رغم خروج الاحتلال الاسرائيلي من غزة الا ان واقع الحال على الارض يؤكد عكس ذلك فهو يتحكم في كل شيء برا وبحرا وجوا فالمعابر تحت رحمته والكهرباء في قبضته والمياه يسرقها ليل نهار.غزة لم تحرر بعد وهذه هي الحقيقة المؤلمة التي كشفت عنها الازمة الراهنة .. لكن مازاد الطين بلة على الغزاويين هو ماحدث يوم السادس عشر من يونيو الماضي فهذا هو اليوم الذي انقلبت فيه حماس على السلطة الفلسطينية واستولت على القطاع وهنا بدأت مليشياتها تمارس عمليات الاعتقال والمطاردة لاسيما لعناصر فتح ما ادى الى حدوث مواجهات واقتتال اسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين. وكأنه كتب على اهالى غزة ان يذوقوا الامرين .. مر اسرائيل و مر حماس . ومرالخلافات الفلسطينية الفلسطينة.ولليوم الثالث على التوالي تواصلت الأزمة الإنسانية في قطاع غزة رغم بدء وصول الوقود الجزئي جراء الحصار الظالم الذي فرضته إسرائيل على مليون ونصف مليون نسمة ، وعانى المواطنون من انقطاع التيار الكهربائي الذي تسبب في توقف جميع المرافق الحيوية وأهمها خدمات المستشفيات التي باتت عاجزة عن تقديم المساعدات للمرضى .
مع بداية اليوم الثالث الذي اشتد فيه الحصار تجولت "عكـاظ" في غزة لرصد رد فعل المواطنين الذين هرعوا إلى الأسواق للتزود بالمواد الغذائية ،وأثار انتباهنا انشغال الجميع بالسؤال هل من مخابز تعمل ؟وكان الجميع على استعداد للذهاب إلى أي مكان في المدينة وحتى الخروج خارج المدينة سيرا على الأقدام للفوز برغيف خبز .
وأمام أحد المتاجر وقفت مجموعة من السيدات كل واحدة تبث همومها للأخرى ، وقالت إحداهن : الغاز انقطع من البيت و لا اجد ما أطبخ به فنزلت للسوق واشتريت موقدا يعمل على الكهرباء ومن "عميان" القلب نسيت ان الكهرباء مقطوعة ايضا فدفعت 40 شيقلا مايساوى (10 دولارات ) بسبب عدم التركيز، وقالت وهي تضرب كفا بكف :لو في شجر بالبلد لأروح اجمع حطب حتى أخبز . وداخل المحلات التجارية هرع المواطنون الغزاويون للبحث عن الشمع وفتائل الغاز والجاز وبلورات وزجاج "الشمبر" الذي يعمل بالغاز وكل ما يتعلق بالإضاءة ، وبعضهم يسأل أين أجد الجاز من أجل التزود ولو بلتر واحد من أ جل الإضاءة ، والبعض الآخر كان يبحث عن الفحم للتدفئة ، وكل مواطن كان منشغلاً بالبحث عن ضالته حتى لو وجدت كان الكثير منهم يقف حائرا بسبب الارتفاع الهائل في الأسعار ، وعجز الكثير عن دفع ثمنها ، بسبب ارتفاع نسبة الفقر والبطالة التي تفشت بشكل مخيف في صفوف المواطنين والذين باتوا لا يجدون ثمن رغيف الخبز لأبنائهم ، ولم يعد بمقدورهم دفع ما هو فوق طاقتهم من أجل مواجهة انقطاع التيار الكهربائي الذي بات هما يضاف إلى همومهم اليومية .
انقطاع المياه
ومن أهم المشاكل التي واجهت المواطنين وخاصة من يقطنون في الأبراج السكنية العالية مشكلة انقطاع المياه ، فكانوا يضطرون لشراء مياه الشرب بأضعاف ثمنها لملء الأوعية وأواني الطبخ من أجل مواجهة مشكلة انقطاع المياه عن المنازل ، وباتت كل ربة منزل تحرص على كل قطرة مياه كي تستطيع مواجهة الأيام المقبلة خشية عدم تمكنها من التزود بالماء مرة ثانية. وبعيدا عن الهموم الكثيرة والتي لا يستطيع المرء حصرها كانت الأحاديث الجانبية بين المواطنين حول الحصار والمتسبب بهذا الحصار ، وأجمع الجميع على أن إسرائيل تمادت بإجرامها بعد زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش ، مؤكدين أنه لولا حصول إسرائيل على الضوء الأخضر لما ارتفعت وتيرة جرائمها خلال الأسبوع المنصرم .
خلافات فتح وحماس
وقال د. عبد الكريم . إن إسرائيل تمادت بإجرامها بعد جولة الرئيس الأميركي للمنطقة ، مؤكدا أنه لولا حصول إسرائيل على ضوء أخضر أميركي لما أقدمت على هذه الأعمال التي فاقت في إجرامها كل تصور . وأضاف أن الجانب الفلسطيني يتحمل أيضا مسؤولية الأوضاع الكارثية التي وصلت إليها الساحة الفلسطينية ، فالخلافات الحادة التي وقعت بين حركتي فتح وحماس وعمليات القتل التي وقعت في قطاع غزة شجعت إسرائيل على التمادي بسياستها الإجرامية وتماديها بعمليات القتل والاغتيال .اما أبو أحمد الأخرس سائق سيارة فحمل حركة " حماس" مسؤولية الأوضاع الكارثية التي وقعت في قطاع غزة ، بسبب انقلابها على الشرعية الفلسطينية وعدم احترامها للاتفاقيات التي وقعتها السلطة الوطنية مع الجانب الإسرائيلي . وأضاف أن استمرار حركتي حماس والجهاد في إطلاق الصواريخ العبثية على البلدات الإسرائيلية والتي لا تصيب الإسرائيليين سوى بالهلع أعطت إسرائيل الذريعة لضرب الشعب الفلسطيني.
خلافاتنا لصالح اسرائيل
اما علي الفراوي (أستاذ جامعي) فحمّل حركتي " فتح " و"حماس" مسؤولية الأوضاع الكارثية في قطاع غزة ، وقال كان الأجدر بالحركتين أن تتفقا وتوحدا صفوفهما في مواجهة العدو الإسرائيلي بدل الخلافات الداخلية التي تصب في مصلحة إسرائيل . ودعا حماس الى العودة عن انقلابها والاعتذار للشعب عما اقترفته من أجل بدء حوار بين الحركتين . من جهته قال عارف فايز (طبيب أطفال) ان زيادة وتيرة الحصار والخناق على قطاع غزة سيؤدي حتما إلى نتائج كارثية تنعكس سلبا بالتأكيد على حركة "حماس" ما سيضطرها إلى تقديم تنازلات على الأرض وأضاف أن حماس لن تستطيع أن تضبط الأوضاع في قطاع غزة منفردة ، بل عليها أن تعود الى الصف الفلسطيني ومحاورة القيادة الفلسطينية.
مع بداية اليوم الثالث الذي اشتد فيه الحصار تجولت "عكـاظ" في غزة لرصد رد فعل المواطنين الذين هرعوا إلى الأسواق للتزود بالمواد الغذائية ،وأثار انتباهنا انشغال الجميع بالسؤال هل من مخابز تعمل ؟وكان الجميع على استعداد للذهاب إلى أي مكان في المدينة وحتى الخروج خارج المدينة سيرا على الأقدام للفوز برغيف خبز .
وأمام أحد المتاجر وقفت مجموعة من السيدات كل واحدة تبث همومها للأخرى ، وقالت إحداهن : الغاز انقطع من البيت و لا اجد ما أطبخ به فنزلت للسوق واشتريت موقدا يعمل على الكهرباء ومن "عميان" القلب نسيت ان الكهرباء مقطوعة ايضا فدفعت 40 شيقلا مايساوى (10 دولارات ) بسبب عدم التركيز، وقالت وهي تضرب كفا بكف :لو في شجر بالبلد لأروح اجمع حطب حتى أخبز . وداخل المحلات التجارية هرع المواطنون الغزاويون للبحث عن الشمع وفتائل الغاز والجاز وبلورات وزجاج "الشمبر" الذي يعمل بالغاز وكل ما يتعلق بالإضاءة ، وبعضهم يسأل أين أجد الجاز من أجل التزود ولو بلتر واحد من أ جل الإضاءة ، والبعض الآخر كان يبحث عن الفحم للتدفئة ، وكل مواطن كان منشغلاً بالبحث عن ضالته حتى لو وجدت كان الكثير منهم يقف حائرا بسبب الارتفاع الهائل في الأسعار ، وعجز الكثير عن دفع ثمنها ، بسبب ارتفاع نسبة الفقر والبطالة التي تفشت بشكل مخيف في صفوف المواطنين والذين باتوا لا يجدون ثمن رغيف الخبز لأبنائهم ، ولم يعد بمقدورهم دفع ما هو فوق طاقتهم من أجل مواجهة انقطاع التيار الكهربائي الذي بات هما يضاف إلى همومهم اليومية .
انقطاع المياه
ومن أهم المشاكل التي واجهت المواطنين وخاصة من يقطنون في الأبراج السكنية العالية مشكلة انقطاع المياه ، فكانوا يضطرون لشراء مياه الشرب بأضعاف ثمنها لملء الأوعية وأواني الطبخ من أجل مواجهة مشكلة انقطاع المياه عن المنازل ، وباتت كل ربة منزل تحرص على كل قطرة مياه كي تستطيع مواجهة الأيام المقبلة خشية عدم تمكنها من التزود بالماء مرة ثانية. وبعيدا عن الهموم الكثيرة والتي لا يستطيع المرء حصرها كانت الأحاديث الجانبية بين المواطنين حول الحصار والمتسبب بهذا الحصار ، وأجمع الجميع على أن إسرائيل تمادت بإجرامها بعد زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش ، مؤكدين أنه لولا حصول إسرائيل على الضوء الأخضر لما ارتفعت وتيرة جرائمها خلال الأسبوع المنصرم .
خلافات فتح وحماس
وقال د. عبد الكريم . إن إسرائيل تمادت بإجرامها بعد جولة الرئيس الأميركي للمنطقة ، مؤكدا أنه لولا حصول إسرائيل على ضوء أخضر أميركي لما أقدمت على هذه الأعمال التي فاقت في إجرامها كل تصور . وأضاف أن الجانب الفلسطيني يتحمل أيضا مسؤولية الأوضاع الكارثية التي وصلت إليها الساحة الفلسطينية ، فالخلافات الحادة التي وقعت بين حركتي فتح وحماس وعمليات القتل التي وقعت في قطاع غزة شجعت إسرائيل على التمادي بسياستها الإجرامية وتماديها بعمليات القتل والاغتيال .اما أبو أحمد الأخرس سائق سيارة فحمل حركة " حماس" مسؤولية الأوضاع الكارثية التي وقعت في قطاع غزة ، بسبب انقلابها على الشرعية الفلسطينية وعدم احترامها للاتفاقيات التي وقعتها السلطة الوطنية مع الجانب الإسرائيلي . وأضاف أن استمرار حركتي حماس والجهاد في إطلاق الصواريخ العبثية على البلدات الإسرائيلية والتي لا تصيب الإسرائيليين سوى بالهلع أعطت إسرائيل الذريعة لضرب الشعب الفلسطيني.
خلافاتنا لصالح اسرائيل
اما علي الفراوي (أستاذ جامعي) فحمّل حركتي " فتح " و"حماس" مسؤولية الأوضاع الكارثية في قطاع غزة ، وقال كان الأجدر بالحركتين أن تتفقا وتوحدا صفوفهما في مواجهة العدو الإسرائيلي بدل الخلافات الداخلية التي تصب في مصلحة إسرائيل . ودعا حماس الى العودة عن انقلابها والاعتذار للشعب عما اقترفته من أجل بدء حوار بين الحركتين . من جهته قال عارف فايز (طبيب أطفال) ان زيادة وتيرة الحصار والخناق على قطاع غزة سيؤدي حتما إلى نتائج كارثية تنعكس سلبا بالتأكيد على حركة "حماس" ما سيضطرها إلى تقديم تنازلات على الأرض وأضاف أن حماس لن تستطيع أن تضبط الأوضاع في قطاع غزة منفردة ، بل عليها أن تعود الى الصف الفلسطيني ومحاورة القيادة الفلسطينية.