بين الحياة والموت، خيط رقيق، لا يكاد أحد يشعر به، ثمة ثوان، قد تميت أو تحيي، لم يكن محافظ محايل عسير محمد المتحمي الذي جلس بديلا على مقعد «فارس الطُرقي» المصوّر الخاص للأمير منصور بن مقرن، يدري أن الأقدار كتبت له الرحلة الأخيرة، وأن حياة جديدة كتبت للمصور، الذي تخلف عن رحلة العودة والموت بسبب اكتمال مقاعد البلاك هوك.
يروي فارس الطرقي لـ «عكاظ» كل ما جرى، كان حزنه على رحيل من كانوا معه أعظم من فرحته بالنجاة، يقول إن النقيب الراحل عبدالله الشهري مرافق الشؤون الخاصة للأمير وعده بأن يكون ضمن المرافقين في الطائرة برحلة العودة، فمهنته ووظيفته كمصور يتطلّب منه توثيق كل جولات الأمير منذُ تحركه حتى عودته من أي موقع.
يضيف فارس أن النقيب الشهري اعتذر له عن عدم إمكانية استيعابه في الطائرة في رحلة الذهاب، ووعده بأنه سيكون من ضمن العائدين على متن الرحلة، «غادرت مع الموكب الخاص والشرطة العسكرية برا إلى مركز سعيدة الصوالحة لاستقبال الأمير هناك، وهذا ما حدث، إذ تجول الأمير الراحل على مراكز البرك والقحمة والصوالحة لمتابعة المشاريع ومنها تطوير الواجهات البحرية التابعة لمنطقة عسير.
يواصل فارس الطرقي، قصة الرحلة الأخيرة ويضيف: فاجأنا الأمير منصور بإصراره على قيادة سيارته الخاصة «جيب لكزس» بنفسه متجولا على طريق الساحل متفقداً الواجهات البحرية، ظل يقود السيارة يرافقه أمين عسير ومدير عام الزراعة ومحافظ محايل ورئيس بلدية محايل، ثم عاد إلى موقع الاجتماع ببلدية البرك ليلتقي المسؤولين، «من الأشياء التي لفتت نظري أنه ظل حريصا على الاستماع للمسؤولين والمواطنين، خصوصا كبار السن ولم يتجاهل أي شخص مهما كان موقعه»، أخبار مخيفة عن اللحظات الأخيرة يقول فارس الطرقي لـ «عكاظ» بأنه حاول تذكير النقيب الراحل الشهري بوعده له بالعودة ضمن الوفد المرافق للأمير غير أن الشهري أشار إليه بيده يطلب منه التريث والانتظار، فجأةً بلا مقدمات ذهب محافظ محايل عسير محمد المتحمي من النافذة لجهة الأمير وطلب السماح له بمرافقتهم إلى أبها، ولم يمانع الأمير، فصعد المتحمي إلى سلم الطائرة مبتسما وهو يلوح بيده كأنه يلقي علينا تحية الوداع، يضيف فارس أن النقيب الشهري أشار إليه بيده عن اكتمال مقاعد الطائرة، عندها أيقنت بأنه لا مجال لي لمرافقة الأمير بالطائرة، وعُدت مع الموكب إلى مطار أبها لاستقبال الأمير، وطال انتظارنا للطائرة في مطار أبها، ووصلتنا أخبار مخيفة باختفاء الطائرة وأخبار أخرى بسقوطها وتحطمها، وطُلب منا التوجه فورا إلى موقع السقوط في متنزه السحاب بالسودة، حتى تم الإعلان رسميا عن سقوط الطائرة ووفاة كل ركابها.
«شعرت بالحزن العميق وعدت بذاكرتي قليلا إلى الوراء ومحاولاتي الانضمام إلى الوفد المرافق بالطائرة، قلت في نفسي أن الله سبحانه وتعالى كتب لي النجاة والحياة من جديد. فقدت من كان أباً لي وموجهاً لي، الأمير منصور، الرجل المتواضع الذي أحبه الجميع، وأسأل الله تعالى لمن رحلوا أن يدخلهم واسع رحمته وأن يلهمنا جميعا الصبر وحسن العزاء».
يروي فارس الطرقي لـ «عكاظ» كل ما جرى، كان حزنه على رحيل من كانوا معه أعظم من فرحته بالنجاة، يقول إن النقيب الراحل عبدالله الشهري مرافق الشؤون الخاصة للأمير وعده بأن يكون ضمن المرافقين في الطائرة برحلة العودة، فمهنته ووظيفته كمصور يتطلّب منه توثيق كل جولات الأمير منذُ تحركه حتى عودته من أي موقع.
يضيف فارس أن النقيب الشهري اعتذر له عن عدم إمكانية استيعابه في الطائرة في رحلة الذهاب، ووعده بأنه سيكون من ضمن العائدين على متن الرحلة، «غادرت مع الموكب الخاص والشرطة العسكرية برا إلى مركز سعيدة الصوالحة لاستقبال الأمير هناك، وهذا ما حدث، إذ تجول الأمير الراحل على مراكز البرك والقحمة والصوالحة لمتابعة المشاريع ومنها تطوير الواجهات البحرية التابعة لمنطقة عسير.
يواصل فارس الطرقي، قصة الرحلة الأخيرة ويضيف: فاجأنا الأمير منصور بإصراره على قيادة سيارته الخاصة «جيب لكزس» بنفسه متجولا على طريق الساحل متفقداً الواجهات البحرية، ظل يقود السيارة يرافقه أمين عسير ومدير عام الزراعة ومحافظ محايل ورئيس بلدية محايل، ثم عاد إلى موقع الاجتماع ببلدية البرك ليلتقي المسؤولين، «من الأشياء التي لفتت نظري أنه ظل حريصا على الاستماع للمسؤولين والمواطنين، خصوصا كبار السن ولم يتجاهل أي شخص مهما كان موقعه»، أخبار مخيفة عن اللحظات الأخيرة يقول فارس الطرقي لـ «عكاظ» بأنه حاول تذكير النقيب الراحل الشهري بوعده له بالعودة ضمن الوفد المرافق للأمير غير أن الشهري أشار إليه بيده يطلب منه التريث والانتظار، فجأةً بلا مقدمات ذهب محافظ محايل عسير محمد المتحمي من النافذة لجهة الأمير وطلب السماح له بمرافقتهم إلى أبها، ولم يمانع الأمير، فصعد المتحمي إلى سلم الطائرة مبتسما وهو يلوح بيده كأنه يلقي علينا تحية الوداع، يضيف فارس أن النقيب الشهري أشار إليه بيده عن اكتمال مقاعد الطائرة، عندها أيقنت بأنه لا مجال لي لمرافقة الأمير بالطائرة، وعُدت مع الموكب إلى مطار أبها لاستقبال الأمير، وطال انتظارنا للطائرة في مطار أبها، ووصلتنا أخبار مخيفة باختفاء الطائرة وأخبار أخرى بسقوطها وتحطمها، وطُلب منا التوجه فورا إلى موقع السقوط في متنزه السحاب بالسودة، حتى تم الإعلان رسميا عن سقوط الطائرة ووفاة كل ركابها.
«شعرت بالحزن العميق وعدت بذاكرتي قليلا إلى الوراء ومحاولاتي الانضمام إلى الوفد المرافق بالطائرة، قلت في نفسي أن الله سبحانه وتعالى كتب لي النجاة والحياة من جديد. فقدت من كان أباً لي وموجهاً لي، الأمير منصور، الرجل المتواضع الذي أحبه الجميع، وأسأل الله تعالى لمن رحلوا أن يدخلهم واسع رحمته وأن يلهمنا جميعا الصبر وحسن العزاء».