كنَّا قد تحدَّثنا في الحلقة السابقة الأسبوع الماضي عن كتيب بعنوان (تعليم العلوم الصحية والطبية باللغة العربية) الصادر عام 1991م عن المكتب الإقليمي لشرق البحر المتوسط، التابع لمنظمة الصحة العالمية، وتحدثنا عن بعض عناوينه وما جاء تحتها بتلخيص وتصرف، واليوم نُكمل ما بدأناه.
* الحقائق العشر حول تعريب دراسة الطب:
إن لكل قضية ثوابت ومتغيرات، وقضية التعريب ليست بدعةً، فهي أيضًا لها ثوابتها ومتغيراتها التي تكاد تصل إلى حدِّ اليقين. ومن أهم هذه المعالم الحقائق العشر التالية:
1- اللغة ليست لغة العلم فقط، لكنها لغة الثقافة والحضارة. 2-الاستعمار الأجنبي هو الذي استبدل اللغة العربية بلغته، فلغة التعليم الطبي في كلية الطب القصر العيني بمصر كانت اللغة العربية لأكثر من نصف قرن، وقُلبت للإنجليزية بعد الاحتلال البريطاني. 3-أيهما أسهل أن نُغيَّر لغة التعلم للآلاف المؤلفة من الطلاب إلى لغة غريبة لا يجدون لها مبررًا مقنعًا أم نُبقي التعليم بلغتنا الأم؟!. 4-مستوى تعليم اللغات الأجنبية في المراحل قبل الجامعية منخفض جدًا في كثير من الدول العربية، بحيث لا يكاد طالب الثانوية يعرف أولويات اللغة الأجنبية، ثم يراد له بهذا الرأسمال الضحل أن يستوعب علومًا يستصعب الأجانب أنفسهم دراستها بلغاتهم. 5-التعليم في كثير من كليات الطب العربية لا يجري باللغة الأجنبية مفردة ولا باللغة العربية مفردة، لكنه يتم بلغة ثالثة مهجَّنة. 6-لمن تؤلف الكتب وتصدر المجلات وتصاغ المصطلحات باللغة العربية، إذا لم يكن ثمة تعليم بالعربية؟! في حين لو أن التعليم بالعربية لتسابق المؤلفون إلى التأليف، واللغويون إلى وضع المصطلحات ودور النشر إلى إصدار المجلات بالعربية. 7-المصطلح العلمي ليس كل المادة الفكرية في المادة، وقد أثبتت الدراسات أن المصطلحات الطبية لا تمثل أكثر من ثلاثة ونصف في المائة من أي كتاب طبي. 8-عجز الطبيب العربي عن التدريس بالعربية ليس إلا وهمًا كبيرًا مرده الجو النفسي الذي أقيم حول التعريب، وإلا فهل يُعقل أن المرء يعجز عن أن يستعمل لغته الأم في التعبير عن أفكاره بأية مناسبة وفي أي موضوع؟! ولكن الأمر يحتاج إلى تأهيل من درسوا الطب بلغة أجنبية لحين إعداد الكوادر التي درست بالعربية، وسوف تُدرَّس بها بكل يُسرٍ وسهولة. 9-جميع دساتير الدول العربية تنصُّ على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية وقوانين الجامعات العربية تنصُّ على أن لغة التعليم هي اللغة العربية، فالعودة للأصل ـ وهو التدريس بالعربية ـ لا يحتاج إلى قانون ولا قرار، فالقرار السياسي متضمنٌ حكمًا في الدستور والقانون.
10- مع انحسار موجة الاستعمار التقليدي بدأت بلدان كثيرة في العالم تعود إلى لغاتها الأصلية، وبدأنا نتحدث من جديد عن العودة إلى الجذور العربية التي نشأنا منها وتغذَّينا عليها وصنعنا تاريخنا بل وتاريخ الثقافة في العالم من خيوطها، وهكذا بدأت حركة التعريب، وعُقدت من أجل القضية مؤتمرات، واُتخذت قرارات، وصدرت توصيات، وكان من أحدثها خطة العمل الواقعية التي أشرنا إليها في الحلقة السابقة والتي انتهى إليها السادة عمداء كليات الطب العربية في اجتماعهم بالقاهرة من 17-20 يونيو 1990م والتي تقضي باكتمال تعريب التعليم الصحي والطبي في كل كليات الوطن العربي بحلول عام ألفين.. فأين تلك القرارات، وما هو مصير تلك التوصيات، إنها أمانة في أعناق وزراء التعليم العالي ووزراء الصحة العرب، فهم من بيدهم القرار.
* دواعي تعليم العلوم الصحية والطبية باللغة العربية:
ثمة سؤال عمَّا يدفع إلى تدريس العلوم الصحية والطبية باللغة العربية بعد أن مرَّت سنوات طويلة على تدريسها باللغة الأجنبية، والجواب أن ثمة أسبابًا ودواعي عديدة تدعو إلى التعريب وتُلح عليه، وهذه الأسباب والدواعي متعددة متنوعة: نفسية، تربوية، اجتماعية، مهنية، وطنية وحضارية في آنٍ واحد.
إن المتعلِّم باللغة الأم أكثر استيعابًا لمادة التعلم من المتعلم بغيرها، وهذا ما أثبتته الدراسات وليس العواطف، والاستيعاب عون على التمثل، وتمثل المعرفة هو السبيل إلى الابتكار والإبداع.
فوائد تعليم العلوم الصحية والطبية باللغة العربية:
1- تخفيف العبء الدراسي المُرهق عن طالب الطب.
2- تشجيع التأليف والترجمة والنشر باللغة العربية.
3- مواصلة التعليم الطبي العالي والاختصاص باللغة العربية.
4- مواصلة التتبع والبحث العلمي وتطوير الممارسة.
5- تسهيل استعمال اللغة العربية في المؤتمرات والمناقشات الطبية.
6- تقريب الطبيب من مجتمعه.
7- تطوير مناهجنا وملاءمتها لما يُناسب مجتمعاتنا.
8- الإبداع والمُساهمة في تطوير العلوم الطبية.
9- التحفيز على الدراسة والتتبع.
10- التعليم باللغة الأم ليس بدعةً، فإسرائيل تُدرِّس الطب بالعبرية وفرنسا بالفرنسية وألمانيا والنمسا بالألمانية واليابان باليابانية وإيطاليا بالإيطالية والسويد بالسويدية والصين بالصينية وكوريا بالكورية وهكذا...
هذا ليس كلام عواطف إنما هو كلام مسؤولين ودراسات وتوصيات مؤتمرات وزراء الصحة العرب والمؤتمرات الإقليمية التي عقدت على مستوى العالم العربي لتعريب التعليم الطبي، والتي أكدت أن تعليم العلوم الصحية والطبية باللغة الأم هو عمل ثقافي حضاري علمي يضمن حسن الاستيعاب وييسر العملية التعليمية.
واختتم مقالتي هذه بالتوصيات التي رفعتها اللجنة المنبثقة عن مجلس كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز المنعقد بتاريخ 14 صفر 1417هـ لدراسة توصيات مؤتمر تعريب التعليم الطبي الذي عقد في الكويت من 8 - 10 أبريل 1996م.
1- التأكيد على ما جاء في مؤتمر الكويت من أن تعليم الطب باللغة العربية- فضلا عن أنه مطلب حضاري وهدف قومي- هو ضرورة تربوية وطبية وتنموية والتزام نحو أوطاننا وأمتنا التي شرَّفها الله وكرَّمها فأنزل كتابه العزيز بلسان عربي مبين.
2- التأكيد على ما جاء في تصريح معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري لجريدة (عكاظ) يوم 2 محرم 1417هـ وأدلى به أثناء ترؤسه لوفد المملكة في المؤتمر السادس للوزراء المسؤولين عن التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي الذي عُقد في الجزائر في محرم 1417هـ: من أن قضية تعريب التعليم العالي قضية أساسية، لأن التعريب أساس الانطلاقة الحقيقية للإبداع العربي في جميع المجالات ولأنه ضرورة حضارية وأحد السبل الرئيسة لاستعادة حضارتنا العربية مكانتها العالمية.
3- وضع خطة فورية من الآن لإعداد أعضاء هيئة التدريس القادرين على التدريس باللغة العربية؛ وذلك من خلال عقد الدورات والندوات التدريسية بالتعاون مع مركز تطوير التعليم الجامعي ومن قبل أساتذة أفاضل درسوا الطب بالعربية من قبل؛ سواءً من داخل المملكة أو خارجها.
4- توفير المراجع اللازمة لأعضاء هيئة التدريس والطلاب باللغة العربية ومعظمها موجود في البلاد العربية التي تُدرس الطب بالعربية كسوريا، مع ترجمة ونشر ما نحتاجه من مراجع أخرى من الآن في كل المواد.
5- المطالبة بإنشاء وحدة ترجمة متكاملة من الآن بمركز الملك فهد للبحوث الطبية بالجامعة.
6- مطالبة وزارة التعليم العالي بإنشاء هيئة عليا للترجمة والنشر على مستوى المملكة تتولى الترجمة الفورية لكل ما هو جديد في الطب وفي كل الفروع وتكون مرتبطة بجميع كليات الطب بالمملكة وبأحدث وسائل التقنية.
7- ألا يُمنح الطالب درجة البكالوريوس في الطب والجراحة ما لم يُجد اللغة الانجليزية، كتابةً وتحدثًا، وذلك من خلال اختبار تحريري وشفهي وبعد دورات لغة إنجليزية على طول سنوات الدراسة بكلية الطب.
* الحقائق العشر حول تعريب دراسة الطب:
إن لكل قضية ثوابت ومتغيرات، وقضية التعريب ليست بدعةً، فهي أيضًا لها ثوابتها ومتغيراتها التي تكاد تصل إلى حدِّ اليقين. ومن أهم هذه المعالم الحقائق العشر التالية:
1- اللغة ليست لغة العلم فقط، لكنها لغة الثقافة والحضارة. 2-الاستعمار الأجنبي هو الذي استبدل اللغة العربية بلغته، فلغة التعليم الطبي في كلية الطب القصر العيني بمصر كانت اللغة العربية لأكثر من نصف قرن، وقُلبت للإنجليزية بعد الاحتلال البريطاني. 3-أيهما أسهل أن نُغيَّر لغة التعلم للآلاف المؤلفة من الطلاب إلى لغة غريبة لا يجدون لها مبررًا مقنعًا أم نُبقي التعليم بلغتنا الأم؟!. 4-مستوى تعليم اللغات الأجنبية في المراحل قبل الجامعية منخفض جدًا في كثير من الدول العربية، بحيث لا يكاد طالب الثانوية يعرف أولويات اللغة الأجنبية، ثم يراد له بهذا الرأسمال الضحل أن يستوعب علومًا يستصعب الأجانب أنفسهم دراستها بلغاتهم. 5-التعليم في كثير من كليات الطب العربية لا يجري باللغة الأجنبية مفردة ولا باللغة العربية مفردة، لكنه يتم بلغة ثالثة مهجَّنة. 6-لمن تؤلف الكتب وتصدر المجلات وتصاغ المصطلحات باللغة العربية، إذا لم يكن ثمة تعليم بالعربية؟! في حين لو أن التعليم بالعربية لتسابق المؤلفون إلى التأليف، واللغويون إلى وضع المصطلحات ودور النشر إلى إصدار المجلات بالعربية. 7-المصطلح العلمي ليس كل المادة الفكرية في المادة، وقد أثبتت الدراسات أن المصطلحات الطبية لا تمثل أكثر من ثلاثة ونصف في المائة من أي كتاب طبي. 8-عجز الطبيب العربي عن التدريس بالعربية ليس إلا وهمًا كبيرًا مرده الجو النفسي الذي أقيم حول التعريب، وإلا فهل يُعقل أن المرء يعجز عن أن يستعمل لغته الأم في التعبير عن أفكاره بأية مناسبة وفي أي موضوع؟! ولكن الأمر يحتاج إلى تأهيل من درسوا الطب بلغة أجنبية لحين إعداد الكوادر التي درست بالعربية، وسوف تُدرَّس بها بكل يُسرٍ وسهولة. 9-جميع دساتير الدول العربية تنصُّ على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية وقوانين الجامعات العربية تنصُّ على أن لغة التعليم هي اللغة العربية، فالعودة للأصل ـ وهو التدريس بالعربية ـ لا يحتاج إلى قانون ولا قرار، فالقرار السياسي متضمنٌ حكمًا في الدستور والقانون.
10- مع انحسار موجة الاستعمار التقليدي بدأت بلدان كثيرة في العالم تعود إلى لغاتها الأصلية، وبدأنا نتحدث من جديد عن العودة إلى الجذور العربية التي نشأنا منها وتغذَّينا عليها وصنعنا تاريخنا بل وتاريخ الثقافة في العالم من خيوطها، وهكذا بدأت حركة التعريب، وعُقدت من أجل القضية مؤتمرات، واُتخذت قرارات، وصدرت توصيات، وكان من أحدثها خطة العمل الواقعية التي أشرنا إليها في الحلقة السابقة والتي انتهى إليها السادة عمداء كليات الطب العربية في اجتماعهم بالقاهرة من 17-20 يونيو 1990م والتي تقضي باكتمال تعريب التعليم الصحي والطبي في كل كليات الوطن العربي بحلول عام ألفين.. فأين تلك القرارات، وما هو مصير تلك التوصيات، إنها أمانة في أعناق وزراء التعليم العالي ووزراء الصحة العرب، فهم من بيدهم القرار.
* دواعي تعليم العلوم الصحية والطبية باللغة العربية:
ثمة سؤال عمَّا يدفع إلى تدريس العلوم الصحية والطبية باللغة العربية بعد أن مرَّت سنوات طويلة على تدريسها باللغة الأجنبية، والجواب أن ثمة أسبابًا ودواعي عديدة تدعو إلى التعريب وتُلح عليه، وهذه الأسباب والدواعي متعددة متنوعة: نفسية، تربوية، اجتماعية، مهنية، وطنية وحضارية في آنٍ واحد.
إن المتعلِّم باللغة الأم أكثر استيعابًا لمادة التعلم من المتعلم بغيرها، وهذا ما أثبتته الدراسات وليس العواطف، والاستيعاب عون على التمثل، وتمثل المعرفة هو السبيل إلى الابتكار والإبداع.
فوائد تعليم العلوم الصحية والطبية باللغة العربية:
1- تخفيف العبء الدراسي المُرهق عن طالب الطب.
2- تشجيع التأليف والترجمة والنشر باللغة العربية.
3- مواصلة التعليم الطبي العالي والاختصاص باللغة العربية.
4- مواصلة التتبع والبحث العلمي وتطوير الممارسة.
5- تسهيل استعمال اللغة العربية في المؤتمرات والمناقشات الطبية.
6- تقريب الطبيب من مجتمعه.
7- تطوير مناهجنا وملاءمتها لما يُناسب مجتمعاتنا.
8- الإبداع والمُساهمة في تطوير العلوم الطبية.
9- التحفيز على الدراسة والتتبع.
10- التعليم باللغة الأم ليس بدعةً، فإسرائيل تُدرِّس الطب بالعبرية وفرنسا بالفرنسية وألمانيا والنمسا بالألمانية واليابان باليابانية وإيطاليا بالإيطالية والسويد بالسويدية والصين بالصينية وكوريا بالكورية وهكذا...
هذا ليس كلام عواطف إنما هو كلام مسؤولين ودراسات وتوصيات مؤتمرات وزراء الصحة العرب والمؤتمرات الإقليمية التي عقدت على مستوى العالم العربي لتعريب التعليم الطبي، والتي أكدت أن تعليم العلوم الصحية والطبية باللغة الأم هو عمل ثقافي حضاري علمي يضمن حسن الاستيعاب وييسر العملية التعليمية.
واختتم مقالتي هذه بالتوصيات التي رفعتها اللجنة المنبثقة عن مجلس كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز المنعقد بتاريخ 14 صفر 1417هـ لدراسة توصيات مؤتمر تعريب التعليم الطبي الذي عقد في الكويت من 8 - 10 أبريل 1996م.
1- التأكيد على ما جاء في مؤتمر الكويت من أن تعليم الطب باللغة العربية- فضلا عن أنه مطلب حضاري وهدف قومي- هو ضرورة تربوية وطبية وتنموية والتزام نحو أوطاننا وأمتنا التي شرَّفها الله وكرَّمها فأنزل كتابه العزيز بلسان عربي مبين.
2- التأكيد على ما جاء في تصريح معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري لجريدة (عكاظ) يوم 2 محرم 1417هـ وأدلى به أثناء ترؤسه لوفد المملكة في المؤتمر السادس للوزراء المسؤولين عن التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي الذي عُقد في الجزائر في محرم 1417هـ: من أن قضية تعريب التعليم العالي قضية أساسية، لأن التعريب أساس الانطلاقة الحقيقية للإبداع العربي في جميع المجالات ولأنه ضرورة حضارية وأحد السبل الرئيسة لاستعادة حضارتنا العربية مكانتها العالمية.
3- وضع خطة فورية من الآن لإعداد أعضاء هيئة التدريس القادرين على التدريس باللغة العربية؛ وذلك من خلال عقد الدورات والندوات التدريسية بالتعاون مع مركز تطوير التعليم الجامعي ومن قبل أساتذة أفاضل درسوا الطب بالعربية من قبل؛ سواءً من داخل المملكة أو خارجها.
4- توفير المراجع اللازمة لأعضاء هيئة التدريس والطلاب باللغة العربية ومعظمها موجود في البلاد العربية التي تُدرس الطب بالعربية كسوريا، مع ترجمة ونشر ما نحتاجه من مراجع أخرى من الآن في كل المواد.
5- المطالبة بإنشاء وحدة ترجمة متكاملة من الآن بمركز الملك فهد للبحوث الطبية بالجامعة.
6- مطالبة وزارة التعليم العالي بإنشاء هيئة عليا للترجمة والنشر على مستوى المملكة تتولى الترجمة الفورية لكل ما هو جديد في الطب وفي كل الفروع وتكون مرتبطة بجميع كليات الطب بالمملكة وبأحدث وسائل التقنية.
7- ألا يُمنح الطالب درجة البكالوريوس في الطب والجراحة ما لم يُجد اللغة الانجليزية، كتابةً وتحدثًا، وذلك من خلال اختبار تحريري وشفهي وبعد دورات لغة إنجليزية على طول سنوات الدراسة بكلية الطب.