رسالة المملكة إسلامية.. إنسانية تبحث عن الخير وتقلل الشر
أكد وزير الشـؤون الإسـلامية والدعوة والإرشـاد الشيـخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أن قسما كبيرا من علماء الشيعة غير مقتنعين بنظام ولاية الفقيه، مبيناً أن نظام ولاية الفقيه ليس نظاما مذهبيا فقهيا بل نظام فكرته إقامة دولة تصدِّر الثورة وتغيِّر بالقوة. وأشار الوزير في حديث صحفي قبل بدء فعاليات المؤتمر الدولي لدول آسيان الأول بعنوان: «خير أمة» في كوالالمبور أمس (الأحد) إلى أن المشكلة ليست في المذاهب، وإنما في تسييس النظام الإيراني للمذاهب الإسلامية، مضيفاً أنه منذ جاءت فكرة ولاية الفقيه بظهور الثورة الخمينية، وهي فكرة جديدة حوَّلت الفقيه إلى حاكم وحوَّلته إلى مُصَدِّر للثورة، فوجودهم في أي بلد ليس وجودا مذهبيا بل هو وجود لتصدير الثورة. وحول محاولة نظام الملالي في إيران زعزعة أمن المنطقة وتشويه صورة الإسلام، وكون ماليزيا أكثر الدول التي تعاملت بحزم مع المذهب الشيعي، قال الوزير: إن الحكومة الماليزية حكومة إسلامية سنية يسودها المذهب الشافعي ولا يوجد فيها مواطنون ماليزيون من أي مذهب آخر، ولذلك لها الحق أن تتعامل بهذا الحزم لئلا يتسلل لها أي مذهب آخر، لافتاً إلى أن الحكومة الماليزية تنبهت لذلك مبكرا. وأضاف «الحرس الثوري الإيراني في كل مكان يسعى ويتواصل مع جميع الجمعيات التي تنتمي للمذهب الشيعي ليتحولوا إلى مصنِّعين للثورة وإلى حاملي سلاح وإلى ميليشيات مسلحة، وذلك ما نرفضه بلا شك؛ لأنه يهدِّد الأمن الوطني في أي دولة»، مشيراً إلى إحساس العالم الإسلامي بخطورة نهج النظام الإيراني الحالي لإرادته السيئة بدول العالم الإسلامي السنية، فما معنى أن تأتي وتسلح ميليشيات وتعلمهم السلاح وترسلهم وتحوِّلهم إلى مذهب يريد تغييرا بالسلاح في أي دولة.
وأردف الوزير: لا يخفى ما حصل في البحرين من أمور صعبة، وما حصل أيضا في نيجيريا من تكوين فريق كامل وميليشيات مسلحة وقبل عشرات السنين لم يكن موجودا فيها هذا المذهب، لذلك أي إجراءات للدول الإسلامية لوقف تمدد نظام ولاية الفقيه مقدَّرة وهي تخدم مصلحة بلادهم ولا بد أن يعي العالم الإسلامي بعامة خطر نظام ولاية الفقيه، ولذلك نحن في المملكة نؤيِّد ونقدِّر كل الإجراءات التي اتخذتها حكومة ماليزيا لحماية أمنها الوطني. وأوضح آل الشيخ أن سفارات المملكة في كل العالم تقوم برسالة المملكة وتؤديها على أكمل وجه، ورسالة المملكة رسالة إسلامية، رسالة إنسانية، رساله تبحث عن الخير وتقلل الشر، لذلك نجد أن النشاط الذي يقوم به النظام الملالي في إيران، وعقيدة ولاية الفقيه نشاطٌ فرَّق المسلمين بصور شتى، فمرات يَظهرون بصورة مذهبية ومرات يَظهرون بصورة سنية بأشكال وأنواع، لذلك تعمل الملاحق الدينية في سفارات خادم الحرمين الشريفين بنشاط كبير لمواكبة المشهد.
ناقش 1200 عالم وداعية ومفكر إسلامي سعودي ومن 15 دولة آسيوية محاور الوسطية في الإسلام، أصالة المنهج وضرورة التطبيق، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر الدولي لمسلمي آسيان الأول «أمة وسطاً»، الذي انطلقت فعالياته أمس (الأحد) في العاصمة الماليزية كوالالمبور بنسخته الأولى تحت شعار «كنتم خير أمة» بتنظيم من السعودية، ممثلة بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.30 ورقة تفضح الأفكار والمناهج المتطرفة في مؤتمر «آسيان»
ويناقش المؤتمر الذي تشارك فيه كل من السعودية، ماليزيا، إندونيسيا، اليابان، بروناي، الفلبين، سنغافورة، الصين، تايلند، كمبوديا، لواس، ميامنار، فيتنام، كوريا، هونج كونج وتايوان، 30 ورقة علمية باللغات العربية والإنجليزية والملايوية.
وأوضح الملحق الديني بسفارة خادم الحرمين الشريفين لدى ماليزيا عبدالرحمن بن محمد الهرفي، أن اللجان العامة في المؤتمر أنهت جميع الاستعدادات للفعاليات التي تستمر على مدى يومين، يتم خلالها بحث التحديات التي تواجه الوسطية، الطائفية والغلو وأثرهما في تمزيق وحدة المسلمين، جهود أئمة الإسلام في تحقيق الوسطية، نماذج معاصرة في تحقيق الوسطية، جهود الدول والمنظمات الإسلامية في تحقيق الوسطية وتعزيز التضامن الإسلامي، مشيرا إلى أن من أبرز أهداف المؤتمر بيان حقيقة الدين الإسلامي وسماحته ووسطيته في العقيدة والشريعة والأحكام والمعاملات، وإبراز خيرية هذه الأمة وعدل الإسلام ووسطيته، وتوضيح الانحراف الكبير في الأفكار والمناهج والتيارات المتطرفة الغالية والتكفيرية وذلك لحماية المجتمعات الإسلامية في دول آسيان من أخطارها، ورد التهم والشبهات التي توجه للإسلام برميه بالعنف والتطرف في وسائل الإعلام وغيرها، والإسهام في جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفهم. ولفت إلى أن المؤتمر يصاحبه تنظيم خمس ورش عمل في مهارات الحوار مع المخالفين وآدابه.
أوضح آل الشيخ أن خدمة الحرمين الشريفين هي خدمة للمسلمين، بمعنى أننا نشعر أن رسالة خدمة الحرمين هي خدمة لكل مسلم، وهذا يتطلب التعاطي مع مذاهب المسلمين واتجاهاتهم تعاطيا إيجابيا بالمحبة والوئام والتقدير والرعاية بالتفاهم والحوار، وأن نجعل الاختلافات بين المسلمين عنصرا إيجابيا لا عنصرا سلبيا، وبعض الناس جعلوا الخلافات مصدرا للتفريق بين الأمة، ونحن في السعودية ننظر لها على أنها صورة موجودة، والله -جل وعلا- هو الذي خلق الناس هكذا وجعل المسلمين على مذاهب، وهذا التنوع إن لم نجعله إيجابيا صار سُوءا عليهم. وقال: «إن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد حظيت بتنظيم لقاءات ومؤتمرات عدة بعنوان: «خير أمة» تحت شعار: «أمة وسطا»، وهذه هي الدورة الأولى في بلاد منظومة آسيا في مملكة ماليزيا، وهذا يجسد أن الشراكة الحالية بين المملكة وماليزيا هي شراكة تهدف لمصلحة أمة الإسلام ولمصلحة جمع الكلمة».نتعاطى مع المذاهب بالمحبة.. وننظر للاختلافات بإيجابية
بين آل الشيخ أن وزارة الشؤون الإسلامية للدعوة والإرشاد لديها الكثير من الملحقين الدينيين الذين يرتبطون بها، وفي بعض السفارات يرتبطون مباشرة بالسفير، بمعنى أنهم غير منتسبين للوزارة، وهذا كله يؤكد أن عمل الجهات السعودية واحد، وكلنا منظومة واحدة. وأشار آل الشيخ إلى أن التحديات اليوم كبيرة جدا على الإسلام والمسلمين، سواء التحديات في العقيدة بكثرة الإلحاد، وبعد الناس عن الإيمان الحقيقي بالله، ووجود الإعجاب غير المنضبط بحضارة القوي، والتشكيك فيما لدينا من قدرات وحضارة الإسلام، مبينا أن هذه التحديات يلزم معالجتها بإيجابية وروح هادئة بأن نكون يدا واحدة، بفكرة واحدة، وأن نتقارب، وتزيد الخطوط المشتركة، ويكون بيننا حوار مشترك للوصول إلى الحقيقة.ارتباط الملحقين الدينيين مباشرة بالسفير
أكد الشيخ صالـح بـن عبد الـعـزيـز بن مـحمـد آل الشيخ أن رسالة الحرمين الشريفين تقتدي بالحديث الشريف في قوله عليه الصلاة والسلام «الجماعة رحمة والفرقة عذاب». وقال في كلمته خلال افتتاح المؤتمر: «هذا هو الذي نؤمن به في السعودية قيادة وعلماء»، لافتا إلى أن هناك فئات في الأمة الإسلامية تريد شقًّا لوحدة الأمة، وبين أنه اليوم يوجد غرس مصطلحات جديده في العالم، الإرهاب غُرس على نحو ما، حتى حقوق استرداد المسلمين للمسجد الأقصى ولفلسطين وللمقدسات تدخل في المعنى الغربي للإرهاب، وهذا ما رفضتْه جميع المنظمات العربية والإسلامية في أن تُدْخَل عمليات التحرر الوطني ومقاومة المحتل في مفهوم الإرهاب. وأشار إلى أن الماسونية في العالم تروِّج لمصطلحات جديدة عبر الإعلام، ومن ذلك أن المسلمين هم أهل المحبة، فيروَّج المصطلح بمعنى جديد، والمسلمون أهل السلام شعارهم السلام، لكن اليوم يراد بالشعار أن لا تقاوِم عدوا بمفاهيم ماسونية متنوعة، اليوم يقال: نبذ الكراهية يعني: حتى عدوك الذي يحتل أرضك ويعتدي على أعراضك وأموالك وعلى ما لديك من مقدرات أيضاً لا تكرههم سلِّم واجعلهم جنود الله في أرضه وسلِّم لكل من يريد بك سوءا.نرفض غرس مصطلح الإرهاب على استرداد الأقصى