__Mon29___1123____497880-1506956077_304
__Mon29___1123____497880-1506956077_304
__Mon30___1123____373788-1506956182_304
__Mon30___1123____373788-1506956182_304
__Mon31___1123____94875-1506956183_304
__Mon31___1123____94875-1506956183_304
__Mon25___1123____805868-1506955957_304
__Mon25___1123____805868-1506955957_304
__Mon26___1123____271747-1506956061_304
__Mon26___1123____271747-1506956061_304
__Mon24___1123____212259-1506955937_304
__Mon24___1123____212259-1506955937_304
__Mon32___1123____557334-1506956182_304
__Mon32___1123____557334-1506956182_304
-A +A
واس (جدة)

عززت المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية من حجم العلاقات الثنائية بينهما منذ أن بدأت في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - على أساس التفاهم المشترك، ونمت مع الزمن حتى اكتسبت تميزًا في السياسة الدولية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود نظرًا لأبعاد تأثير هذه العلاقات على المستويين الإقليمي والدولي، ولما يمثله البلدان من ثقل سياسي واقتصادي على مستوى العالم.

وشهدت العلاقات السعودية الروسية منذ أن بادرت روسيا بالاعتراف بالمملكة في 26 فبراير عام 1926م تطورًا ملحوظًا على مدى العقود التسعة الماضية متجاوزة بسياسة الاحترام المتبادل بين البلدين فترات الفتور التي مرت بهذه العلاقات، الأمر الذي جعلها تسير في تناسب طردي عبّر عنه حجم الزيارات المتبادلة بين قيادات وكبار المسؤولين في البلدين التي كانت ذات أثر إيجابي في دفع العلاقات إلى المزيد من التعاون المشترك في المجالات: السياسية، والاقتصادية، والعلمية، والثقافية، وغيرها.

وتعد زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله - الحالية إلى روسيا الاتحادية الأولى له منذ توليه مقاليد الحكم في المملكة، وستعطي دفعة جديدة للعلاقات الثنائية بين البلدين، بعد أن تجدّد عهدها في 17 سبتمبر1990م عبر صدور بيان مشترك أعلن استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما على أسس ومبادئ ثابتة.



يأتي ذلك فيما يتواصل التفاهم المشترك بين السعودية وروسيا ويتطور إلى مراحل متقدمة دعمتها الشراكة الدولية التي جمعتهما في مجموعة العشرين التي تضم 20 دولة من أقوى اقتصادات العالم، إذ حرص البلدان على استثمارها في إجراء المزيد من التشاور نحو الارتقاء بالعلاقات المتبادلة، مثلما جرى في قمة مجموعة العشرين في مدينة أنطاليا التركية عام 2015م، حيث التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واستعرضا مجالات التعاون بين البلدين وما يتعلق بتطورات الأحداث في المنطقة.

وحاز ملف الإرهاب والتطرف على اهتمام قيادتي البلدين، واتفقا سويًا على الوقوف ضد الإرهاب وتجفيف منابعه بسبب خطورته على الأمن العالمي واقتصاده، في الوقت الذي كانت فيه المملكة أول دولة توقع على معاهدة مكافحة الإرهاب الدولي في منظمة المؤتمر الإسلامي في شهر مايو 2000م، وكانت سبّاقة في حض المجتمع الدولي على التصدي للإرهاب ووقفت مع جميع الدول المحبة للسلام في محاربته والعمل على القضاء عليه واستئصاله من جذوره.

وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في العديد من المحافل الإقليمية والدولية أهمية التصدي لآفة الإرهاب، ومن ذلك دعوته في إحدى خطاباته الدوليّة إلى ضرورةِ مُضاعفةِ المُجتمعِ الدولي لجهودهِ لاجتثاثِ هذه الآفةِ الخطيرةِ ولتخليصِ العالمِ مِن شُرورها التي تُهدِدُ السِلمَ والأمنَ العالميينِ وتُعيقُ الجهود في تعزيزِ النموِ الاقتصادي العالميِ واستدامته.

وتؤمن روسيا الاتحادية بأهمية الدور السعودي في تحقيق الأمن في المنطقة بحسب ما قالت رئيسة مجلس الاتحاد للجمعية الفدرالية الروسية فلينتينا ماتفييكو التي استقبلها الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في الرياض في 16 أبريل 2017 م، إذ ثمّنت ماتفييكو في سياق حديث صحفي دور المملكة في تعزيز الأمن والسلم الدولي، والجهود الحثيثة التي تبذلها لمكافحة الإرهاب والقضاء على تنظيماته.



وفي كل الأحداث تتبادل المملكة وروسيا الموقف الموحد في التصدي للإرهاب بمختلف صوره، كما بادر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في برقية بعث بها إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شهر ديسمبر 2016م، حيث أدان فيها الاعتداء الإرهابي الذي أودى بحياة السفير الروسي في أنقرة، وجدّد موقف المملكة الثابت في رفض الإرهاب بأشكاله وصوره كافة، وأهمية العمل على مواجهته والتصدي له.

وفي موقف آخر، أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في برقية عزاء بعث بها في 3 أبريل 2017م إلى الرئيس الروسي عن استنكاره لحادث التفجير الإجرامي الذي وقع في مترو سان بطرسبورغ في شهر أبريل 2017م، وعبّر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها الشديدين لحادث الطعن الإرهابي الذي وقع في مدينة سورجوت الروسية.

وإزاء ذلك، فقد برزت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود العديد من الجهود الوطنية التي تؤكد وقوف المملكة مع دول العالم ضد الإرهاب، ومنها تدشين المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) الذي يعد المرجع الأول عالميًا في مكافحة الفكر المتطرّف وتعزيز ثقافة الاعتدال.

والتزمت المملكة بالمساهمة في إنشاء مركز دولي متخصص في مكافحة الإرهاب النووي في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مدينة فيينا بالنمسا، بالتبرع بمبلغ 10 ملايين دولار للمساهمة في إنشاء المركز الذي تم الاتفاق عليه مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحت مسمى "مركز دعم الأمن النووي" في الأحداث الرئيسة العامة.

وأطلقت المملكة في 30 أبريل 2017م رسائل مركز الحرب الفكرية في وزارة الدفاع الذي يرأس مجلس أمنائه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وذلك عبر وسائل شبكات التواصل الاجتماعي بهدف كشف الأخطاء والمزاعم والشبهات وأساليب الخداع التي يروج لها التطرف والإرهاب، وإيضاح المنهج الشرعي الصحيح في قضايا التطرف، وتقديم مبادرات فكرية للعديد من الجهات داخل المملكة وخارجها، والتحالف الإسلامي العسكري من أجل محاربة الإرهاب.

ويتطلع المركز بقيادة ولي العهد إلى الارتقاء بمستوى الوعي الصحيح للإسلام في الداخل الإسلامي وخارجه، وتحقيق المزيد من التأييد للصورة الذهنية الإيجابية عن حقيقة الإسلام عالمياً، وتحصين الشباب "حول العالم" من الفكر المتطرف عبر برامج متنوعة (وقائية وعلاجية)، وتفكيك الوسائل التي يسعى الإرهاب من خلالها لاستقطاب عناصره، وتقرير منهج الوسطية والاعتدال في الإسلام، والمفاهيم الصحيحة في قضايا عمل التطرف على تشويهها بتأويلاته الفاسدة وجرائمه البشعة.

واستمرارًا للتشاور بين البلدين، تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في 13 يونيو 2017م، اتصالا هاتفيا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وجرى خلاله تناول العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وفرص تطويرها في جميع المجالات، وبحث الأوضاع في المنطقة والتعاون المشترك لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب سعيا لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

واستطاع البلدان بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس الروسي فلاديمير بوتين استطاعا تقريب وجهات النظر تجاه العديد من قضايا المنطقة من خلال تفهم ظروف كل قضية، وموقف كل بلد تجاهها.

وفي 29 سبتمبر 2016م، أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي لبلدان الشرق الأوسط ودول أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، متانة العلاقة بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال في تصريح له : إن البلدين يعملان طيلة هذه السنوات على تطوير العلاقة الودية التقليدية بين الشعبين الصديقين وبناء علاقات على أساس الاحترام المتبادل واحترام السيادة واستقلالية القرارات في الرياض وموسكو، مؤكدًا أن أفاقاً واعدة لتوسيع التعاون الثنائي متبادل المنفعة في المجالات السياسية والتجارية والاستثمارية وفي مجال الاتصالات الإنسانية والدينية.

وتأكيدًا على الحرص المتبادل بين البلدين على التنسيق المستمر حول الموضوعات التي تهم الدولتين والأوضاع المنطقة، استقبل الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ في 10 سبتمبر 2017م بمكتبه بقصر السلام في جدة، معالي وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرجي لافروف الذي نقل للملك المفدى تحيات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معربًا عن ارتياحه للتعاون القائم بين المملكة وروسيا والتحرك المشترك.

وعند زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمملكة في شهر فبراير عام 2007م، التقى الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - "عندما كان أميرًا للرياض" عشية جولته في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض، بحضور الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وعدد من الأمراء.

وخرجت زيارة الرئيس الروسي للمملكة بتوطيد أكثر للعلاقات الثنائية بين البلدين، بعد أن أثمر عنها توقيع اتفاقيات تعاون اقتصادية، وثقافية، وإعلامية، وفي مجال خدمات النقل الجوي.



وأكدت الأحداث الدولية حرص المملكة وروسيا على تعزيز العلاقات القائمة بينهما على مبدأ احترام القوانين الدولية، والسيادة، علاوة على تطابق وجهات النظر الثنائية تجاه العديد من الملفات المعقدة على المستويين الإقليمي والدولي، ومنها ملف الاقتصاد الدولي، بوصفهما قطبا الاقتصاد النفطي اللذان أسهما بشراكتهما الاستراتيجية في استقرار أسعار النفط، وإيجاد توجه إيجابي في السوق النفطي.

واهتم البلدان في العديد من المناسبات الثنائية والدولية بتبادل الآراء حول أزمات سوق النفط العالمي، مثلما جرى على هامش قمة مجموعة العشرين المنعقدة في الصين 2016م التي شاركت فيها المملكة بوفد رأسه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، إذ أكدت المملكة وروسيا في اجتماع ثنائي على هامش القمة على أهمية التعاون المشترك أو بالتعاون مع منتجين آخرين لبحث أوضاع السوق النفطي من خلال تشكيل فريق عمل مشترك لمراقبة ومراجعة أساسيات سوق النفط، وتقديم توصيات بالتدابير والإجراءات المشتركة التي تؤمِّن استقرار أسعاره وتجعلها قابلة للاستشراف، وأثمر هذا التفاهم في تطور التعاون بين منظمة "أوبك" وروسيا بشكل متسارع.

وتؤكد هذه المعطيات أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى روسيا ستكون بمثابة نقطة تحول جديدة في مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين تعمل على تعزيز تطلعات البلدين الصديقين نحو تكثيف العلاقات بينهما بما يعود بالنفع على الجميع في ظل المصالح المشتركة التي تجمعهما، وإطلاق المملكة رؤية 2030 التي لفتت برامجها أنظار كبرى شركات الاقتصاد العالمية.

وتكمل هذه الزيارة بحجمها وقيمتها الدولية ما آلت إليه نتائج زيارته - أيده الله - لروسيا عام 2006م، عندما كان - أميرًا لمنطقة الرياض- حيث التقى الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود خلال زيارته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء ميخائيل فرادكوف، وعدد من القيادات الروسية، وعبر مضمون هذه اللقاءات عن رغبة البلدين في إكمال تطوير العلاقات الثنائية نحو الأفضل.

وزاد التقارب السعودي الروسي خلال عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، تحقيقًا لمصلحة البلدين المشتركة وأمن المنطقة، فبناءً على توجيهه واستجابة لدعوة الحكومة الروسية زار ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود روسيا في 18 يونيو 2015 م.



والتقى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في مقر إقامته بسانت بترسبيرغ بعدد من المسؤولين الروس، منهم: رئيس مجلس الأعمال الروسي السعودي فلاديمير يفتو شكوف، والرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل ديميتروف ، ورئيس شورى المفتين لروسيا، ورئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية الشيخ راوي عين الدين، وبحث معهم آفاق التعاون بين المملكة وروسيا في مختلف المجالات.

وخلال هذه الزيارة جرى توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين المملكة وروسيا تختص بالمجالات العسكرية المختلفة، وإعداد برنامج تنفيذي لتنفيذ اتفاقية التعاون البترولي، والاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الإسكان، ومذكرة النوايا المشتركة في مجال الفضاء.

وفي إطار التواصل بين البلدين، التقى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - رئيس وفد المملكة في قمة دول مجموعة العشرين التي عقدت في مدينة هانغتشو الصينية عام 2016م - الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي 30 مايو 2017م، زار الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، روسيا استجابة للدعوة المقدمة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لبحث العلاقات الثنائية، وتعزيز أوجه التعاون بين البلدين الصديقين، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.

والتقى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبحث الجانبان تعزيز التوافق السعودي الروسي حول الاتفاق النفطي الذي قادته المملكة إذ يضمن لأول مرة في تاريخ المنظمة تعاون الدول المنتجة للنفط من خارج "أوبك"، وعلى رأسها روسيا، كما بحثا فرص تحفيز هذا الاتفاق وتفعيله لتحقيق عوائد إيجابية لتحقيق الاستقرار في أسواق البترول.

واستعرض مع الرئيس الروسي التعاون السعودي الروسي في مجال الصناعات البتروكيماوية وعددًا من الصناعات النفطية، بالإضافة إلى موضوع الشراكة وتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية والفكر المتطرف بما في ذلك آسيا الوسطى، واتفقت المملكة وروسيا على عدد من القضايا الإقليمية.

وعند مغادرة روسيا، بعث برقية شكر للرئيس الروسي قال فيها : لقد أكدت المباحثات المشتركة التي أجرينها العزم على المضي قدمًا في تعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات كافة، والعمل على استمرار التنسيق والتشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الصديقين، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

وبالقدر والأهمية التي توليها المملكة لتطوير العلاقات الثنائية مع روسيا في جميع المجالات، لا تُغفل اهتمامها بأكثر من 20 مليون مسلم روسي، إذ تحرص دائماً على رعاية الحجاج الروس إلى الأماكن المقدسة الذين يبلغ عددهم سنويًا ما بين 16- 20 ألف حاج روسي، إضافة إلى آلاف المعتمرين على مدار العام.

وفي 28 أغسطس 2017 م أعرب النائب الأول لرئيس مجلس الاتحاد مجلس الشيوخ للجمعية الفدرالية لروسيا الاتحادية مستشار الرئيس الروسي إلياس أوماخانوف عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وللأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع على الاهتمام الذي يحظى به حجاج روسيا الاتحادية منذ وصولهم وحتى مغادرتهم بعد أداء نسكهم .

وأشار إلى أن الخدمات والجهود الجبارة والمتطورة التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين للحجاج أسهمت بشكل كبير في أداء الحج بكل يسر وسهولة من خلال منظومة عمل متكاملة بين جميع الجهات المعنية للوصول إلى النجاح المتميز الذي تسعى المملكة إلى تحقيقه كل عام، وبالتطور العمراني والتنظيم في المشاعر المقدسة والحرمين الشريفين والتعاون من الجميع لخدمة الحجاج وتقديم كل ما يحتاجونه بإخلاص وتفان.

ولم يكن اهتمام المملكة بالحجاج حديث العهد، بل أسس هذا النهج القويم الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله -، ولا أدل على ذلك من البيان الذي أصدره وفد مسلمي روسيا في 15 / 7 / 1926م خلال المؤتمر الإسلامي الأول الذي عقد في مكة المكرمة، إذ شكروا فيه الملك عبدالعزيز على مواقفه الإسلامية المشرفة، وعلى اهتمامه باستتباب الأمن في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة بشكل لم يُعرف مثيله قبل قرون عديدة من عهده - رحمه الله -، ونُشر هذا البيان في العدد 83 من صحيفة "أم القرى".

الجدير بالذكر، إن متانة العلاقات السياسية بين المملكة وروسيا تجسدت منذ قديم الأزل، وعبرت عن هذه المتانة الزيارات والاتصالات المستمرة بين قيادتي البلدين على مر السنين من أجل دعم العلاقات الثنائية في جميع المجالات، وقد رصد التاريخ أول زيارة سعودية رسمية إلى روسيا عام 1932م للملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - الذي زارها بتوجيه من الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - حينما كان نائبًا له في الحجاز.



كما زارها الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - في شهر سبتمبر عام 2003م عندما كان ولياً للعهد، وأسفرت زيارته - رحمه الله - عن التوقيع على اتفاقية تعاون في قطاع النفط والغاز، ومذكرة تفاهم للتعاون العلمي والتقني وعدد من الاتفاقيات الأخرى.



وزار روسيا كذلك الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود إلى روسيا في 21 نوفمبر 2007م، وأثمرت الزيارة عن زيادة التعاون الثنائي في مجال الطاقة، وزيادة التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية والتقنية والنقل، في حين أسفرت زيارات الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - إلى روسيا عن الكثير من النتائج الإيجابية في تعزيز التنسيق بين البلدين تجاه العديد من القضايا، بالإضافة إلى دعم العلاقات الثنائية.