبارا من «صباح الأحد».

وبسبب ارتفاعها المحدود عن مستوى البحر، فإن ازدياد منسوب المياه سيؤثر في هذه الجزر في شكل كبير. وحذر حاكم فلوريدا ريك سكوت عبر قناة «ذي ويذر تشانيل» من «أنكم لن تنجوا بسهولة إذا كنتم في جزر كيز». ودعي جميع سكان الأرخبيل إلى إخلائه.

«عليكم أن تغادروا الآن»

في مؤتمر صحافي صباح السبت، أكد سكوت أن «ولايتنا لم يسبق أن شهدت أمرا بهذا الحجم» وذلك بعدما كرر نداءاته في الأيام الأخيرة لحض السكان على الفرار. ولفت إلى «تصاعد خطر حصول فيضانات كبيرة جراء العواصف المتكررة على الساحلين الشرقي والغربي لفلوريدا» متوقعا فيضانات يراوح منسوبها بين 1,8 و3,6 أمتار.

وقال بلهجة تحذيرية «هذا قد يغرق منازلكم لن تتمكنوا من النجاة. إذا أمرتم بالمغادرة عليكم أن تغادروا الان».

من جهته، أورد فيل لفين رئيس بلدية ميامي بيتش التي يقطنها نحو مئة الف شخص والمعروفة باجتذابها السياح أن المنطقة تحولت «مدينة أشباح» السبت.

وأضاف «الرياح تتراجع، لكن ما يقلقنا خصوصا هو الفيضانات. ميامي معرضة للفيضانات لذا يغدو القلق كبيرا حين يمر أعصار».

وبحسب آخر توقعات المركز الأميركي للأعاصير صباح السبت، فإن الشطر الغربي من شبه جزيرة فلوريدا هو حاليا في عين الإعصار بعدما كانت الولاية مهددة بالكامل.

وعلق عمدة مدينة فورت مايرز في الساحل الغربي عبر «سي ان ان»، «أنه السيناريو الاسوأ بالنسبة إلى مدينتنا ومنطقتنا»، لكنه حرص على طمأنة السكان قائلا «نحن مستعدون».

وإلى الجنوب، ركز عمدة مدينة نابولي في الولاية (21 الف نسمة) بدوره على الاستعدادات. واوضح بيل بارنيت عبر الشبكة نفسها أن السكان التزموا اوامر الاخلاء بعدما شاهدوا ما حصل قبل بضعة ايام فقط في تكساس ولويزيانا وتعاملوا معه «بجدية كبيرة».

وتساعد حافلات مدرسية في إجلاء نحو 5,6 ملايين شخص ما يوازي ربع سكان هذه الولاية في جنوب شرق الولايات المتحدة، بحسب حاكمها.

وأشار ريك سكوت إلى أن أكثر من خمسين ألف شخص باتوا في ملاجئ مؤكدا «الحاجة الى الف ممرض متطوع لتقديم المساعدة في الملاجئ». وكان إيرما خلف 25 قتيلا على الاقل لدى عبوره الكاريبي: عشرة قتلى في القسم الفرنسي من جزيرة سان مارتان واثنان في القسم الهولندي منها واربعة في الجزر العذراء الاميركية وستة في الجزر العذراء البريطانية وارخبيل انغويلا واثنان في بورتو ريكو وقتيلة واحدة في باربودا. وفي جزيرتي سان مارتان وسان بارتيليمي، يخوض المسعفون سباقا مع الوقت لمساعدة السكان قبل وصول اعصار شديد آخر من الدرجة الرابعة اطلق عليه اسم خوسيه.