-A +A
جعفر عباس
صدر في دولة قطر قبل نحو 3 أشهر قانون جديد للمرور.. "عسل"، بمعنى أنه مستساغ وموضع ترحيب من كل ذي عقل وذوق.. نعم فمشكلة المرور في بلداننا منشؤها قلة العقل وانعدام "الذوق"،.. نعود الى قانون المرور القطري: قطع الإشارة الحمراء غرامة تصل الى 10 آلاف ريال قابلة للزيادة مع تكرار المخالفة من نفس السيارة وصولا الى سحب الترخيص.. تجاوز السرعة المحددة في الشوارع غرامة تصل الى 3 آلاف ريال.. ولم يعد هناك المشهد العجيب لاثنين تناطحت سيارتاهما ويقفان يتآنسان الى حين قدوم شرطي المرور: ما عليك،.. البركة في شركة التأمين... المسألة صار فيها نقاط تسجل عن كل مخالفة ويصل مجموع نقاطك الى مستوى معين فتصبح راسبا، ويتم سحب رخصة السواقة لفترة محدودة أو مدى الحياة.. حتى شركات التأمين لم تعد الحائط القصير الذي يستند اليه كل طائش يتلاعب بسيارته وأرواح الناس، فيترك الأمر لتلك الشركات.. خلاص، كل هذا "راح وانقضى واللي بينا خلاص مضى".. شركة التأمين تحملك نسبة معينة من كلفة الإصلاح. العقوبة الوحيدة التي لو تضمنها هذا القانون لاستحق أغنية إشادة من شعبان عبدالرحيم هو الإعدام.
ما حملني على الكتابة عن المرور وشؤونه هو أن كافة دول الخليج شهدت مؤخرا صلوات الاستسقاء، وتعالت الهمسات بأن خير السماء انقطع بـ"انقطاع عمل الخير".. ثم وابتداءً من يوم السبت الموافق 12 يناير الجاري، هطل المطر بسخاء، زخة تلو الأخرى، حتى شبعت الأرض العطشى وطفا على سطحها ما فاض على سعة "كرشها".. معظم الناس كانوا يقودون سياراتهم بالحذر الضروري واللازم والواجب، ولكن بعض صغار العقول يجدون متعة في اندفاع السيارة في تلك الأجزاء من الشوارع الممتلئة بالماء بحيث تتحرك موجة تسونامي صغيرة تغمر السيارات الأخرى، ويا "حلاوتها" لو كان هناك فقير لم يجد سيارة تقله وراح هو وملابسه ضحية التسونامي..