-A +A
حسين هزازي (جدة) h_hzazi@
أكد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، أنه يجب ألا نكتفي بتحويل مكة المكرمة إلى مدينة ذكية، بل أذكى من الذكية، وأن يكون الإنسان السعودي حاملا لهذه الأمانة، لا سيما أن الله تعالى خصه بشرف جوار بيت الله العتيق.

وقال لدى افتتاحه الجلسة الرئيسية لمؤتمر إعمار منطقة مكة المكرمة في فندق هيلتون جدة أمس (الأربعاء): «لا مستحيل أمام الإرادة الإسلامية وهذا ما يحتم علينا أن تكون مكة المكرمة مدينة متطورة»، لافتا إلى ضرورة أن يكون التركيز سياسياً واقتصاديا وتعليميا واجتماعيا وفي كل مناحي الحياة على هذا المنهج والدستور، الذي أثبت عبر التاريخ أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان.


ونوه بأهمية الانفتاح على العالم والاستفادة من تطورات العصر مع الحفاظ على مبادئنا وقيمنا الإسلامية، مشيرا إلى أن الإنسان السعودي صاحب رسالة، ورسالته أن يثبت للعالم أجمع أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان.

وأوضح الأمير خالد الفيصل ضروة أن تعطى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة الأهمية الكبرى التي تستحقها، لافتاً إلى أنها حظيت باهتمام القيادة السعودية منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، مضيفا أن الملك عبدالعزيز رحمه الله بدأ مشاريع هذه البلاد بتوسعة وخدمة الحرمين الشريفين، وهكذا كانت بداية التنمية والتوسعة للحرمين التي تبناها أبناؤه الملوك من بعده، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إذ حرصوا على توفير كافة الإمكانات للارتقاء بهذه المنطقة، وأن تصل إلى مصاف المدن المتحضرة حول العالم، منوها إلى أن جميع ملوك المملكة يفخرون بحمل لقب خادم الحرمين الشريفين.

وأوضح الأمير خالد الفيصل، أن المنطقة وضعت لها خطة إستراتيجية تنموية قبل نحو 9 أعوام واعتمدت تلك الإستراتيجية على بناء الانسان وتنمية المكان، منوهاً أن بناء الإنسان كان على رأس اهتمامات قيادة هذه البلاد، ولا أدل على ذلك من توحد القبائل تحت راية التوحيد.

وقال: لقد اختار الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن ورجاله القرآن والسنة دستوراً ومنهجاً لهذه البلاد.

شهد الافتتاح محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، ونائب أمير مكة المكرمة الأمير عبدالله بن بندر، ووزير الحج والعمرة الدكتور محمد بنتن، ووزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ، ووكيل وزارة المالية الدكتور حمد البازعي.

آل الشيخ: رسالتنا تعاون.. وكلمة واحدة للأمة

اعتبر وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ، المؤتمر فرصة ليعرف الجميع في الداخل والخارج عن مكة المكرمة.

وأوضح في مداخلته في الجلسة الافتتاحية أن رسالة خادم الحرمين تكمن في خدمة قاصدي الحرمين الشريفين، هي خدمة لمن تعلق قلبه بهما، هي خدمة الإنسان المسلم أينما حل ما دام متوجهاً لهذه القبلة.

وذكر آل الشيخ رسالة وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بأن السعودية ورثت رسالة إسلامية عن الأنبياء وهي الاعتناء بهذه البقاع المقدسة، فالإرث هنا يكمن في العقيدة والعمل والتنظيم وتعظيم شعائر الله التي ذكرت في سورة الحج، وفي أوائل سورة المائدة في آيات الحج، التي ذكر بها مبدأ عظيم ألا وهو (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان).

وقال:هي رسالة للأمة بأنه ليس هناك إنجاز إلا بالتعاون على البر والتقوى، وليس ثمة ريادة ولا تفوق إلا أن تكون هذه الأمة -على اختلاف مذاهبها ومشاربها- ذات كلمة واحدة.

بنتـن: طموحنا أن ينطق غير المسلم بـ«يا ليتني أكون في مكة»

أكد وزير الحج والعمرة الدكتور محمد بنتن، أن المملكة تسعى جاهدة لتجعل قدوم الحاج والمعتمر تجربة مميزة، ينقلها معه، حتى يتمنى غير المسلم ويقول «ليتني أستطيع الذهاب إلى مكة لأرى ما يقدم من خدمات للمسلمين».

وأوضح في مداخلته أمس، أن برنامج خدمة ضيوف الرحمن هو تحقيق لرؤية 2030، وأن هناك 5 جهات حكومية تعمل على خدمة الحجاج، متطرقا إلى برنامج «كن عونا» التطوعي، وكيف تطور وزاد عدد أفراده الذين توافدوا من كل مكان في السعودية، كما شرح الإستراتيجيات والأهداف التي يقوم عليها البرنامج.

من جانبه، بين نائب وزير المالية محمد الباز حرص الوزارة على دورها الذي تسعى به لتمكين الجهات الحكومية للقيام بدورها في شكل متكامل، ومؤازرة برنامج خدمة ضيوف الرحمن.

وقال إن دور الوزارة هو دور مباشر لإعمار مكة والمسجد النبوي، ودور ضمن المنظومة حكومية، «كل الجهات الحكومية تسعى لتنفيذ مشاريع هذه المنطقة، في إطار حرص القيادة على تنفيذ ذلك».

3 مذكرات.. مساجد في الحدود الشرعية ورفع الاستيعاب بمنى

تم توقيع 3 اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين عدد من القطاعات المشاركة في مؤتمر إعمار منطقة مكة المكرمة، شملت مذكرة تفاهم بين هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة ووزارة الشؤون الإسلامية للدعوة والإرشاد، تهدف إلى تنفيذ مبادرة دراسة إعمار مساجد كبرى بمكة المكرمة داخل الحدود الشرعية. وتوقيع مذكرة تفاهم بين هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة ووزارة الحج والعمرة، تهدف إلى تنفيذ مبادرة دراسة إعداد مخطط شامل للمشاعر المقدسة لرفع الطاقة الاستيعابية لمشعر منى.

كما تم توقيع عقد إدارة وتشغيل المعهد العالي بين مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ممثلة بشركة استثمارات المدن الاقتصادية القابضة، وشركة هايبري بورتن السعودية.