-A +A
فهيم الحامد (جدة) FAlhamid@

المرسوم الملكي التاريخي «2716»

في عام 1351هـ أصدر الملك عبدالعزيز مرسوما ملكيا برقم 2716، يقضي بتحويل اسم الدولة من «مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها» إلى المملكة العربية السعودية. في 23 سبتمبر حري بنا أن نتذكر مؤسس الدولة الملك عبدالعزيز الذي وحد السعودية، وعزز الوحدة الوطنية، وأرسى الأمن والأمان والاستقرار في المملكة، وسار على نهجه أبناؤه من بعده، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي يعتبر رائد الإصلاح والتحديث، إذ حققت المملكة في عهده مكانة رفيعة بين الدول الإسلامية والعالمية، وساهمت في تحقيق الأمن والسلام والعدل والمساواة على المستويين الإقليمي والدولي، وحظيت بإعجاب دول العالم، لما تبذله من جهود فى مكافحة الإرهاب والتطرف بكافة السبل، وتبنيها منهج الوسطية والاعتدال، ما جعلها تتبوأ مكانتها بين الدول الكبرى.

الذكرى الـ87 لليوم الوطني هي ذكرى تتجدد لتاريخ عتيد متجذر في الأرض، تعاظمت فيه مكانة السعودية بين الأمم، واكتسبت في كل يوم مزيداً من التقدير والاحترام من كل شعوب العالم، لما حققته من نجاحات على جميع الأصعدة، وأصبح صوت المملكة أكثر تأثيراً في المحافل الدولية، إذ اتسمت سياسة المملكة بالثبات، وحرصت على تحقيق التوازن في علاقاتها مع جميع دول العالم والاحترام المتبادل، وكرست مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وأرست قاعدة الحزم والعزم في التعامل مع الأزمات وقضايا المنطقة والعالم الإسلامي.

لجمت إرهاب «داعش» الظلامي وقمعت ميليشيات الحوثي ومرتزقة صالح، وقطعت رأس الأفعى الإيرانية في اليمن، وحجّمت نظامي إيران وقطر لمسؤوليتهما التامة في زرع التطرف والإرهاب الطائفي في المنطقة.

السعودية رسمت مسار السياسة الخارجية وفق مصالح الأمة العربية والإسلامية باعتبارها رمزا للعالم الإسلامي، وواجهت تنظيم «داعش» الإرهابي، ودعمت ثقافة التسامح والاعتدال والوسطية، وفتحت آفاق الإنسان السعودي على الأفكار الإبداعية من خلال «رؤية 2030»، التي طرحها ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان، لجعل العقول السعودية أكثر احتضاناً وتقبلاً للآخر، والمثابرة للاعتماد على الذات، والانتقال إلى مرحلة السعودية لما بعد الاعتماد على النفط. في السعودية العام 1439 وهو العام الجديد الذي أطل علينا. ونؤكد أن «العزم يجمعنا» نحن السعوديين في ظل تحديات وأوضاع دقيقة يمر بها العالم، لا مكان للخائنين والحاقدين والمتطرفين بيننا، وسنكون شركاء في مواجهة التطرف والإرهاب، ونشر قيم التعايش المشترك، وتعزيز الأمن والاستقرار والتعاون خدمةً لحاضر ومستقبل الشعوب. فلنتذكر المرسوم الملكي «2716».. نعم إنه وطن راسخ لا تهزه الريح.