"شط البحر، اكتب حروفي نثر، اكتب حروفي شعر، يقبل ولا راح، راح البحر يمحي السطر،بانشدك علمني متى وعدك متى؟"،ما كأن الراحل طلال مداح صدح برائعة الشاعر خالد بن يزيد، إلا بإلهام من قراء معرض جدة الدولي للكتاب، وهم هائمون بقراءاتهم على شط البحر في شرم أبحر، لتتحول بهم كل فصول السنة إلى ربيع القراءة.
وزاد جمال شاطئ البحر جمالاً بثقافة القراء، فنسوا أنفسهم ولم يلتفتوا حتى لمشهد غروب الشمس المهيب، فكل منكب على قراءة ما تناولته يداه، فأصبح الزاد والماء، والوقت كل الوقت للقراءة.
العشرات من القراء النهمين، لم يستطيعوا صبراً حتى الوصول إلى منازلهم، فتناول كل منهم كتاباً، واتكأ على شاطئ البحر يقرأ ويقرأ، فقدوا الإحساس بالزمان والمكان، إلا السماع همساً لأمواج البحر وشيئاً من رائحة الملح، فأعطتهم زخماً لالتهام ما يقرؤه قبل الوصول حتى لمنازلهم.
قارئ، هكذا عرف بنفسه وقال: كنت أبحث عن هذا الكتاب منذ صدوره، وللأسف لم أجده في دور النشر والمكتبات السعودية، وفور أن سنحت لي الفرصة للوصول إلى معرض الكتاب، بحثت فوراً عن عنوان الكتاب في أحد الأجهزة الإلكترونية المنتشرة في معرض الكتاب، وبالفعل حصلت عليه، وليس هو فحسب بل حصلت على مجوعة من الكتب والراويات الاستثنائية، وبالفعل كنت شغوفاً لقراءة كتابي المفضل، وأحسن القائمون على المعرض في اختيار الموقع، على شواطئ أبحر الرائقة، فلم استطع صبراً حتى الوصول إلى البيت، فاتخذت من مكاني هذا على الشاطئ جلسةً للقراءة.
وأضاف بدايةً حدثت نفسي بأن أطلع على الفهرس والعنوان والفصول، ولكن مع منظر البحر الجميل، وصوت هدير الأمواج، ورائحة الملح، تحول الإطلاع إلى قراءة جدية، وعلى البحر أبحرت في قراءة روايتي، ولم انتبه للوقت إلا ومضت ساعات وهاهي الشمس توشك على المغيب، ولا أظنني سأتوقف عند هذا الحد وبين يدي كنوز المعرفة، وقد أحسن المنظمون بتوفير أكشاك للمطاعم والمقاهي الشهيرة، إلى جانب دورات المياه، والمصليات، فما أحسن هذه الجيرة وأكرم وأنعم بالجار.