«هرمجدون إيراني» ضد نظام الملالي.. هذه هي المعركة الفاصلة بين الشعب الإيراني المغلوب على أمره ونظام الملالي الذي شرب من دماء الشعب الذي يعاني الجوع.. والفقر.. والبطالة.. هذا الشعب الذي انتفض الآن ضد نظام الملالي الذي بات يدرك أكثر من أي وقت مضى أنه إلى مزبلة التاريخ عاجلا أو آجلا، ومع صعود غضبة الإيرانيين في وجه النظام في عدد من المدن، تعود إلى الأذهان شرارة الثورة الإيرانية التي أطاحت بشاه إيران عام 1979، وعلى مدى العقود الأربعة من الحكم الأسود للملالي، تظاهر المواطنون الغاضبون مئات المرات في أنحاء مختلفة من إيران وبطبيعة الحال، فقد كان رد النظام عليهم بالرصاص الحي والإعدامات والزج بهم في السجون.. ولكن المظاهرات الحالية تختلف عن المظاهرات الماضية، فهي تتعلق بالخبز والغلاء، فبحسب إحصاءات نشرها عدد من المنظمات الدولية لعام 2017، تعاني إيران من تهلهل في بنيتها الاقتصادية، إذ تسبب الفساد والمحسوبية في انهيار العديد من المؤسسات الحيوية التي يعتمد عليها الإيرانيون في معيشتهم اليومية. وأكد تقرير تابع للبنك الدولي وقوع أكثر من 30% من سكان إيران تحت خط الفقر، أي نحو 29.7 مليون شخص بمن فيهم أطفال دون سن العاشرة، إلا أن تقارير محلية إيرانية تؤكد أن الرقم ارتفع بشكل كبير خلال عام 2017، إذ يشير بعض المراقبين إلى وصول تلك النسبة إلى أكثر من 40%. وكشف تقرير للأمم المتحدة حول الأوضاع المعيشية في إيران، عن أن هناك أكثر من 11 مليون عائلة تعيش في 130 ألف منطقة عشوائية في مختلف أرجاء إيران، ويعيش بعض تلك العائلات في المقابر وسط أوضاع معيشية مزرية، أسهمت في تفشي الأمراض المزمنة كالسل والسرطان. نظام الملالي يحتضر وفي مراحله الأخيرة، فقد بدأنا نسمع صوت أجراس سقوطه.. «لا للغلاء» ستسقط ديكتاتورية الملالي الفاسدة، الشعب انتفض اليوم بشعارات إمّا الموت، وإمّا الحرية، والموت لروحاني، والموت للديكتاتور، الانتفاضة تمثل ناقوس إسقاط ديكتاتورية الملالي الفاسدة.. إنه سجل أربعة عقود من حكم الملالي ليس فيه إلا الغلاء، والفقر، والفساد، والتعذيب والإعدام والقتل، وإشعال الحروب، والقسم الأعظم من ثروات الشعب -ومنها الأرصدة المفرج عنها جراء الاتفاق النووي- تُصرف في ماكنة القمع، وتصدير الإرهاب، وإثارة القلاقل والحروب، أو يتم نهبها من قبل قادة النظام. لا مستقبل لنظام الملالي، والرهان عليه محكوم بالفشل، وحان الوقت لكيلا يربط المجتمع الدولي مصيره بهذا النظام، وأن يعترف بمقاومة الشعب الإيراني التي تعمل على إسقاطه.