تعيش العديد من الأسر السعودية خاصة في المدن الكبيرة، حالة من التباعد الأسري على الرغم من وجود أفرادها تحت سقف واحد، فالوالدان شغلتهما الحياة والأبناء شدتهم الفضائيات بما فيها من مسلسلات وأفلام وبرامج واقع، والعوالم الافتراضية في الإنترنت من ألعاب ومواقع تعارف عالمية، ولو رغب الأهل في جلسات عائلية تجمعهم فلن يجدوا تجاوباً من الأبناء، بعد اعتيادهم العيش في عالمهم الخاص، ولن تكون هناك اهتمامات مشتركة، بل نقاشات مقتضبة يعود بعدها الجميع إلى ما اعتادوا عليه.
فالأبناء أدمنوا الإنترنت من ألعاب يعيش المشارك فيها منقطعاً عن عالمنا في عالم افتراضي، يشد فيه منتجو الألعاب انتباه الشباب بسرعة الحركة والرغبة في الكسب والانتصار، فيمضي اللاعب ساعات طوالا بدون شعور بالملل ويزهد في الطعام والشراب إلا القليل الذي يتناوله على عجل ليعود بعدها للعب، إن لم يأكل وهو يلعب، يشاركه اللعب أناس من أي مكان في العالم.
كذلك المشاركة في مواقع مثل ما يسمى (الفيس بوك) يكتب فيها المشارك هواياته واهتماماته وأصدقاءه ومعارفه وما يحب من برامج وأفلام وممثلين ومغنين، ويضع فيها ما يشاء من صور وما يؤمن به في الحياة، باختصار معلومات كاملة عنه يطلع عليها من يسجل في هذه المواقع ويتعارف المتشاركون في الاهتمامات من جميع دول العالم، فيعيش المشارك في عالم آخر يضم أصدقاء يمضي الكثير من وقته معهم وقد يكون بعضهم ممن يعرف في عالم الواقع، ويكوّن المشارك شبكة من معارفه فتتلاقى شبكات الأعضاء لتكون علاقات جديدة، وهكذا يكون المشارك مطلعاً على ظروف من هم في مثل سنه أو قريباً منه، في مختلف أنحاء العالم ويدرك ما ينقصه في مجتمعه من وسائل تعليمية أو ترفيهية فيزيده ذلك نفوراً من مجتمعه، ولا أنكر فائدة الانفتاح على العالم من توسع أفق المشارك وتقبله الآخر وزيادة ثقافته، لكن انغماس المشاركين لفترات طويلة خاصة في سن المراهقة، قد يسبب ما لا تحمد عقباه.
وليس الحال في المدرسة بأفضل من المنزل، فلم تنجح المدارس في جذب الطلاب، نتيجة استمرار طرقها التقليدية في التدريس التي تعتمد في الأغلب على التلقين أو قليل من الاستنتاج، وأنا لا ألوم الأساتذة ففاقد الشيء لا يعطيه، ناهيك عن المقررات التي تخاطب عقول طلبة اليوم في عصر المعلومات، بنفس اللغة ونفس المحتوى الذي كانت تتعامل به مع آبائهم أو أجدادهم.
وفي مثل هذه الأيام، أيام الاختبارات، تبدو آثار المشكلة واضحة من عدم قدرة الطلبة على التركيز والمذاكرة وأسوأ من ذلك عدم رغبتهم بالمذاكرة لعدم تفاعلهم مع ما يدرسونه، ويحرص الأهالي على المتابعة في هذه الفترة ليكتشفوا أن أبناءهم دفعوا ضريبة الإهمال والانشغال عنهم بما يصعب معه العودة إلى ما كانوا عليه بين يوم وليلة، حتى لو حرموا مما يلهيهم فعقولهم مشغولة بعوالمهم الافتراضية المشوقة، فيعمد البعض إلى دفع الكثير للمدرسين الخصوصيين علهم ينجحون في ما فشلت فيه الأسر، أو على الأقل ليحقق أبناؤهم النجاح وإن لم تحقق المقررات ما وضعت من أجله. وينتظر الأبناء انتهاء الاختبارات بفارغ الصبر ليعودوا إلى عوالمهم الافتراضية التي يجدون فيها المتعة والرضا وتحقيق الذات الذي يفتقدونه في واقعهم، كم أتمنى لو استطاعت الأسر أن تبقي أبناءها معها بعقولهم لا بأجسادهم فقط.
فالأبناء أدمنوا الإنترنت من ألعاب يعيش المشارك فيها منقطعاً عن عالمنا في عالم افتراضي، يشد فيه منتجو الألعاب انتباه الشباب بسرعة الحركة والرغبة في الكسب والانتصار، فيمضي اللاعب ساعات طوالا بدون شعور بالملل ويزهد في الطعام والشراب إلا القليل الذي يتناوله على عجل ليعود بعدها للعب، إن لم يأكل وهو يلعب، يشاركه اللعب أناس من أي مكان في العالم.
كذلك المشاركة في مواقع مثل ما يسمى (الفيس بوك) يكتب فيها المشارك هواياته واهتماماته وأصدقاءه ومعارفه وما يحب من برامج وأفلام وممثلين ومغنين، ويضع فيها ما يشاء من صور وما يؤمن به في الحياة، باختصار معلومات كاملة عنه يطلع عليها من يسجل في هذه المواقع ويتعارف المتشاركون في الاهتمامات من جميع دول العالم، فيعيش المشارك في عالم آخر يضم أصدقاء يمضي الكثير من وقته معهم وقد يكون بعضهم ممن يعرف في عالم الواقع، ويكوّن المشارك شبكة من معارفه فتتلاقى شبكات الأعضاء لتكون علاقات جديدة، وهكذا يكون المشارك مطلعاً على ظروف من هم في مثل سنه أو قريباً منه، في مختلف أنحاء العالم ويدرك ما ينقصه في مجتمعه من وسائل تعليمية أو ترفيهية فيزيده ذلك نفوراً من مجتمعه، ولا أنكر فائدة الانفتاح على العالم من توسع أفق المشارك وتقبله الآخر وزيادة ثقافته، لكن انغماس المشاركين لفترات طويلة خاصة في سن المراهقة، قد يسبب ما لا تحمد عقباه.
وليس الحال في المدرسة بأفضل من المنزل، فلم تنجح المدارس في جذب الطلاب، نتيجة استمرار طرقها التقليدية في التدريس التي تعتمد في الأغلب على التلقين أو قليل من الاستنتاج، وأنا لا ألوم الأساتذة ففاقد الشيء لا يعطيه، ناهيك عن المقررات التي تخاطب عقول طلبة اليوم في عصر المعلومات، بنفس اللغة ونفس المحتوى الذي كانت تتعامل به مع آبائهم أو أجدادهم.
وفي مثل هذه الأيام، أيام الاختبارات، تبدو آثار المشكلة واضحة من عدم قدرة الطلبة على التركيز والمذاكرة وأسوأ من ذلك عدم رغبتهم بالمذاكرة لعدم تفاعلهم مع ما يدرسونه، ويحرص الأهالي على المتابعة في هذه الفترة ليكتشفوا أن أبناءهم دفعوا ضريبة الإهمال والانشغال عنهم بما يصعب معه العودة إلى ما كانوا عليه بين يوم وليلة، حتى لو حرموا مما يلهيهم فعقولهم مشغولة بعوالمهم الافتراضية المشوقة، فيعمد البعض إلى دفع الكثير للمدرسين الخصوصيين علهم ينجحون في ما فشلت فيه الأسر، أو على الأقل ليحقق أبناؤهم النجاح وإن لم تحقق المقررات ما وضعت من أجله. وينتظر الأبناء انتهاء الاختبارات بفارغ الصبر ليعودوا إلى عوالمهم الافتراضية التي يجدون فيها المتعة والرضا وتحقيق الذات الذي يفتقدونه في واقعهم، كم أتمنى لو استطاعت الأسر أن تبقي أبناءها معها بعقولهم لا بأجسادهم فقط.