الحوار مع رئيس أدبي الأحساء الدكتور ظافر الشهري ماتع، بحكم جرأته في الطرح، وشفافيته، وصدقه في قول ما يختلج في داخله، دون مواربة، وكم أثار حفيظة زملائه رؤساء الأندية الأدبية بآرائه حول عدم قناعته في استمرارهم في المجالس الحالية، ولو كان الأمر بيده -كما قال هنا- لأخرجهم جميعاً، وهنا نص الحوار:
• كيف تقيّم تجربة الأندية الأدبية بصفتك أحد الفاعلين من خلالها؟
•• تجربة الأندية الأدبية في ظل مجالسها المنتخبة الحالية التي مرَّ عليها أكثر من خمس سنوات، لاشك أنها تجربة ليست سيئة، وإن كانت متفاوتة من حيث النجاح والإخفاق، هناك أندية استطاعت أن تستثمر ما حصلت عليه من دعم الدولة ومن بناء شراكاتها مع مجتمعها ورجال الأعمال في تشييد مقرات جديدة وجيدة، ومارست هذه الأندية برامجها وأنشطتها المتنوعة وفق خطط مدروسة، وهناك أندية أخرى لديها مقرات مسبقا استثمرت الدعم في تنويع برامجها وأنشطتها ولا يمكن لمنصف أن يتجاهل هذا، وبالمقابل لا يمكن لأي متابع لهذه الأندية الأدبية أن ينكر أن هناك أندية لا يزال أداؤها متواضعا ولا أعرف هنا أسباب ذلك. لكني أستطيع القول: إن التجربة التي مرت وتمر بها الأندية الأدبية في الوقت الحاضر بالمجمل جيدة، وليست كما يثار أحيانا في وسائل الإعلام المختلفة من تعميم الإخفاق على الأندية الأدبية جميعها بشكل عام.
• ماذا ينقص مؤسساتنا الثقافية؟
•• سأكون شفافا في الإجابة على هذا السؤال -وأرجو ألا يفسر كلامي على غير وجهه وبأنني أنتقص من أي شخص حاشا لله هذا ليس قصدي- فأقول إجابة على سؤالك: ينقص بعض مؤسساتنا الثقافية الإدارة الناجحة. مؤسساتنا الثقافية؛ وفي مقدمتها الأندية الأدبية، تحتاج لإدارات يكون هدفها الأول والأخير خدمة الثقافة والمثقف في وطننا الغالي والتماهي مع رؤية المملكة ٢٠٣٠ ومناسبات الوطن المختلفة والانفتاح على الثقافة بمفهومها الواسع، والوقوف على مسافة واحدة من الأطياف الثقافية وبخاصة طيف الشباب من الجنسين؛ لأنهم ذخيرة الوطن وعدته وإشراكهم في صناعة منجز ثقافي يرضي الجميع ويوجه للجميع ولا يختص بالنخب فقط، إضافة إلى إيجاد شراكات مجتمعية مع شرائح المجتمع بما فيها شريحة رجال الأعمال لدعم هذه المؤسسات الثقافية وتبني مشاريعها، وهذا أمر نجحت فيه بعض الأندية الأدبية، وأستطيع القول: إن نادي الأحساء الأدبي أحدها.
• هل للأضواء والمال دور في تكالب بعض المثقفين على مجالس إدارات الأندية الأدبية؟
•• أي شخص من المحسوبين على الوسط الثقافي يسعى بحرص إلى أي منصب في أي مؤسسة ثقافية، ويكون هدفه الأساس من الحصول على هذا المنصب أو ذاك الأضواء والمال، كما ذكرت في سؤالك، لا شك أنه سيسقط سريعا وينكشف ضعفه وسوء تدبيره في إدارة المؤسسة ويتجاوزه الزمن؛ لأنه سيفشل حتما في عمله، ومع هذا أتساءل أي مال وأي أضواء يمكن أن يحصل عليها من رئاسة مجلس إدارة نادٍ أدبي؟ إن من يدير النادي ماليا وإداريا هو مجلس الإدارة ومن خلف مجلس الإدارة الجمعية العمومية، إلا إذا كان الهدف الوصول لمكافأة رئيس مجلس الإدارة، فأؤكد لك أن مسمى هذه المكافأة أكبر منها، وباختصار شديد أقول: يا سيدي العمل الثقافي عند المخلصين أكبر وأسمى من المال والأضواء، العمل الثقافي واجهة حضارية للوطن ومؤسساته الثقافية، يعرفها المخلصون الذين يَرَوْن أن المكان تكليف وليس وجاهة أو بهرجة أو سعيا للمال والأضواء كما ذكرت في سؤالك.
• لماذا كانت الأندية وما زالت موضع نقد وغير مرضيٍّ عنها؟
•• هذا السؤال يمكن أن يجيب عليه من ينتقد هذه الأندية، وإن كنت أرى أن تجربة انتخابات مجالس الإدارة في الدورة الأولى -رغم أنها إيجابية- إلا أنها أفرزت ملاحظات وتكتلات نتيجة الثغرات الخطيرة في اللائحة، وهو ما خلق عدم رضى عند كثير من المثقفين الذين لم يقتنعوا بالتجربة، أضف إلى ذلك الاختلافات وعدم التجانس التي طرأت في بعض مجالس الإدارة، وعدم قيام الجمعيات العمومية بدورها كما يجب، مما عطل كثيرا من طموحات المثقفين وما كانوا يأملونه من هذه المجالس، وهنا كانت هذه الأندية موضع نقد وغير مرضيٍّ عنها، ومن الإنصاف ألا يعمم مثل هذا النقد وعدم الرضى على الجميع حتى لا تصادر جهود المخلصين في هذه المؤسسات الثقافية.
• ناديت في أكثر من مناسبة بترك رئاسة النادي، ما دافع ذلك؟
•• نعم أنا ناديت وما زلت أنادي بترك المكان، وتواصلت مع الجهة المسؤولة في الوزارة بهذا الخصوص أكثر من مرة؛ لأنني مقتنع أن الوقت قد حان لضخ دماء جديدة مؤهلة في مجالس إدارات الأندية الأدبية، وقلت في حديث سابق: لو كان لي من الأمر شيء في وزارة الثقافة والإعلام لاستبعدت أعضاء مجالس الإدارة الحاليين جميعهم؛ لأنهم أعطوا ما لديهم ويجب أن يخرجوا بما لهم وما عليهم، وأقول بصدق من واقع تجربة: إنه إذا تمت الانتخابات القادمة في ضوء ثغرات اللائحة الحالية فلن تأتي بإدارات ذات كفاءة تكون أفضل من الموجود -أقول هذا الكلام وأنا أعني ما أقول- وسنعود في الحلقة نفسها محاكم وضجيج واختلافات في مجالس إدارات الأندية وتشويه صورة المثقف السعودي والثقافة في المملكة؛ لذا أتمنى على وزارة الثقافة والإعلام تسليم اللائحة لقانونيين متخصصين لمراجعتها جيدا قبل اعتمادها، وليس إلى لجان تشكل هنا وهناك.
• هل تتعرض لضغوط لترك المكان؟
•• أبدا لم يحدث مثل هذا ولا شيء منه، ولن أنتظر حتى تمارس علي الضغوط لترك المكان، وأقولها صادقا: هناك مثقفون وإعلاميون ووجهاء كُثُر في المجتمع الأحسائي يطالبونني بالاستمرار وترشيح نفسي للانتخابات القادمة، وعلاقتي بالوسط الثقافي والرسمي والمجتمعي في الأحساء مثالية، وأنا عندما أجريت انتخابات مجلس الإدارة الحالي في رمضان من العام 1432هـ تم انتخابي من قبل الزملاء والزميلات أعضاء المجلس رئيسا لمجلس الإدارة بالإجماع، وأنا والله ما سعيت لرئاسة نادي الأحساء الأدبي أبدا، كان يكفيني أن أكون عضوا في مجلس الإدارة وليس رئيسا للمجلس، وهذا لا يقلل من قدري ولا من مكانتي الثقافية والأدبية والأكاديمية، والجميع في النادي يعرفون هذا، لكن ثقة الزملاء والزميلات أعضاء مجلس الإدارة ومن خلفهم المجتمع الأحسائي ضاعف المسؤولية علينا جميعا، وكنا ولا نزال نعمل كفريق واحد لا رئيس ولا مرؤوس وهنا نجح نادي الأحساء الأدبي، وسيبقى ناجحا لأن بيئة الأحساء بيئة محفزة للعمل والعطاء ومن لا ينجح في بيئة كهذه، فهو فاشل ويجب أن يغادر فورا.
• ما مستوى المجاملات بين رؤساء الأندية الأدبية بعضهم بعضا؟
•• لا أستطيع إثبات أو نفي مثل هذه المجاملات بين الزملاء أعضاء مجالس إدارات الأندية الأدبية، وإن كانت صراحتي في أحيان كثيرة قد فُهِمَت خطأ من بعض الزملاء، فأنا أتحدث وفق قناعاتي الخاصة، ولم ولن أجامل زميلا في يوم من الأيام، وهم جميعا أفضل مني وقدموا كثيرا ومطلوب منا جميعا الكثير بعيدا عن المجاملات؛ لأننا نعمل في وسط ثقافي لا يمكن أن تمر عليه مثل هذه المجاملات إن حدثت، ولا خير فينا إذا لم نتقبل النقد وتتسع صدورنا له إذا كان بقصد الإصلاح وبناء المؤسسات الثقافية، أما إذا كان النقد موجها بقصد التجريح والانتقاص من الجهود، فإنه زبد سيذهب جفاء، ويجب ألا نلقي له بالا.
• هل يشكل رؤساء الأندية الأدبية لوبيا متحدا للتصدي لكل نقد؟
•• قد لا أتفق معك على صياغة هذا السؤال الافتراضي بهذا اللفظ وبهذه الصيغة -وبخاصة مصطلح (لوبي)- رؤساء الأندية الأدبية يعملون في أنديتهم بكل ما لديهم من طاقة وإمكانات، ولا يمكن أن يكون هناك كمال في العمل؛ إذ الكمال لله وحده وكل يوم نجد في الصحافة نقدا لهذا النادي أو ذاك، وهذه ظاهرة صحية، وأكثر من تعرض للنقد هم رؤساء الأندية الأدبية، وحسب علمي لم أجد أحدا منهم رد على نقد أو تضجر منه.
• ماذا تقول لرؤساء الأندية الأدبية المعمرين في الرئاسة؟
•• أقول لهم كما قال شاعر العصر العباسي أبو تمام:
وَلَمْ تُعْطِنِي الأيَامُ نَومًا مُسَكَّنًا
ألَذُّ بِهِ إِلَّا بِنَـــومٍ مُشَــــرّدِ
وَطُولُ مُقَامِ الْمَرْءِ في الحيِّ مُخْلِقٌ
لِدِيبَاجَتَيهِ فاغْــــتَرِبْ يَتَجَدَّدِ
• ما سر التفاوت بين عطاء ونتاج الأندية؟
•• في اعتقادي أن سر التفاوت في عطاء ونتاج ونجاح الأندية الأدبية راجع إلى التوافق بين أعضاء مجلس إدارة كل نادٍ، وكونهم يشكلون فريقا واحدا ويعملون بروحه ويستشعرون المسؤولية الكاملة، وينطلقون في عملهم من استراتيجية وخطة عمل مرسومة مسبقا، والبعد عن الارتجال في العمل، وتوجيه الدعم المالي التوجيه الصحيح ومدى متانة العلاقة بين النادي ومحيطه الثقافي والمجتمعي، فأنت لا تستطيع أن تعمل إذا كان عمقك الثقافي والمجتمعي غير راضٍ عنك، وليست لديك شراكات فاعله مع الجميع، هنا يأتي التفاوت بين عطاء ونتاج الأندية.
• ما أبرز إنجازات أدبي الأحساء؟
•• ما أنجزناه لا نباهي به، لأن هذا واجبنا ولا نشكر عليه، ومهما قدمنا فنحن نشعر أننا مقصرون إلا أنني أشعر أنا وزملائي أعضاء مجلس الإدارة المنتخب الحالي بأننا حققنا للثقافة والمثقفين إنجازا يحسب، ويتمثل في بناء مقر النادي الجديد الذي يعد صرحا ومعلما من المعالم الحضارية والثقافية في الأحساء، فقد استطعنا -ولله الحمد- استثمار موارد النادي المالية في إنجاز هذا المقر الذي نباهي به دائما، أما الفعاليات والأنشطة؛ فأترك الحديث عنها للمنصفين من المثقفين والإعلاميين، فهم من يحصر إنجازاتنا على مدى خمس سنوات ويقيم التجربة لنا أو علينا.
• كيف تقيّم تجربة الأندية الأدبية بصفتك أحد الفاعلين من خلالها؟
•• تجربة الأندية الأدبية في ظل مجالسها المنتخبة الحالية التي مرَّ عليها أكثر من خمس سنوات، لاشك أنها تجربة ليست سيئة، وإن كانت متفاوتة من حيث النجاح والإخفاق، هناك أندية استطاعت أن تستثمر ما حصلت عليه من دعم الدولة ومن بناء شراكاتها مع مجتمعها ورجال الأعمال في تشييد مقرات جديدة وجيدة، ومارست هذه الأندية برامجها وأنشطتها المتنوعة وفق خطط مدروسة، وهناك أندية أخرى لديها مقرات مسبقا استثمرت الدعم في تنويع برامجها وأنشطتها ولا يمكن لمنصف أن يتجاهل هذا، وبالمقابل لا يمكن لأي متابع لهذه الأندية الأدبية أن ينكر أن هناك أندية لا يزال أداؤها متواضعا ولا أعرف هنا أسباب ذلك. لكني أستطيع القول: إن التجربة التي مرت وتمر بها الأندية الأدبية في الوقت الحاضر بالمجمل جيدة، وليست كما يثار أحيانا في وسائل الإعلام المختلفة من تعميم الإخفاق على الأندية الأدبية جميعها بشكل عام.
• ماذا ينقص مؤسساتنا الثقافية؟
•• سأكون شفافا في الإجابة على هذا السؤال -وأرجو ألا يفسر كلامي على غير وجهه وبأنني أنتقص من أي شخص حاشا لله هذا ليس قصدي- فأقول إجابة على سؤالك: ينقص بعض مؤسساتنا الثقافية الإدارة الناجحة. مؤسساتنا الثقافية؛ وفي مقدمتها الأندية الأدبية، تحتاج لإدارات يكون هدفها الأول والأخير خدمة الثقافة والمثقف في وطننا الغالي والتماهي مع رؤية المملكة ٢٠٣٠ ومناسبات الوطن المختلفة والانفتاح على الثقافة بمفهومها الواسع، والوقوف على مسافة واحدة من الأطياف الثقافية وبخاصة طيف الشباب من الجنسين؛ لأنهم ذخيرة الوطن وعدته وإشراكهم في صناعة منجز ثقافي يرضي الجميع ويوجه للجميع ولا يختص بالنخب فقط، إضافة إلى إيجاد شراكات مجتمعية مع شرائح المجتمع بما فيها شريحة رجال الأعمال لدعم هذه المؤسسات الثقافية وتبني مشاريعها، وهذا أمر نجحت فيه بعض الأندية الأدبية، وأستطيع القول: إن نادي الأحساء الأدبي أحدها.
• هل للأضواء والمال دور في تكالب بعض المثقفين على مجالس إدارات الأندية الأدبية؟
•• أي شخص من المحسوبين على الوسط الثقافي يسعى بحرص إلى أي منصب في أي مؤسسة ثقافية، ويكون هدفه الأساس من الحصول على هذا المنصب أو ذاك الأضواء والمال، كما ذكرت في سؤالك، لا شك أنه سيسقط سريعا وينكشف ضعفه وسوء تدبيره في إدارة المؤسسة ويتجاوزه الزمن؛ لأنه سيفشل حتما في عمله، ومع هذا أتساءل أي مال وأي أضواء يمكن أن يحصل عليها من رئاسة مجلس إدارة نادٍ أدبي؟ إن من يدير النادي ماليا وإداريا هو مجلس الإدارة ومن خلف مجلس الإدارة الجمعية العمومية، إلا إذا كان الهدف الوصول لمكافأة رئيس مجلس الإدارة، فأؤكد لك أن مسمى هذه المكافأة أكبر منها، وباختصار شديد أقول: يا سيدي العمل الثقافي عند المخلصين أكبر وأسمى من المال والأضواء، العمل الثقافي واجهة حضارية للوطن ومؤسساته الثقافية، يعرفها المخلصون الذين يَرَوْن أن المكان تكليف وليس وجاهة أو بهرجة أو سعيا للمال والأضواء كما ذكرت في سؤالك.
• لماذا كانت الأندية وما زالت موضع نقد وغير مرضيٍّ عنها؟
•• هذا السؤال يمكن أن يجيب عليه من ينتقد هذه الأندية، وإن كنت أرى أن تجربة انتخابات مجالس الإدارة في الدورة الأولى -رغم أنها إيجابية- إلا أنها أفرزت ملاحظات وتكتلات نتيجة الثغرات الخطيرة في اللائحة، وهو ما خلق عدم رضى عند كثير من المثقفين الذين لم يقتنعوا بالتجربة، أضف إلى ذلك الاختلافات وعدم التجانس التي طرأت في بعض مجالس الإدارة، وعدم قيام الجمعيات العمومية بدورها كما يجب، مما عطل كثيرا من طموحات المثقفين وما كانوا يأملونه من هذه المجالس، وهنا كانت هذه الأندية موضع نقد وغير مرضيٍّ عنها، ومن الإنصاف ألا يعمم مثل هذا النقد وعدم الرضى على الجميع حتى لا تصادر جهود المخلصين في هذه المؤسسات الثقافية.
• ناديت في أكثر من مناسبة بترك رئاسة النادي، ما دافع ذلك؟
•• نعم أنا ناديت وما زلت أنادي بترك المكان، وتواصلت مع الجهة المسؤولة في الوزارة بهذا الخصوص أكثر من مرة؛ لأنني مقتنع أن الوقت قد حان لضخ دماء جديدة مؤهلة في مجالس إدارات الأندية الأدبية، وقلت في حديث سابق: لو كان لي من الأمر شيء في وزارة الثقافة والإعلام لاستبعدت أعضاء مجالس الإدارة الحاليين جميعهم؛ لأنهم أعطوا ما لديهم ويجب أن يخرجوا بما لهم وما عليهم، وأقول بصدق من واقع تجربة: إنه إذا تمت الانتخابات القادمة في ضوء ثغرات اللائحة الحالية فلن تأتي بإدارات ذات كفاءة تكون أفضل من الموجود -أقول هذا الكلام وأنا أعني ما أقول- وسنعود في الحلقة نفسها محاكم وضجيج واختلافات في مجالس إدارات الأندية وتشويه صورة المثقف السعودي والثقافة في المملكة؛ لذا أتمنى على وزارة الثقافة والإعلام تسليم اللائحة لقانونيين متخصصين لمراجعتها جيدا قبل اعتمادها، وليس إلى لجان تشكل هنا وهناك.
• هل تتعرض لضغوط لترك المكان؟
•• أبدا لم يحدث مثل هذا ولا شيء منه، ولن أنتظر حتى تمارس علي الضغوط لترك المكان، وأقولها صادقا: هناك مثقفون وإعلاميون ووجهاء كُثُر في المجتمع الأحسائي يطالبونني بالاستمرار وترشيح نفسي للانتخابات القادمة، وعلاقتي بالوسط الثقافي والرسمي والمجتمعي في الأحساء مثالية، وأنا عندما أجريت انتخابات مجلس الإدارة الحالي في رمضان من العام 1432هـ تم انتخابي من قبل الزملاء والزميلات أعضاء المجلس رئيسا لمجلس الإدارة بالإجماع، وأنا والله ما سعيت لرئاسة نادي الأحساء الأدبي أبدا، كان يكفيني أن أكون عضوا في مجلس الإدارة وليس رئيسا للمجلس، وهذا لا يقلل من قدري ولا من مكانتي الثقافية والأدبية والأكاديمية، والجميع في النادي يعرفون هذا، لكن ثقة الزملاء والزميلات أعضاء مجلس الإدارة ومن خلفهم المجتمع الأحسائي ضاعف المسؤولية علينا جميعا، وكنا ولا نزال نعمل كفريق واحد لا رئيس ولا مرؤوس وهنا نجح نادي الأحساء الأدبي، وسيبقى ناجحا لأن بيئة الأحساء بيئة محفزة للعمل والعطاء ومن لا ينجح في بيئة كهذه، فهو فاشل ويجب أن يغادر فورا.
• ما مستوى المجاملات بين رؤساء الأندية الأدبية بعضهم بعضا؟
•• لا أستطيع إثبات أو نفي مثل هذه المجاملات بين الزملاء أعضاء مجالس إدارات الأندية الأدبية، وإن كانت صراحتي في أحيان كثيرة قد فُهِمَت خطأ من بعض الزملاء، فأنا أتحدث وفق قناعاتي الخاصة، ولم ولن أجامل زميلا في يوم من الأيام، وهم جميعا أفضل مني وقدموا كثيرا ومطلوب منا جميعا الكثير بعيدا عن المجاملات؛ لأننا نعمل في وسط ثقافي لا يمكن أن تمر عليه مثل هذه المجاملات إن حدثت، ولا خير فينا إذا لم نتقبل النقد وتتسع صدورنا له إذا كان بقصد الإصلاح وبناء المؤسسات الثقافية، أما إذا كان النقد موجها بقصد التجريح والانتقاص من الجهود، فإنه زبد سيذهب جفاء، ويجب ألا نلقي له بالا.
• هل يشكل رؤساء الأندية الأدبية لوبيا متحدا للتصدي لكل نقد؟
•• قد لا أتفق معك على صياغة هذا السؤال الافتراضي بهذا اللفظ وبهذه الصيغة -وبخاصة مصطلح (لوبي)- رؤساء الأندية الأدبية يعملون في أنديتهم بكل ما لديهم من طاقة وإمكانات، ولا يمكن أن يكون هناك كمال في العمل؛ إذ الكمال لله وحده وكل يوم نجد في الصحافة نقدا لهذا النادي أو ذاك، وهذه ظاهرة صحية، وأكثر من تعرض للنقد هم رؤساء الأندية الأدبية، وحسب علمي لم أجد أحدا منهم رد على نقد أو تضجر منه.
• ماذا تقول لرؤساء الأندية الأدبية المعمرين في الرئاسة؟
•• أقول لهم كما قال شاعر العصر العباسي أبو تمام:
وَلَمْ تُعْطِنِي الأيَامُ نَومًا مُسَكَّنًا
ألَذُّ بِهِ إِلَّا بِنَـــومٍ مُشَــــرّدِ
وَطُولُ مُقَامِ الْمَرْءِ في الحيِّ مُخْلِقٌ
لِدِيبَاجَتَيهِ فاغْــــتَرِبْ يَتَجَدَّدِ
• ما سر التفاوت بين عطاء ونتاج الأندية؟
•• في اعتقادي أن سر التفاوت في عطاء ونتاج ونجاح الأندية الأدبية راجع إلى التوافق بين أعضاء مجلس إدارة كل نادٍ، وكونهم يشكلون فريقا واحدا ويعملون بروحه ويستشعرون المسؤولية الكاملة، وينطلقون في عملهم من استراتيجية وخطة عمل مرسومة مسبقا، والبعد عن الارتجال في العمل، وتوجيه الدعم المالي التوجيه الصحيح ومدى متانة العلاقة بين النادي ومحيطه الثقافي والمجتمعي، فأنت لا تستطيع أن تعمل إذا كان عمقك الثقافي والمجتمعي غير راضٍ عنك، وليست لديك شراكات فاعله مع الجميع، هنا يأتي التفاوت بين عطاء ونتاج الأندية.
• ما أبرز إنجازات أدبي الأحساء؟
•• ما أنجزناه لا نباهي به، لأن هذا واجبنا ولا نشكر عليه، ومهما قدمنا فنحن نشعر أننا مقصرون إلا أنني أشعر أنا وزملائي أعضاء مجلس الإدارة المنتخب الحالي بأننا حققنا للثقافة والمثقفين إنجازا يحسب، ويتمثل في بناء مقر النادي الجديد الذي يعد صرحا ومعلما من المعالم الحضارية والثقافية في الأحساء، فقد استطعنا -ولله الحمد- استثمار موارد النادي المالية في إنجاز هذا المقر الذي نباهي به دائما، أما الفعاليات والأنشطة؛ فأترك الحديث عنها للمنصفين من المثقفين والإعلاميين، فهم من يحصر إنجازاتنا على مدى خمس سنوات ويقيم التجربة لنا أو علينا.