منذ إنشاء كلية التربية للبنات بالرياض قبل 38 عامًا، وهي تخرّج معلمات في مختلف التخصصات العلمية والأدبية، حتى اكتفت مدينة الرياض من المعلمات، وبقيت المئات من الخريجات بدون عمل، ولم يكن تخصص الرياضيات استثناء، وإن كان آخرها اكتفاء.
ومن هذا المنطلق، ومع الموافقة السامية على إنشاء كلية للعلوم في جامعة الرياض للبنات، فقد رأت إدارة الجامعة مناسبة تحويل كلية التربية بالرياض إلى كلية علوم.
وكُلفت، ضمن لجنة إعداد الخطة، بمسؤولية إعداد خطة قسم الرياضيات، ودار النقاش بين أعضاء لجنة الرياضيات، حول المقررات الملائمة لإعداد الخريجات لسوق العمل، لكي لا تتكرر المشكلة، وعندها طرح السؤال الأكبر ما هي فرص العمل المتاحة لخريجات الرياضيات؟
وعلى الرغم من أن إدارة الجامعة قد خاطبت الجهات ذات العلاقة من الوزارات والقطاع الخاص لمعرفة الإجابة على السؤال، إلا أننا لم نتلق أية إجابة، ولا أظننا سنفعل.
ذلك أن دراسة الرياضيات ليست كالطب أو الصيدلة أو غيرهما من التخصصات التي تعد الخريجة لممارسة مهنة معينة حال تخرجها، لكنها تعدها لتكون مؤهلة بعدد من المهارات كمهارة التفكير المنطقي والتحليل والتعليل ووضع الفروض واختبار صحتها وحل المشكلات واتخاذ القرارات، كما تزودها بكيفية تطبيق الرياضيات في التخصصات الأخرى، إلى جانب مهارة استخدام الحاسب الآلي في الرياضيات.
هذه المهارات إلى جانب ما تدرسه الطالبة من مقررات أخرى غير رياضية، تكسبها مهارة الاتصال وفن الحوار والعمل الجماعي والقدرة على التنظيم والصبر والمثابرة، تؤهل الخريجة لممارسة المهنة التي ترغبها بعد اجتياز برنامج إضافي سواء ماجستير أو دبلوم عالي أو دورة تدريبية تخصصية.
وليس كل ما تدرسه الطالبة في قسم الرياضيات تستخدمه في مجال العمل لاحقًا، لكنه سيمثل خلفية رياضية صلبة تساعدها على فهم ما تحتاجه من دورات تخصصية في مجال عملها، كما أن دراسة الرياضيات تحتاج من الجهد والمتابعة الكثير مما يسهل معه دراسة أي علم آخر بعد ذلك.
ومع ثورة الحاسب الآلي أصبحت الرياضيات قابلة للتطبيق في جميع مجالات الحياة، فمتى ما وجد نظام حركي ووجدت البيانات استخدمت طرق النمذجة الرياضية المتقطعة لتمثيل هذه الأنظمة ثم افتراض الحلول واختبار مدى صحتها، ومن هنا كان من الضروري تدريس مقررات في الرياضيات الحاسبة والرياضيات القابلة للتطبيق والإحصاء والاحتمالات كعلوم ملائمة لعصر المعلومات الحالي.
أما الأعمال التي يمكن لخريجات الرياضيات ممارستها متى ما توفرت، فيمكن العمل في أي عمل ذي طبيعة رياضية أو يحتاج مهارات رياضية كتحليل النظم أو العمل في شركات تعمل في البورصة، حيث يمكن تصميم خوارزميات لتوقع ما يمكن ارتفاعه أو انخفاضه من الأسهم، كذلك العمل في أقسام نسائية في شركات التأمين والبنوك، التي يبدو أن أقسامها النسائية مرشحة للنمو مع تحول نظرة الكثير من النساء العاملات إلى التفكير الاستثماري بدلا عن التوجه الاستهلاكي الذي ساد حياتنا لسنوات، إلى جانب العمل كأستاذة جامعية عند إكمال دراستها العليا.
ويبقى الأهم من ذلك كله، ضرورة الموازنة بين القدرة والرغبة في دراسة الرياضيات، وتمتّع من يدرس الرياضيات بحدٍ معقول من الاستعداد الذهني والصبر والمثابرة، وقدرة على التعلم الذاتي والتعلم التعاوني، وقدر كبير من الطموح، فمع هذه الصفات يمكن أن يستفيد مما يدرسه وعندها سيجد المجال مفتوحًا له للالتحاق بأي عمل بعد دراسة متطلباته.
fma34@yahoo.com
ومن هذا المنطلق، ومع الموافقة السامية على إنشاء كلية للعلوم في جامعة الرياض للبنات، فقد رأت إدارة الجامعة مناسبة تحويل كلية التربية بالرياض إلى كلية علوم.
وكُلفت، ضمن لجنة إعداد الخطة، بمسؤولية إعداد خطة قسم الرياضيات، ودار النقاش بين أعضاء لجنة الرياضيات، حول المقررات الملائمة لإعداد الخريجات لسوق العمل، لكي لا تتكرر المشكلة، وعندها طرح السؤال الأكبر ما هي فرص العمل المتاحة لخريجات الرياضيات؟
وعلى الرغم من أن إدارة الجامعة قد خاطبت الجهات ذات العلاقة من الوزارات والقطاع الخاص لمعرفة الإجابة على السؤال، إلا أننا لم نتلق أية إجابة، ولا أظننا سنفعل.
ذلك أن دراسة الرياضيات ليست كالطب أو الصيدلة أو غيرهما من التخصصات التي تعد الخريجة لممارسة مهنة معينة حال تخرجها، لكنها تعدها لتكون مؤهلة بعدد من المهارات كمهارة التفكير المنطقي والتحليل والتعليل ووضع الفروض واختبار صحتها وحل المشكلات واتخاذ القرارات، كما تزودها بكيفية تطبيق الرياضيات في التخصصات الأخرى، إلى جانب مهارة استخدام الحاسب الآلي في الرياضيات.
هذه المهارات إلى جانب ما تدرسه الطالبة من مقررات أخرى غير رياضية، تكسبها مهارة الاتصال وفن الحوار والعمل الجماعي والقدرة على التنظيم والصبر والمثابرة، تؤهل الخريجة لممارسة المهنة التي ترغبها بعد اجتياز برنامج إضافي سواء ماجستير أو دبلوم عالي أو دورة تدريبية تخصصية.
وليس كل ما تدرسه الطالبة في قسم الرياضيات تستخدمه في مجال العمل لاحقًا، لكنه سيمثل خلفية رياضية صلبة تساعدها على فهم ما تحتاجه من دورات تخصصية في مجال عملها، كما أن دراسة الرياضيات تحتاج من الجهد والمتابعة الكثير مما يسهل معه دراسة أي علم آخر بعد ذلك.
ومع ثورة الحاسب الآلي أصبحت الرياضيات قابلة للتطبيق في جميع مجالات الحياة، فمتى ما وجد نظام حركي ووجدت البيانات استخدمت طرق النمذجة الرياضية المتقطعة لتمثيل هذه الأنظمة ثم افتراض الحلول واختبار مدى صحتها، ومن هنا كان من الضروري تدريس مقررات في الرياضيات الحاسبة والرياضيات القابلة للتطبيق والإحصاء والاحتمالات كعلوم ملائمة لعصر المعلومات الحالي.
أما الأعمال التي يمكن لخريجات الرياضيات ممارستها متى ما توفرت، فيمكن العمل في أي عمل ذي طبيعة رياضية أو يحتاج مهارات رياضية كتحليل النظم أو العمل في شركات تعمل في البورصة، حيث يمكن تصميم خوارزميات لتوقع ما يمكن ارتفاعه أو انخفاضه من الأسهم، كذلك العمل في أقسام نسائية في شركات التأمين والبنوك، التي يبدو أن أقسامها النسائية مرشحة للنمو مع تحول نظرة الكثير من النساء العاملات إلى التفكير الاستثماري بدلا عن التوجه الاستهلاكي الذي ساد حياتنا لسنوات، إلى جانب العمل كأستاذة جامعية عند إكمال دراستها العليا.
ويبقى الأهم من ذلك كله، ضرورة الموازنة بين القدرة والرغبة في دراسة الرياضيات، وتمتّع من يدرس الرياضيات بحدٍ معقول من الاستعداد الذهني والصبر والمثابرة، وقدرة على التعلم الذاتي والتعلم التعاوني، وقدر كبير من الطموح، فمع هذه الصفات يمكن أن يستفيد مما يدرسه وعندها سيجد المجال مفتوحًا له للالتحاق بأي عمل بعد دراسة متطلباته.
fma34@yahoo.com