جاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى باريس، على وقع مظاهرات واحتجاجات تعرفها المدن الفرنسية من باريس إلى ليل وصولا إلى ليون. فقد رفع المتظاهرون يوم السبت شعارات رافضة لقرار ترمب ومحتجة على وصول نتنياهو هذا الأحد إلى باريس، لتكون مدينة الأضواء، أول بلد يستقبله ورئيسها أول رئيس دولة يلتقيه منذ الاعتراف الأحادي بالقدس عاصمة لإسرائيل من قبل دونالد ترمب.
نتنياهو يقوم بزيارة تستغرق يومين إلى أوروبا ويراهن على جلب تأييد باريس وبروكسل بشكل خاص، خاصة بعد الرفض الذي أشهرته باريس وبروكسل (الاتحاد الأوروبي) في وجه ترمب بعد إعلانه عن القرار الذي وسم بالأحادي والمنافي للأعراف الدولية.
موعد زيارة باريس، قيل أنه حدد قبل إعلان ترمب لقرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، واستقبل نتنياهو في قصر الإليزيه من قبل ماكرون، هذا الأخير الذي رفض علنا قرار ترمب واعتبره قرارا غير مسؤول وأحادي يضرب بالقانون الدولي عرض الحائط. فزيارة نتنياهو تأتي في زمن يعيش فيه العالم العربي غليانا كبيرا، وفرنسا ومعظم دول أوروبا استنكرت قرار ترمب.
وقبل مغادرته إسرائيل باتجاه القارة الأوروبية، تحدث رئيس الوزراء عن نفاق معين من أوروبا إزاء الوضع في القدس. فبالنسبة له إن رد فعل أوروبا وموقفها إزاء قرار ترمب بالاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل هو "نفاق ومعيار مزدوج". وقد صرح قبل مغادرته أنه لن يقبل ما وصفه بنفاق أوروبا وأنه سيسعى للتعريف بالواقع الإسرائيلي، وأنه لا يفهم إدانة قرار ترمب من قبل أوروبا التي تكيل في هذه المسألة بمكيالين.
كل الذين أشهروا رفضهم لقرار ترمب، كانوا يعلنون أن القانون الدولي لا يحتكره ترمب وليس من يقرر كيف يكون هذا القانون ولا يوجد شعب الله المختار، مثلما قالت أوليفيا زيمور من جمعية "يورو فلسطين"، مؤكدة إن "القدس، عاصمة فلسطين" ، وقد ردد معها المتظاهرون نفس الشعار ، معتبرين في ذات السياق أن الاجتماع الذي عقد بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإسرائيلي في الاليزيه هو "عار" على دولة تطالب باحترام القانون الدولي.
نتنياهو الذي يتوجه إلى بروكسل الاثنين بدعوة من فيديريكا موغيريني، سيحضر الاجتماع الرسمي لوزراء الخارجية الأوروبيين.
وانتقد الاتحاد الأوروبي بشدة سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، ورفض رفضا قاطعا قرار ترمب الأحادي. ورداً على هذه الزيارة، تقوم العديد من الجمعيات البلجيكية المدافعة عن حقوق الفلسطينيين بالتظاهر ضد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي وصفته الجمعيات والإعلام بأنه "مجرم حرب".