ثالث أيام التظاهر في إيران، الجوع الذي دفع المتظاهرين في مشهد وطهران للخروج تنديداً بسياسات الولي الفقيه، لم يشعر به المسؤولون الإيرانيون الذين وصموا الجياع بالعمالة وتأثرهم بـ«الدعاية» الأمر الذي أعمى الجوع عن أعين المتظاهرين التي رأت أن الأموال الإيرانية التي تدفع للميليشيات ذات التبعية الإيرانية في الشرق الأوسط، هم أولى بها، دون «حزب الشيطان»، والحوثيين وحماس.
ويبدو أن نائب محافظ طهران محسن حمداني عندما قال عن موقوفي تظاهرات طهران أنهم كانوا تحت تأثير الدعاية، وغير مدركين أن دعوات التظاهر تأتي من الخارج"، لم يشعر يوماً بجوع إيراني اختنق بتلوث طهران الذي فاق المعدلات العالمية، ولم يبحث يوماً عن ما يسد به رمق عيشه، الأمر الذي دفع الكثير من الإيرانيين للخروج إلى الشوارع والميادين احتجاجاً على غلاء الأسعار وتراجع الأوضاع الاقتصادية في عهد روحاني.
وإضافة إلى عودة نعوش أبنائهم المشاركين في الحفاظ على زعزعة العديد من الأراضي العربية تحت لواء «سليماني» في سوريا واليمن، يرفع الجياع في مشهد وطهران شعرا «لا غزة ولا لبنان، حياتي لإيران»، في دليل على رفضهم السياسات الخارجية لحكومتهم القائمة على دعم الجماعات المارقة بالمال والسياح الأمر الذي أدى إلى تضخم اقتصادي لم يكن للمواطن الإيراني البسيط القدرة على تحمله في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة.
«الموت لروحاني»، الموت للديكتاتور"، وحرق صور المرشد الأعلى لم تكن إلا دليلاً على عدم رضاء الإيرانيين على السياسة قادة الثورة الإيرانية الكبرى الذين ركزوا على القضايا الإقليمية على حساب القضايا الوطنية، إضافة إلى نكثهم بوعودهم بإنعاش الاقتصاد الإيراني المتهالك نتيجة العقوبات الدولية على السلطات في طهران، وسوء الإدارة في حكومة روحاني.
ثورة الجياع في إيران جاءت شراراتها بعد انهيار مؤسسات الإقراض الغير قانونية والتي ظهرت إبان تولي محمود أحمدي نجاد، التي عجزت هذه الأيام عن سداد ديونها للمستثمرين، الأمر الذي دفع حكومة روحاني إلى اغلاق مؤسسات إقراضية كبرى في إيران تدير إحداها نحو مليون حساب، الأمر الذي أدى إلى مساس الحكومة الإيرانية لـ«رغيف الإيرانيين» ليوقد شرارة الثورة في مشهد، ثم إلى بقية المحافظات.