لم تكن «لودو ستار» مجرد لعبة بين يدي الشباب، إذ استطاعت في فترة وجيزة أن تسحب البساط من ألعاب شبابية كثيرة، فلم يعد لـ«بوكيمون» ذكرا بعد أن شاع صيتها، وغيرها من الألعاب الشعبية والإلكترونية، تجاوزت اللودو الحدود، وأصبح بمقدور الشاب أن ينافس خصما له في البرازيل وآخر في باكستان.
تلك اللعبة الوليدة أو ما تسمى باليدو أو لودو (Ludo) هي لعبة لوحية مخصصة لشخصين أو أربعة أشخاص، يكون لدى اللاعب فيها 4 قطع خاصة به يحركها عن طريق النرد وبإمكان قطع اللاعب أكل قطع اللاعب الآخر وإرجاعه إلى نقطة البداية، يعود أصل اللعبة إلى لعبة الباتشيسي الهندية، إلا أن هذه اللعبة أبسط ومعروفة أكثر في العالم وتحت أسماء مختلفة.
وقد أخذت تلك اللعبة صيتا كبيرا في فترة وجيزة وخلقت أجواء ومفارقات عجيبة، إذ فرضت نظاما جديدا وطقوسا لم يعتد عليها الشباب من قبل، فاللودو تفرض اتصالا عبر الإنترنت لتوصلك إلى حدود بعيدة وبأناس من ثقافات متنوعة.
يقول راكان السويدي عن اللعبة بأنها قديمة ولكن لم تدخل التقنية سوى من أشهر، ولم يعرفها الشباب من قديم، ولكن أخذت صيتا كبيرا وحققت انتشارا واسعا بين الشباب، فالغالبية العظمى من الشباب يلعبونها في كل الأوقات، حتى أصبحت ظاهرة كبرى في أوساط الشباب والفتيات، وهي من الألعاب التي تأخذ الوقت بشكل كبير، وتعتمد فكرتها على تكوين رصيد من الذهب، فتجد أرقاما فلكية وأرصدة كبرى، ومن تلك الأرصدة تبدأ طقوس اللعبة في جذب اللاعبين.
فيما يؤكد إبراهيم مباركي أنه يقضي جل وقته في لعبها، فيقول: دعاني بعض الأصدقاء للعب اللودو ولم أكن أعرفها في ذلك الوقت، ولكن مع القراءة وتتبع بعض الأصدقاء والاستعانة باليوتيوب، عرفت قواعدها، وبدأت تدريجيا في ممارستها، ولكن مع الأيام ومنذ أن بلغت المليون الأولى حتى صارت هي كل اهتمامي، فقد أصبح الوقت يمضي وأنا بين أصوات اللعبة مابين كاسب وخاسر.
لكن الغريب الذي يتحدث عنه المباركي أن الشباب بدأوا يأخذونها بجدية، خصوصا إذا تزايدت أرصدة الذهب، وأصبح الشاب حريصا على اقتناء كميات وأرقام فلكية، ومن طبيعة اللعبة أنها تمنح هيبة ومكانة بين اللاعبين.
ويضيف أمجد يؤكد جنون الشباب على اللودو وهي أن الأرصدة أصبحت تباع في مواقع الإنترنت وفي مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن آخرين بدأوا في منح الهدايا للمبتدئين مما تترك طعما مميزا للعبة بين الشباب، وتكسبها شعبية وتزيدها يوما عن الآخر، حتى أرى أنها اللعبة البديلة «للبلوت» والتي أخذت شعبية الجيل القديم وجزءا من الجيل الجديد، فنحن أمام لعبة سيخلدها التاريخ.
لكن التحديات التي تفرضها اللعبة على الجمهور تعدت حدود المعقول، فها هو خليل الغامدي يلعب في لودو بأكثر من حساب لجمع الكثير من النقاط، ووصل به الأمر أنه يجند أشقاءه الصغار للعب معه ومساندته لكسب الذهب، وعرض الحسابات الكبيرة للبيع، فالحساب الواحد كما يقول يساوي ألف ريال تقريبا.
وإذا كانت الإنترنت زادت من وحدة الشباب وتقوقعهم، فاللعبة ضاعفت تلك المشكلة، وهذا ما وصفه علي اليامي، فهو يلتقي أشقاءه في المنزل عبر اللعبة، ويقضي معهم وقتا كبيرا في قطع أشواط منها وكل منهم في غرفته الخاصة، ويقول: أصبح تفكيرنا منصبّا على اللعبة ويستمر ذلك التفكير طوال اليوم، وفي المساء وحين يعود الجميع إلى المنزل نلتقي ولكن عبر اللعبة أيضا، وفي بعض الأوقات كل منا في غرفته لانرى بعضنا بشكل مباشر ولكن نلتقي عبر اللعبة ومن خلال «الشات». حتى بات على الوالد والوالدة تذمرا شديدا من العزلة التي نعيشها، ودائما ما يوبخوننا بسببها، ويقول أبي إن هذه اللعبة سلبت عقولنا.
و ذكرت المستشارة الاجتماعية الدكتورة نوال الزهراني أن هذا النوع من الألعاب قد يكون له آثاره الاجتماعية السلبية والتى لاتختلف كثيرا عن آثار التعاطي مع وسائل التواصل الاجتماعي من حيث أنها تفصل الفرد عن واقعه الاجتماعي، كما أن لها دورا في إجهاض نمو التواصل الاجتماعي لدى الشباب وذلك من خلال عزلهم بين جدران هذه اللعبة مع مجموعة من الرفاق في عالم افتراضي وبالتالي حرمانه من التواصل واكتساب المهارات من خلال وسطه الاجتماعي الحي، هذا غير أن هذه اللعبة تعوّد حواس المراهق والشاب على التراخي والكسل وتبلد انفعالاته وتفقده لياقته النفسية، هذا غير أنها تخلق تنافسية غير شريفة لدى الأشخاص، إذ تشجع فيهم نهم الرغبة في الفوز والانتصار أو الاستحواذ.
فيما يفكر علي الحكمي أن يعرض حسابه للبيع، خصوصا أنه يملك نصف مليار من الذهب، وهو رقم كبير حققه بعد ثلاثة أشهر من اللعب المتواصل، تخللتها مراحل فوز ومراحل خسارة، انتهت بهذا الرصيد، ويتوقع علي أن يجلب له أكثر من ألف ريال، فهناك راغبون كثر لشراء هذه الحسابات، خصوصا التي تحقق أرقاما قياسية.
ويشير في نفس الوقت أن السوق لم يكن في السعودية فقط فهناك شباب في دول أخرى لديهم هوس كبير بهذه اللعبة.
وتضيف نوال الصاعدي أنها فتحت حسابا قبل شهر من الآن ولكن خلال الفترة الماضية عرفت أنني وقعت في فخ المتعة، فهي تعتمد على تخطي مراحل معينة وكسب المزيد من الذهب وكلما جنيت عينك على كسب المزيد، ولكن الخطأ الكبير الذي تعتبره نوال كارثة هو أن بعض الطالبات أصبحن يأخذن جوالاتهن إلى المدرسة واللعب خلال حصص الفراغ وفي الفسحة المدرسية، معتبرة أن هذا نوع من الجنون الذي يوقع المستخدمات في الخطأ.
وتزيد أمنية الودياني: إن هناك فتيات يلعبن اللودو في أثناء الدوام الرسمي في أعمالهن ومنهن معلمات وأخريات موظفات في بنوك وشركات خاصة، بل وأصبح الكثير من الفتيات يقعن فريسة بعض الهوامير في اللعبة وتبدأ بينهم علاقة هاتفية بغرض الحصول منهم على هدايا من الذهب، فاللعبة تمنح المتسابقين التواصل عبر غرف الدردشة، ويقع الابتزاز واستدراج الفتيات.
وترى أن التواصل عبر الشات بين الشباب والفتيات من الأخطاء التي تفرضها اللعبة، إذ يمكن الكثير من الشباب من الإيقاع بالفتيات، خصوصا الصغيرات، وترى أنه من الضروري أن تخضع الفتيات الصغيرات لمراقبة أسرهن وإغلاق خاصية الدردشة، والتأكيد عليهن بأن هذه مجرد لعبة لا تقدم ولا تؤخر، ويجب عليهن الحذر.
وهذا السيناريو ليس من نسج الخيال، بل حقيقة تزعج الكثير من المراجعين، وهذا ما حصل مع محمد الزهراني، الذي لجأ إلى إحدى الدوائر الحكومية، وأثناء قربه من كاونتر الاستقبال، يقول: لاحظت أن الموظف لا يجيب على أسئلتي بتركيز، إذ كان شارد الذهن وعيناه تركزان على شيء تحت طاولة المكتب، وبعد انتظار رد علي، أي خدمة، لكني لم أتأخر كثيرا، فقد اكتشفت أنه يلهو بلعبة عبر جواله، وبعد أيام تعرفت على اللعبة، وعلمت أن كثيرا من الشباب قد سرقتهم وخطفت اهتمامهم.
ورغم جمالها وروعتها لكن أصبحت تزعج الكثير من المراجعين، فموقف آخر يحكيه أحد العاملين في شركة خاصة، يقول: أثنا عملي فتحت اللعبة وقطعت شوطا كبيرا فيها، وفي فترة تركيز تحدث معي مراجع يستفسر عن أمر ما، وعندما لاحظ علي الشرود فهم أني مشغول باللودو، ضحك وسحب مني الجوال، وأغلق اللعبة، وفتح مرحلة جديدة ومنحني رصيدا كبيرا من حسابه، حينها عرفت أنه أحد الهوامير الذين سبقوني ويملك أكثر من ربع مليار نقطة.
وفي المقابل بدأت عدد من إدارات القطاع الخاص تفرض على الموظفين، خصوصا الشباب، عدم استخدام الجوال بشكل كبير، بعد أن رصدت عددا من الموظفين منشغلين بألعاب إلكترونية، فيما وزعت شركات تعاميم تهدد بالخصم والإنذار في حال اكتشفت مخالفات من هذا النوع.
تلك اللعبة الوليدة أو ما تسمى باليدو أو لودو (Ludo) هي لعبة لوحية مخصصة لشخصين أو أربعة أشخاص، يكون لدى اللاعب فيها 4 قطع خاصة به يحركها عن طريق النرد وبإمكان قطع اللاعب أكل قطع اللاعب الآخر وإرجاعه إلى نقطة البداية، يعود أصل اللعبة إلى لعبة الباتشيسي الهندية، إلا أن هذه اللعبة أبسط ومعروفة أكثر في العالم وتحت أسماء مختلفة.
وقد أخذت تلك اللعبة صيتا كبيرا في فترة وجيزة وخلقت أجواء ومفارقات عجيبة، إذ فرضت نظاما جديدا وطقوسا لم يعتد عليها الشباب من قبل، فاللودو تفرض اتصالا عبر الإنترنت لتوصلك إلى حدود بعيدة وبأناس من ثقافات متنوعة.
يقول راكان السويدي عن اللعبة بأنها قديمة ولكن لم تدخل التقنية سوى من أشهر، ولم يعرفها الشباب من قديم، ولكن أخذت صيتا كبيرا وحققت انتشارا واسعا بين الشباب، فالغالبية العظمى من الشباب يلعبونها في كل الأوقات، حتى أصبحت ظاهرة كبرى في أوساط الشباب والفتيات، وهي من الألعاب التي تأخذ الوقت بشكل كبير، وتعتمد فكرتها على تكوين رصيد من الذهب، فتجد أرقاما فلكية وأرصدة كبرى، ومن تلك الأرصدة تبدأ طقوس اللعبة في جذب اللاعبين.
فيما يؤكد إبراهيم مباركي أنه يقضي جل وقته في لعبها، فيقول: دعاني بعض الأصدقاء للعب اللودو ولم أكن أعرفها في ذلك الوقت، ولكن مع القراءة وتتبع بعض الأصدقاء والاستعانة باليوتيوب، عرفت قواعدها، وبدأت تدريجيا في ممارستها، ولكن مع الأيام ومنذ أن بلغت المليون الأولى حتى صارت هي كل اهتمامي، فقد أصبح الوقت يمضي وأنا بين أصوات اللعبة مابين كاسب وخاسر.
لكن الغريب الذي يتحدث عنه المباركي أن الشباب بدأوا يأخذونها بجدية، خصوصا إذا تزايدت أرصدة الذهب، وأصبح الشاب حريصا على اقتناء كميات وأرقام فلكية، ومن طبيعة اللعبة أنها تمنح هيبة ومكانة بين اللاعبين.
ويضيف أمجد يؤكد جنون الشباب على اللودو وهي أن الأرصدة أصبحت تباع في مواقع الإنترنت وفي مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن آخرين بدأوا في منح الهدايا للمبتدئين مما تترك طعما مميزا للعبة بين الشباب، وتكسبها شعبية وتزيدها يوما عن الآخر، حتى أرى أنها اللعبة البديلة «للبلوت» والتي أخذت شعبية الجيل القديم وجزءا من الجيل الجديد، فنحن أمام لعبة سيخلدها التاريخ.
لكن التحديات التي تفرضها اللعبة على الجمهور تعدت حدود المعقول، فها هو خليل الغامدي يلعب في لودو بأكثر من حساب لجمع الكثير من النقاط، ووصل به الأمر أنه يجند أشقاءه الصغار للعب معه ومساندته لكسب الذهب، وعرض الحسابات الكبيرة للبيع، فالحساب الواحد كما يقول يساوي ألف ريال تقريبا.
وإذا كانت الإنترنت زادت من وحدة الشباب وتقوقعهم، فاللعبة ضاعفت تلك المشكلة، وهذا ما وصفه علي اليامي، فهو يلتقي أشقاءه في المنزل عبر اللعبة، ويقضي معهم وقتا كبيرا في قطع أشواط منها وكل منهم في غرفته الخاصة، ويقول: أصبح تفكيرنا منصبّا على اللعبة ويستمر ذلك التفكير طوال اليوم، وفي المساء وحين يعود الجميع إلى المنزل نلتقي ولكن عبر اللعبة أيضا، وفي بعض الأوقات كل منا في غرفته لانرى بعضنا بشكل مباشر ولكن نلتقي عبر اللعبة ومن خلال «الشات». حتى بات على الوالد والوالدة تذمرا شديدا من العزلة التي نعيشها، ودائما ما يوبخوننا بسببها، ويقول أبي إن هذه اللعبة سلبت عقولنا.
أكدت المستشارة النفسية الدكتورة عبير الخياط أن اللودو ستار لعبة إلكترونية جديدة تُحاكي الألعاب القديمة بطريقة مبتكرة صُممت للتسلية و قضاء وقت الفراغ, كما أنها عامل قوي لتنشيط الدماغ و تحفيز الذكاء، إضافة إلى أنها سبب قوي للتركيز والنشاط الذهني, في حين كان الشخص يتعامل معها بطريقة طبيعية، أي أنها لا تأخذ كل وقته و لم يصل إلى مرحلة الإدمان عليها، والذي بدوره قد يضعف التواصل الاجتماعي لدى الفرد، مما يسبب تقوقعه على نفسه وعيشه في عالمه الخاص لفترة طويلة، قد يترك أثرا عليه مستقبلاً بأن ينعزل عن الاجتماعات العائلية و اجتماعات الأصدقاء بسبب هذه اللعبة أو لأسباب أخرى.الاجتماع يحذر من العزلة.. وعلم النفس يصفها بالذكية
و ذكرت المستشارة الاجتماعية الدكتورة نوال الزهراني أن هذا النوع من الألعاب قد يكون له آثاره الاجتماعية السلبية والتى لاتختلف كثيرا عن آثار التعاطي مع وسائل التواصل الاجتماعي من حيث أنها تفصل الفرد عن واقعه الاجتماعي، كما أن لها دورا في إجهاض نمو التواصل الاجتماعي لدى الشباب وذلك من خلال عزلهم بين جدران هذه اللعبة مع مجموعة من الرفاق في عالم افتراضي وبالتالي حرمانه من التواصل واكتساب المهارات من خلال وسطه الاجتماعي الحي، هذا غير أن هذه اللعبة تعوّد حواس المراهق والشاب على التراخي والكسل وتبلد انفعالاته وتفقده لياقته النفسية، هذا غير أنها تخلق تنافسية غير شريفة لدى الأشخاص، إذ تشجع فيهم نهم الرغبة في الفوز والانتصار أو الاستحواذ.
نهم جمع النقاط وجني الذهب في لعبة لودو ستار، خلق سوقا إلكترونية كبيرة لبيع الحسابات القوية، وذلك عبر المواقع المخصصة للبيع والشراء، أو عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، كما أظهر هوامير البيع وتجار «الجيم»، ما وضع الكثير من الاستفهامات وفرض علامات التعجب، فكيف بلعبة للتسلية تتحول إلى بيع وشراء وفتح مزادات عبر النت، فراس المرواني شاب في العشرين من العمر، بدأ اللعبة للتسلية ومع مرور الأيام تعثر في مراحلها ولم يجن الكثير من الذهب، وليساير قرناءه من الشباب قرر أن يلجأ إلى أحد المواقع التجارية والبحث عن حسابات تسجل أرصدة كبرى، يقول فراس، بمبلغ بسيط لم يتجاوز المئة ريال اشتريت رصيدا يزيد عن المئة مليون نقطة، فيما يؤكد أن آخرين يشترون حسابات جاهزة تتجاوز هذا العدد بكثير، وكل ذلك يتم من باب التباهي أمام الزملاء والأصدقاء، فيما لا يعرفون حقيقة شرائي لها وأوهمهم أنني ربحتها عبر مراحل اللعب.هوس اللعبة فتح مزادات إلكترونية لبيع النقاط
فيما يفكر علي الحكمي أن يعرض حسابه للبيع، خصوصا أنه يملك نصف مليار من الذهب، وهو رقم كبير حققه بعد ثلاثة أشهر من اللعب المتواصل، تخللتها مراحل فوز ومراحل خسارة، انتهت بهذا الرصيد، ويتوقع علي أن يجلب له أكثر من ألف ريال، فهناك راغبون كثر لشراء هذه الحسابات، خصوصا التي تحقق أرقاما قياسية.
ويشير في نفس الوقت أن السوق لم يكن في السعودية فقط فهناك شباب في دول أخرى لديهم هوس كبير بهذه اللعبة.
الفتيات اقتحمن عالم اللودو ستار وأصبحن هوامير في اللعبة من خلال جني الملايين من الذهب، وقد تكاد تكون اللعبة الوحيدة التي اجتذبت أعدادا كبيرة منهن، وأصبحن ينافسن الشباب على التربع على الصدارة، ولكن فرضت اللعبة نفسها على الوسط النسائي وأصبحت تؤرق الكثير من الفتيات اللاتي تركن مهام المنزل وبعض الواجبات المدرسية بهدف الوصول إلى مراحل متقدمة من اللعبة، تقول نهى السالمي إنها ليست مهووسة بالألعاب الإلكترونية، ولكن هذه المرة وجدت نفسها وقد انجذبت لسحر اللودو، ورغم إيمانها بالخطأ الكبير الذي ارتكبته في قضاء وقتها بدون فائدة، إلا أنها أصبحت أسيرة للمراحل التي تفرضها اللعبة، وتضيف السالمي إنها تقابل الكثير من الفتيات حول العالم وتباريهن على الذهب، وكما أن السعوديات غرقن في اللهث وراء اللودو نجد أن فتيات من أوروبا ومن أنحاء متفرقة في العالم يمارسن نفس اللعبة، وبنفس الشغف وأكثر.هوامير يبتزون الفتيات عبر «الدردشة»
وتضيف نوال الصاعدي أنها فتحت حسابا قبل شهر من الآن ولكن خلال الفترة الماضية عرفت أنني وقعت في فخ المتعة، فهي تعتمد على تخطي مراحل معينة وكسب المزيد من الذهب وكلما جنيت عينك على كسب المزيد، ولكن الخطأ الكبير الذي تعتبره نوال كارثة هو أن بعض الطالبات أصبحن يأخذن جوالاتهن إلى المدرسة واللعب خلال حصص الفراغ وفي الفسحة المدرسية، معتبرة أن هذا نوع من الجنون الذي يوقع المستخدمات في الخطأ.
وتزيد أمنية الودياني: إن هناك فتيات يلعبن اللودو في أثناء الدوام الرسمي في أعمالهن ومنهن معلمات وأخريات موظفات في بنوك وشركات خاصة، بل وأصبح الكثير من الفتيات يقعن فريسة بعض الهوامير في اللعبة وتبدأ بينهم علاقة هاتفية بغرض الحصول منهم على هدايا من الذهب، فاللعبة تمنح المتسابقين التواصل عبر غرف الدردشة، ويقع الابتزاز واستدراج الفتيات.
وترى أن التواصل عبر الشات بين الشباب والفتيات من الأخطاء التي تفرضها اللعبة، إذ يمكن الكثير من الشباب من الإيقاع بالفتيات، خصوصا الصغيرات، وترى أنه من الضروري أن تخضع الفتيات الصغيرات لمراقبة أسرهن وإغلاق خاصية الدردشة، والتأكيد عليهن بأن هذه مجرد لعبة لا تقدم ولا تؤخر، ويجب عليهن الحذر.
إذا راجعت دائرة حكومية وقابلت موظفا شابا يلهو بجواله من تحت الطاولة، ولا يعبأ بالمراجعين، فتأكد أنه في منعطف خطير في «اللودو»، وربما على مقربة من النهاية، وإذا سمعت صوت الزهر على طاولة خشبية فتأكد أنها لعبة عبر الجوال، والموظف مشغول حتى ينتهي «القيم».صوت النرد أثناء الدوام الرسمي يكشف تأخر المعاملات
وهذا السيناريو ليس من نسج الخيال، بل حقيقة تزعج الكثير من المراجعين، وهذا ما حصل مع محمد الزهراني، الذي لجأ إلى إحدى الدوائر الحكومية، وأثناء قربه من كاونتر الاستقبال، يقول: لاحظت أن الموظف لا يجيب على أسئلتي بتركيز، إذ كان شارد الذهن وعيناه تركزان على شيء تحت طاولة المكتب، وبعد انتظار رد علي، أي خدمة، لكني لم أتأخر كثيرا، فقد اكتشفت أنه يلهو بلعبة عبر جواله، وبعد أيام تعرفت على اللعبة، وعلمت أن كثيرا من الشباب قد سرقتهم وخطفت اهتمامهم.
ورغم جمالها وروعتها لكن أصبحت تزعج الكثير من المراجعين، فموقف آخر يحكيه أحد العاملين في شركة خاصة، يقول: أثنا عملي فتحت اللعبة وقطعت شوطا كبيرا فيها، وفي فترة تركيز تحدث معي مراجع يستفسر عن أمر ما، وعندما لاحظ علي الشرود فهم أني مشغول باللودو، ضحك وسحب مني الجوال، وأغلق اللعبة، وفتح مرحلة جديدة ومنحني رصيدا كبيرا من حسابه، حينها عرفت أنه أحد الهوامير الذين سبقوني ويملك أكثر من ربع مليار نقطة.
وفي المقابل بدأت عدد من إدارات القطاع الخاص تفرض على الموظفين، خصوصا الشباب، عدم استخدام الجوال بشكل كبير، بعد أن رصدت عددا من الموظفين منشغلين بألعاب إلكترونية، فيما وزعت شركات تعاميم تهدد بالخصم والإنذار في حال اكتشفت مخالفات من هذا النوع.