واصل آلاف الإيرانيين، مظاهراتهم الاحتجاجية الغاضبة، اليوم ضد النظام منددين بتدهور الوضع المعيشي وغلاء الأسعار في مدن عدة، رافعين شعارات استهدفت بشكل مباشر رئيس النظام حسن روحاني الذي اتهموه بالفشل في معالجة عدد من الأزمات الاقتصادية والمرشد علي خامنئي الذي وصفوه بالديكتاتوري. وكان أكبرها في مشهد ثاني أكبر المدن الإيرانية.
وردد المتظاهرين هتافات: «الموت للديكتاتور»، و«الموت لروحاني (الرئيس الإيراني)»، و«الحكومة الاعتدالية شعاراتها فارغة»، و«لص بيتنا... نموذجاً في العالم».
كما نددت هتافات أخرى بسياسة التدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة وطالبت بالانسحاب منها، وبخاصة في سورية وغزة (فلسطين) ولبنان.
واتهم بعض المتظاهرين السلطات بـ«استغلال الدين وإذلال الشعب». في ما يؤشر إلى حالة غضب لدى البعض في إيران من تركيز السلطات على القضايا الإقليمية بدلا من تحسين الظروف داخل البلاد.
واستخدمت قوات مكافحة الشغب العنف لتفريق المتظاهرين في بعض المناطق، مستخدمة الغاز المسيل للدموع وآليات تضخ المياه الساخنة على المحتجين.
وأفادت وكالة أنباء «إيسنا» الحكومية، نقلاً عن محافظ مشهد، محمد رحيم نوروزيان، بأن أشخاصاً اعتقلوا في أعقاب احتجاجات، مدعياً أنهم كانوا «يعتزمون تدمير ممتلكات عامة خلال تجمع غير قانوني».
وأكد تصريح لرئيس محكمة مشهد الثورية توقيف السلطات لعدد من المتظاهرين بزعم ترديدهم «شعارات لاذعة»، حسب ما نقلت عنه وكالة أنباء فارس.
وقال حيدري «نحن نعتبر التظاهر أحد حقوق الشعب، لكن إذا ما أراد بعض الناس على حد قوله استغلال المشاعر وركوب الموجة فلن ننتظر وسنواجههم» فورا.
وأظهرت تسجيلات فيديو بثت على تطبيق تلغرام متظاهرين في مشهد التي تعد مركزا دينيا هاما في ايران وهم يهتفون «الموت لروحاني».
وأفادت «شبكة نظر» أيضا عن خروج تظاهرات في يزد في الجنوب وشاهرود في الشمال وكاشمر في شمال شرق البلاد ونيسابور قرب مشهد.
لكن أسباب الاحتجاجات أكثر عمقا مما تبدو، بحسب النائب الإيراني حميد غارمابي.
وقالت وكالة فارس للأنباء شبه الرسمية إن قوات الشرطة الإيرانية تدخلت اليوم الجمعة لتفريق محتجين هتفوا بشعارات مناهضة للحكومة في مدينة كرمانشاه في غرب إيران.
وذكرت الوكالة أن نحو 300 محتج هتفوا بشعارات من بينها «أطلقوا سراح السجناء السياسيين» و«الحرية أو الموت» وأتلفوا ممتلكات عامة.
ولايزال الاقتصاد الإيراني يعاني من نقص في الاستثمارات ونسبة بطالة تبلغ 12% بحسب الأرقام الرسمية، علما أن بعض المحللين يقدّرون أن تكون أعلى في الواقع.