استطاعت “عكاظ” تجاوز السور الحديدي الفاصل بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية من خلال بوابة صلاح الدين ورصدت مايجري على الناحية الاخرى ، حيث تمكن الفلسطينيون من فتح ثغرات في السور الحديدي الضخم الذي كان حاجزا يحول دون وصولهم إلى الأراضي المصرية طوال الشهور الثمانية من الحصار الخانق خاصة الفترة التي تلت اعتبار إسرائيل لقطاع غزة بأنه كيان معاد. وتلمست ان شعور الفلسطينيين بالسعادة لنسف جزء من السور الحديدي كان واضحا للعيان وكأنه أصبح متنفسا لهم بعد طول حصار ، حيث يصعد الأطفال ليلعبوا عليه طوال النهار ، قبل أن يعودوا إلى بيوتهم في مدن القطاع ، وعندما سألت أحد الأطفال عن سبب اختياره لهذا المكان ليلعب فيه قال إنه يشعر بسعادة خاصة لأن الفلسطينيين استطاعوا أن يفعلوا شيئا يخالف ما تريده إسرائيل . كما أن نسف السور أعطاهم الأمل في الحصول على الأشياء التي كانت تنقصهم ولم يكونوا يستطيعون توفيرها حتى في ظل وجود ثمنها بسبب عدم توافر هذه الأشياء مثل السلع الغذائية وحتى حلوى الأطفال .
شاهدنا مجموعة من الأطفال يكررون الذهاب والعودة من خلال بوابات السور الحديدي الثلاث وهم يرددون أغاني فلسطينية، وبسؤال البعض قالوا إن هذه البوابات كانت تستخدمها دبابات الجيش الإسرائيلي في التوغل وقتل الشباب والقيادات الفلسطينية لكن الأطفال يشعرون بان العزيمة الفلسطينية والعربية انتصرت على الصلف والغرور الإسرائيلي حيث لم يبق لهذه الدبابات مكان وتحولت البوابة الخاصة بالدبابات الإسرائيلية إلى مكان يلعب فيه أطفال فلسطين.
وأول شيء يصادفك وأنت تتجاوز مدينة رفح المصرية إلى قطاع غزة رؤية البيوت المهدمة وعليها آثار الضربات الإسرائيلية.
مأساة رفح الفلسطينية
وزارت “عـكاظ” عددا من البيوت في الجانب الفلسطيني من مدينة رفح ولمست حجم المأساة التي يعيشها المواطن الفلسطيني الذي يعيش في الأساس على المعونات الخارجية كما قال لنا الشاب وسيم مشتهي (20 عاما ) من حي الشجاعية والذي يعمل حلاقا مؤكدا أنه مع إخوته الثمانية يعيشون على المعونات التي يأخذونها من وكالة غوث اللاجئين التي تقدم لهم مساعدات كل ثلاثة شهور لكنها تكفي فقط 20 يوما ،واكد أن إسرائيل لا تسمح بعلاج مرضى القلب والسكر . وروى قصة أمه التي تعاني من السكر وأبيه الذي يعاني من أمراض الضغط والقلب في الخارج ،مؤكدا أن إغلاق المعبر أدى إلى سوء حالة والديه نظرا لعدم توافر الأدوية وخاصة التي يتم أخذها بشكل دوري مثل أمراض السكر والقلب ، وقال لعكاظ إنه لا يمانع في وضع خطط وترتيبات تسمح بتنظيم العمل على المعبر بحيث يكون دخول الفلسطينيين إلى رفح والعريش ومدينة الشيخ زويد نتيجة لاحتياج حقيقي وليس لمجرد الخروج من القطاع ، وحمل إسرائيل نتيجة ما وصل إليه حال كل الأمهات وكبار السن الذين لا يجدون العلاج الكافي لتسكين آلام المرض الذي ينهش في أجسادهم نتيجة الحصار وتوقف الكثير من المستشفيات عن تقديم العلاج نتيجة لعدم وجود الأدوية ، وجاء وسيم إلى مدينة رفح بغرض شراء كميات من الدقيق والشاي والمعلبات التي يمكن الحياة بها في حال انقطاع الكهرباء لفترة طويلة . ويعتبر إغلاق المعبر مأساة كبيرة بالنسبة الى الفلسطينيين لان معظم الاحتياجات الأساسية التي تم شراؤها في الفترة الماضية لا تكفي لأكثر من أسبوع لان هناك بعض المواطنين الذين اشتروا بعض الاحتياجات يوم الأربعاء الماضي في أول يوم من فتح ثغرات في المعبر نفدت تماما خلال الأيام الثمانية الماضية وعادوا إلى رفح المصرية للشراء من جديد، ويعود السبب في ذلك الى أن إغلاق المعبر والحصار على غزة لمدة ثمانية اشهر جعل كل البيوت الفلسطينية خالية من المواد الغذائية والتموينية ولذلك يحتاج الفلسطينيون إلى تخزين كميات كبيرة حتى تكفي الاحتياجات لفترة أطول وهذا غير ممكن نظرا لارتفاع الأسعار من ناحية ، وعدم توافر البضائع من ناحية اخرى بسبب قيام ما يقرب من مليون فلسطيني زاروا رفح المصرية منذ فتح المعبر كما يقول محمد أبو سند من دير البلح وهو مدرس لغة إنجليزية . واضاف إن إسرائيل تتحمل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية والقانونية لسجن أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني في 365كيلو مترا . واكد ضرورة محاكمة كل المسؤولين الإسرائيليين الذين اتخذوا قرارات الحصار على الشعب الفلسطيني ، وقال إن إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني عندما تترك مليونا ونصف المليون فريسة للفقر والجوع والامراض المستعصية ، داعيا القانونيين العرب والسلطة الفلسطينية الى رفع دعوات قضائية أمام القضاء الدولي لمحاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت ووزير دفاعه أيهود باراك بسبب النتائج المأساوية للحصار.
وقد بدأت السلطات المصرية وقوات الأمن التابعة لحماس باتخاذ مجموعة من الإجراءات على جانبي الحدود كمرحلة تجريبية للكيفية التي يمكن أن يكون عليها معبر رفح بين قطاع غزة ومصر خلال الفترة المقبلة ،حيث بدأت قوات الشرطة المصرية في تأمين آلاف الفلسطينيين المتدفقين على رفح المصرية من خلال مساعدتهم على التوجه إلى مناطق بعينها لشراء الاحتياجات الضرورية.
ويحتاج عدد كبير من الفلسطينيين إلى إجراء عمليات جراحية كبيرة خارج القطاع وخاصة الأطفال وكبار السن وهو ما يتجاوز إمكانيات مدينة رفح المصرية ويحتاج إلى اتفاقية تنظم سفر هؤلاء المرضى خارج القطاع لكي لا يموتوا بسبب عدم توافر غرف العمليات الحديثة في القطاع الذي توقفت فيه سيارات الإسعاف عن توصيل المرضى إلى المستشفيات نتيجة قيام إسرائيل بمنع تدفق الغاز إلى قطاع غزة في عقاب جماعي لم يشهده التاريخ من قبل كما يقول سيد محمد ناجح أحد الأطباء الفلسطينيين الذي جاء مثل كل مواطني غزة لشراء بعض الاحتياجات الأساسية لأسرته ،مؤكدا أن إسرائيل ترتكب أبشع عملية تجويع داعيا المؤسسات العربية والإسلامية لتوفير الأدوية للمستشفيات الفلسطينية في قطاع غزة حتى لا تتحول المأساة الحالية إلى كارثة، ووفق البيانات الصادرة عن وزارة الصحة بلغ عدد الحالات الصحية التي رفض الاحتلال السماح لها بالخروج للعلاج بحجج أمنية وأسباب واهية أكثر من 900 حالة في نهاية شهر أكتوبر, فيما أشارت تقارير صادرة عن مراكز حقوقية إلى تعرض المرضى المسموح لهم بالمغادرة للابتزاز والمساومة من قبل مخابرات الاحتلال.
الجميع يتاجرون حتى الأطفال
عمالة الأطفال الفلسطينيين في مدينة رفح المصرية من الظواهر التي يمكن أن يلاحظها كل من يزور المدينة حيث الأطفال يعملون في كل شيء بداية من بيع المياه والسجائر إلى العمل في المقاهي التي تقدم المشروبات للزبائن .
يقول محمد العصفوري وهو طفل لا يتجاوز الثماني سنوات ويبيع زجاجات مياه معدنية إنه جاء من بيت لاهيا ليعمل في أي شيء يحصل منه على أموال يمكنه من خلالها شراء بعض الأكلات الساخنة لإخوته الذين لم يتذوقوا الطعام الساخن منذ فترة طويلة بسبب عدم توافر الطاقة حيث فقد أباه حينما كان في العام الثاني، والمواد التموينية التي تحصل عليها أمه وباقي إخوته من المنظمات الدولية وبعض الحركات السياسية التي لها جناح خيري في غزة لا تكفي لتوفير حياة كريمة .
أما على صعيد الوضع الغذائي فقد سمح الإسرائيليون منذ بدء الحصار المشدد بمرور المواد الغذائية الأساسية وبشكل متقطع، إلا انه وبعد اعتبار غزة كيانا معاديا فقد حصر الاحتلال القائمة الأساسية من المواد الغذائية بـ11 نوعا, الأمر الذي أدى إلى نقص في السلع الاستهلاكية واختفاء عدد كبير من الأصناف الغذائية وارتفاع حاد في أسعارها.
وتشير التقديرات الى انه تمت تلبية ما يقرب من 11% من الواردات من الأغذية والمواد التجارية في الفترة الواقعة بين الأول من اكتوبر وحتى الرابع من نوفمبر من العام الماضي. وهناك نقص كبير في المواد الأساسية مثل القمح, الزيت النباتي, ومنتجات الألبان وحليب الأطفال.
وقد حصل ارتفاع كبير في أسعار كثير منها نتيجة لهذا النقص على الرغم من هبوط أسعار الفواكه والخضار بشكل كبير بسبب تجميد عملية التصدير, وذلك لأن المزارعين اضطروا إلى إتلاف هذه المنتجات التي كانت معدة للتصدير إلى الأسواق المحلية. فتشير التقديرات إلى أن قطاع غزة يستهلك يوميا أكثر من 867 طنا يوميا من الدقيق و153 طنا من السكر و110أطنان من الأرز و75 طنا من الزيوت و49 طنا من البقوليات.
وهذه المواد لا تزال تخضع للحصار، ولا يعبر القطاع إلا بعض المعونات والمساعدات. حتى المساعدات التي تقدمها وكالة الغوث الدولية والتي يعتمد عليها قرابة مليون نسمة,قد منعت إسرائيل وكالة غوث من الوصول إلى القطاع مما حدا بالوكالة الدولية إلى الإعلان عن توقف عملها منذ حوالى أسبوعين ويتضح مما سبق أن إسرائيل خططت مسبقا لوصول قطاع غزة على حافة الموت البطيء، عبر تجفيف كل عروق الحياة التي يمكن أن تسمح لغزة بالبقاء ، وهذا يعني أن عمليات التخفيف الشكلية لبعض تفاصيل الحصار والتوقف المؤقت لآلة التدمير والقتل الإسرائيلية, ما هو إلا عملية تكتيكية لامتصاص الزخم الشعبي وردة فعله تمهيدا للاستمرار في سياسة الخنق. لكن بوتيرة تتغير سرعتها تبعا لرد فعل الشارع العربي.
شاهدنا مجموعة من الأطفال يكررون الذهاب والعودة من خلال بوابات السور الحديدي الثلاث وهم يرددون أغاني فلسطينية، وبسؤال البعض قالوا إن هذه البوابات كانت تستخدمها دبابات الجيش الإسرائيلي في التوغل وقتل الشباب والقيادات الفلسطينية لكن الأطفال يشعرون بان العزيمة الفلسطينية والعربية انتصرت على الصلف والغرور الإسرائيلي حيث لم يبق لهذه الدبابات مكان وتحولت البوابة الخاصة بالدبابات الإسرائيلية إلى مكان يلعب فيه أطفال فلسطين.
وأول شيء يصادفك وأنت تتجاوز مدينة رفح المصرية إلى قطاع غزة رؤية البيوت المهدمة وعليها آثار الضربات الإسرائيلية.
مأساة رفح الفلسطينية
وزارت “عـكاظ” عددا من البيوت في الجانب الفلسطيني من مدينة رفح ولمست حجم المأساة التي يعيشها المواطن الفلسطيني الذي يعيش في الأساس على المعونات الخارجية كما قال لنا الشاب وسيم مشتهي (20 عاما ) من حي الشجاعية والذي يعمل حلاقا مؤكدا أنه مع إخوته الثمانية يعيشون على المعونات التي يأخذونها من وكالة غوث اللاجئين التي تقدم لهم مساعدات كل ثلاثة شهور لكنها تكفي فقط 20 يوما ،واكد أن إسرائيل لا تسمح بعلاج مرضى القلب والسكر . وروى قصة أمه التي تعاني من السكر وأبيه الذي يعاني من أمراض الضغط والقلب في الخارج ،مؤكدا أن إغلاق المعبر أدى إلى سوء حالة والديه نظرا لعدم توافر الأدوية وخاصة التي يتم أخذها بشكل دوري مثل أمراض السكر والقلب ، وقال لعكاظ إنه لا يمانع في وضع خطط وترتيبات تسمح بتنظيم العمل على المعبر بحيث يكون دخول الفلسطينيين إلى رفح والعريش ومدينة الشيخ زويد نتيجة لاحتياج حقيقي وليس لمجرد الخروج من القطاع ، وحمل إسرائيل نتيجة ما وصل إليه حال كل الأمهات وكبار السن الذين لا يجدون العلاج الكافي لتسكين آلام المرض الذي ينهش في أجسادهم نتيجة الحصار وتوقف الكثير من المستشفيات عن تقديم العلاج نتيجة لعدم وجود الأدوية ، وجاء وسيم إلى مدينة رفح بغرض شراء كميات من الدقيق والشاي والمعلبات التي يمكن الحياة بها في حال انقطاع الكهرباء لفترة طويلة . ويعتبر إغلاق المعبر مأساة كبيرة بالنسبة الى الفلسطينيين لان معظم الاحتياجات الأساسية التي تم شراؤها في الفترة الماضية لا تكفي لأكثر من أسبوع لان هناك بعض المواطنين الذين اشتروا بعض الاحتياجات يوم الأربعاء الماضي في أول يوم من فتح ثغرات في المعبر نفدت تماما خلال الأيام الثمانية الماضية وعادوا إلى رفح المصرية للشراء من جديد، ويعود السبب في ذلك الى أن إغلاق المعبر والحصار على غزة لمدة ثمانية اشهر جعل كل البيوت الفلسطينية خالية من المواد الغذائية والتموينية ولذلك يحتاج الفلسطينيون إلى تخزين كميات كبيرة حتى تكفي الاحتياجات لفترة أطول وهذا غير ممكن نظرا لارتفاع الأسعار من ناحية ، وعدم توافر البضائع من ناحية اخرى بسبب قيام ما يقرب من مليون فلسطيني زاروا رفح المصرية منذ فتح المعبر كما يقول محمد أبو سند من دير البلح وهو مدرس لغة إنجليزية . واضاف إن إسرائيل تتحمل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية والقانونية لسجن أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني في 365كيلو مترا . واكد ضرورة محاكمة كل المسؤولين الإسرائيليين الذين اتخذوا قرارات الحصار على الشعب الفلسطيني ، وقال إن إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني عندما تترك مليونا ونصف المليون فريسة للفقر والجوع والامراض المستعصية ، داعيا القانونيين العرب والسلطة الفلسطينية الى رفع دعوات قضائية أمام القضاء الدولي لمحاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت ووزير دفاعه أيهود باراك بسبب النتائج المأساوية للحصار.
وقد بدأت السلطات المصرية وقوات الأمن التابعة لحماس باتخاذ مجموعة من الإجراءات على جانبي الحدود كمرحلة تجريبية للكيفية التي يمكن أن يكون عليها معبر رفح بين قطاع غزة ومصر خلال الفترة المقبلة ،حيث بدأت قوات الشرطة المصرية في تأمين آلاف الفلسطينيين المتدفقين على رفح المصرية من خلال مساعدتهم على التوجه إلى مناطق بعينها لشراء الاحتياجات الضرورية.
ويحتاج عدد كبير من الفلسطينيين إلى إجراء عمليات جراحية كبيرة خارج القطاع وخاصة الأطفال وكبار السن وهو ما يتجاوز إمكانيات مدينة رفح المصرية ويحتاج إلى اتفاقية تنظم سفر هؤلاء المرضى خارج القطاع لكي لا يموتوا بسبب عدم توافر غرف العمليات الحديثة في القطاع الذي توقفت فيه سيارات الإسعاف عن توصيل المرضى إلى المستشفيات نتيجة قيام إسرائيل بمنع تدفق الغاز إلى قطاع غزة في عقاب جماعي لم يشهده التاريخ من قبل كما يقول سيد محمد ناجح أحد الأطباء الفلسطينيين الذي جاء مثل كل مواطني غزة لشراء بعض الاحتياجات الأساسية لأسرته ،مؤكدا أن إسرائيل ترتكب أبشع عملية تجويع داعيا المؤسسات العربية والإسلامية لتوفير الأدوية للمستشفيات الفلسطينية في قطاع غزة حتى لا تتحول المأساة الحالية إلى كارثة، ووفق البيانات الصادرة عن وزارة الصحة بلغ عدد الحالات الصحية التي رفض الاحتلال السماح لها بالخروج للعلاج بحجج أمنية وأسباب واهية أكثر من 900 حالة في نهاية شهر أكتوبر, فيما أشارت تقارير صادرة عن مراكز حقوقية إلى تعرض المرضى المسموح لهم بالمغادرة للابتزاز والمساومة من قبل مخابرات الاحتلال.
الجميع يتاجرون حتى الأطفال
عمالة الأطفال الفلسطينيين في مدينة رفح المصرية من الظواهر التي يمكن أن يلاحظها كل من يزور المدينة حيث الأطفال يعملون في كل شيء بداية من بيع المياه والسجائر إلى العمل في المقاهي التي تقدم المشروبات للزبائن .
يقول محمد العصفوري وهو طفل لا يتجاوز الثماني سنوات ويبيع زجاجات مياه معدنية إنه جاء من بيت لاهيا ليعمل في أي شيء يحصل منه على أموال يمكنه من خلالها شراء بعض الأكلات الساخنة لإخوته الذين لم يتذوقوا الطعام الساخن منذ فترة طويلة بسبب عدم توافر الطاقة حيث فقد أباه حينما كان في العام الثاني، والمواد التموينية التي تحصل عليها أمه وباقي إخوته من المنظمات الدولية وبعض الحركات السياسية التي لها جناح خيري في غزة لا تكفي لتوفير حياة كريمة .
أما على صعيد الوضع الغذائي فقد سمح الإسرائيليون منذ بدء الحصار المشدد بمرور المواد الغذائية الأساسية وبشكل متقطع، إلا انه وبعد اعتبار غزة كيانا معاديا فقد حصر الاحتلال القائمة الأساسية من المواد الغذائية بـ11 نوعا, الأمر الذي أدى إلى نقص في السلع الاستهلاكية واختفاء عدد كبير من الأصناف الغذائية وارتفاع حاد في أسعارها.
وتشير التقديرات الى انه تمت تلبية ما يقرب من 11% من الواردات من الأغذية والمواد التجارية في الفترة الواقعة بين الأول من اكتوبر وحتى الرابع من نوفمبر من العام الماضي. وهناك نقص كبير في المواد الأساسية مثل القمح, الزيت النباتي, ومنتجات الألبان وحليب الأطفال.
وقد حصل ارتفاع كبير في أسعار كثير منها نتيجة لهذا النقص على الرغم من هبوط أسعار الفواكه والخضار بشكل كبير بسبب تجميد عملية التصدير, وذلك لأن المزارعين اضطروا إلى إتلاف هذه المنتجات التي كانت معدة للتصدير إلى الأسواق المحلية. فتشير التقديرات إلى أن قطاع غزة يستهلك يوميا أكثر من 867 طنا يوميا من الدقيق و153 طنا من السكر و110أطنان من الأرز و75 طنا من الزيوت و49 طنا من البقوليات.
وهذه المواد لا تزال تخضع للحصار، ولا يعبر القطاع إلا بعض المعونات والمساعدات. حتى المساعدات التي تقدمها وكالة الغوث الدولية والتي يعتمد عليها قرابة مليون نسمة,قد منعت إسرائيل وكالة غوث من الوصول إلى القطاع مما حدا بالوكالة الدولية إلى الإعلان عن توقف عملها منذ حوالى أسبوعين ويتضح مما سبق أن إسرائيل خططت مسبقا لوصول قطاع غزة على حافة الموت البطيء، عبر تجفيف كل عروق الحياة التي يمكن أن تسمح لغزة بالبقاء ، وهذا يعني أن عمليات التخفيف الشكلية لبعض تفاصيل الحصار والتوقف المؤقت لآلة التدمير والقتل الإسرائيلية, ما هو إلا عملية تكتيكية لامتصاص الزخم الشعبي وردة فعله تمهيدا للاستمرار في سياسة الخنق. لكن بوتيرة تتغير سرعتها تبعا لرد فعل الشارع العربي.