.. يحكى أن موسى صبري الكاتب والصحفي المصري الراحل كان إذا التقى ببعض أدباء الشام يتعجب منهم في خصلة عجيبة، وهي أنهم إذا ذكروا الأندلس والحكم الإسلامي فيها سالت دموعهم وبكوا.
وكان يقول لماذا البكاء على أمجاد مضت وانتهت قبل 500 عام.. لكنه بعد فترة زار إسبانيا، وزار غرناطة وقرطبة وإشبيلية، ولم يتمالك الدمع عن عينيه فبكى، مع أنه كان مسيحي الديانة.
تذكرت هذه القصة عندما كنت أتصفح كتاباً حديثاً عن الأندلس بعنوان «المرأة في البلاط الأموي في الأندلس» 138هـ/755م، 422هـ/1030م.
وسواء شئنا أم أبينا فإن دموع العرب هذه هي استمرارية لدموع آخر سلطان في الأندلس الإسلامية الذي تنازل عن ملكه وهو يبكي، فقالت له أمه «ابك كالنساء ملكا لم تحافظ عليه كالرجال».
وقد تخصص كوكبة من المؤرخين في عصرنا لبحث الحكم الإسلامي في الأندلس من إمارة إلى خلافة منهم الأستاذ محمد عبدالله عنان، وحسين مؤنس رحمهما الله، وانضم إليهم الدكتور يوسف بن أحمد حواله بالكتاب القيم الذي حمله إليَّ أخي الأستاذ غازي زاهد هدية من ربوع المدينة المنورة.
وكان سقوط الأندلس عبرة المعتبرين في التاريخ الدولي بسبب تنازع ملوك وأمراء الطوائف هناك حتى قال الشاعر:
ومما يُزهِّدني في أرض أنـــدلس
ألقـــــــــــاب معتضد فيها ومعتمد
ألقــــاب مملكة في غير موضعها
كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد
أستطيع أن أقول إن بحث الدكتور يوسف حواله شكر الله له صنيعه فريد في موضوعه في ما يخص الحقبة الأندلسية، لكنه مختصر إذ إن المؤلف يكتفي بذكر شذرة من قصة ما ثم يدعو القارئ إلى البحث عن بقية الموضوع في الكتاب الفلاني، فيشعر القارئ أن الكتاب ناقص، فحكاية عقد السيدة زبيدة مثلا الذي جلبه التجار من بغداد إلى الأندلس واشتراه أحد أمراء الأندلس وأعطاه لفتاة من فتياته كي تتباهى به بين صويحباتها، لم يفصل قصته الدكتور حواله.. إذ ربما كانت قصته محبوكة، طلباً لرفع قيمة العقد، لأن عقداً كهذا له سعر، فإذا قيل إنه كان لزوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد تضاعفت قيمته أضعافاً.
وقس على ذلك موضوعات مختصرة أخرى. إن الكتاب حافل بالأسماء والمعلومات التاريخية فحبذا لو توسع الباحث الدكتور حواله فيغني القارئ عن الرجوع إلى عشرات المراجع التي رجع إليها الكاتب.
السطر الأخير:
جاوزتِ في لومه حداً أضر به
من حيث قدرتِ إن اللوم ينفعه
aokhayat@yahoo.com
وكان يقول لماذا البكاء على أمجاد مضت وانتهت قبل 500 عام.. لكنه بعد فترة زار إسبانيا، وزار غرناطة وقرطبة وإشبيلية، ولم يتمالك الدمع عن عينيه فبكى، مع أنه كان مسيحي الديانة.
تذكرت هذه القصة عندما كنت أتصفح كتاباً حديثاً عن الأندلس بعنوان «المرأة في البلاط الأموي في الأندلس» 138هـ/755م، 422هـ/1030م.
وسواء شئنا أم أبينا فإن دموع العرب هذه هي استمرارية لدموع آخر سلطان في الأندلس الإسلامية الذي تنازل عن ملكه وهو يبكي، فقالت له أمه «ابك كالنساء ملكا لم تحافظ عليه كالرجال».
وقد تخصص كوكبة من المؤرخين في عصرنا لبحث الحكم الإسلامي في الأندلس من إمارة إلى خلافة منهم الأستاذ محمد عبدالله عنان، وحسين مؤنس رحمهما الله، وانضم إليهم الدكتور يوسف بن أحمد حواله بالكتاب القيم الذي حمله إليَّ أخي الأستاذ غازي زاهد هدية من ربوع المدينة المنورة.
وكان سقوط الأندلس عبرة المعتبرين في التاريخ الدولي بسبب تنازع ملوك وأمراء الطوائف هناك حتى قال الشاعر:
ومما يُزهِّدني في أرض أنـــدلس
ألقـــــــــــاب معتضد فيها ومعتمد
ألقــــاب مملكة في غير موضعها
كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد
أستطيع أن أقول إن بحث الدكتور يوسف حواله شكر الله له صنيعه فريد في موضوعه في ما يخص الحقبة الأندلسية، لكنه مختصر إذ إن المؤلف يكتفي بذكر شذرة من قصة ما ثم يدعو القارئ إلى البحث عن بقية الموضوع في الكتاب الفلاني، فيشعر القارئ أن الكتاب ناقص، فحكاية عقد السيدة زبيدة مثلا الذي جلبه التجار من بغداد إلى الأندلس واشتراه أحد أمراء الأندلس وأعطاه لفتاة من فتياته كي تتباهى به بين صويحباتها، لم يفصل قصته الدكتور حواله.. إذ ربما كانت قصته محبوكة، طلباً لرفع قيمة العقد، لأن عقداً كهذا له سعر، فإذا قيل إنه كان لزوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد تضاعفت قيمته أضعافاً.
وقس على ذلك موضوعات مختصرة أخرى. إن الكتاب حافل بالأسماء والمعلومات التاريخية فحبذا لو توسع الباحث الدكتور حواله فيغني القارئ عن الرجوع إلى عشرات المراجع التي رجع إليها الكاتب.
السطر الأخير:
جاوزتِ في لومه حداً أضر به
من حيث قدرتِ إن اللوم ينفعه
aokhayat@yahoo.com