اجتمع وزراء خارجية الدول التي تتعامل مع البرنامج النووي الإيراني، في برلين، لمناقشة قضية فرض عقوبات جديدة على إيران في الأمم المتحدة، لأن طهران ما زالت ترفض تعليق نشاطها في تخصيب اليورانيوم، ولأن العمل الدبلوماسي يتعثّر.
وفي حال التصويت على قرار ثالث للعقوبات ـ وهو أمر مستبعد ـ فإن محتواه سيكون متواضعاً، حيث إن روسيا والصين ترفضان الكلام عن تدابير ردعية صارمة.
أما فكرة العقوبات الأوروبية الإضافية، التي روّج لها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، فلم تشهد أي تطور، ولم تبادر أوروبا إلى اتخاذ أي قرار عملي بهذا الشأن.
ومن الممكن ألا يتحرك أي شيء قبل شهر مارس القادم، موعد إجراء الانتخابات التشريعية في إيران، كما أن المهلة الزمنية التي تم الاتفاق عليها بين مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، وإيران، من أجل توضيح المراحل السابقة للبرنامج النووي الإيراني، يمكن أن تكون ذات نهاية إيجابية.
وإذا كان «التقييم الاستخباراتي الأمريكي» قد انعكست نتائجه بشكل سلبي على استعدادات الدول الغربية وجهودها الرامية لكبح جماح طهران، فإنه أشار، في مكان آخر، إلى أن إيران كانت تعمل على تطوير برنامج نووي عسكري، وهذا ما دفع بأمريكا وفرنسا وبريطانيا إلى التأكيد على أن ما من شيء في «التقييم» الأمريكي يسمح بالتقليل من مدى خطورة إيران. وكلما تواصل تخصيب اليورانيوم بقيت هذه الشكوك.
وفي هذه الأجواء المضطربة، طرأ حدثان عسكريان في الآونة الأخيرة، الأول: في 6 سبتمبر 2007، عندما قام الطيران الإسرائيلي بتدمير مجمع في سوريا، زعمت تل أبيب أنه مفاعل نووي في كوريا الشمالية.
والثاني: حادث اقتراب قوارب إيرانية سريعة من عدد من السفن الحربية الأمريكية في مياه مضيق هرمز.
وإذا كان «التقييم» الأمريكي قد أبعد سيناريو العمل العسكري الأمريكي ضد إيران، فإن احتمال المبادرة الإسرائيلية على هذا الصعيد قد برز إلى الواجهة. وهذا ما ألمح إليه إيهود أولمرت في 14 يناير الجاري بقوله: «نحن لا نستبعد أي خيار».
كما أن الرئيس ساركوزي، صرح بعد ذلك قائلاً: «خطر نشوب الحرب ماثل أمامنا، إن الإسرائيليين يشعرون أن أمنهم مهدد بالخطر».
إلى ذلك، أعلنت فرنسا أنها بدأت بإقامة قاعدة عسكرية لها في أبوظبي، قبالة إيران، كما أن جورج بوش هدد بعواقب وخيمة، إذا تعرضت السفن الأمريكية لأي هجوم في المنطقة، وكل ذلك يؤشر إلى أن اللجوء إلى القوة ضد إيران ليس أمراً مستبعداً.
غير أن النظام الإيراني، بالرغم من انقساماته الداخلية، لا ينوي التراجع. وهو يواصل تشغيل أجهزته للطرد المركزي، وينتظر وصول إدارة جديدة إلى البيت الأبيض، والوقت المتبقي أمامه قبل أن يتخطى الخط الأحمر لإنتاج السلاح النووي، لا يزال «المجهول» الأكبر في هذه المعمعة.
* كاتبة في صحيفة «لوموند» الفرنسية
ترجمة: جوزيف حرب
وفي حال التصويت على قرار ثالث للعقوبات ـ وهو أمر مستبعد ـ فإن محتواه سيكون متواضعاً، حيث إن روسيا والصين ترفضان الكلام عن تدابير ردعية صارمة.
أما فكرة العقوبات الأوروبية الإضافية، التي روّج لها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، فلم تشهد أي تطور، ولم تبادر أوروبا إلى اتخاذ أي قرار عملي بهذا الشأن.
ومن الممكن ألا يتحرك أي شيء قبل شهر مارس القادم، موعد إجراء الانتخابات التشريعية في إيران، كما أن المهلة الزمنية التي تم الاتفاق عليها بين مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، وإيران، من أجل توضيح المراحل السابقة للبرنامج النووي الإيراني، يمكن أن تكون ذات نهاية إيجابية.
وإذا كان «التقييم الاستخباراتي الأمريكي» قد انعكست نتائجه بشكل سلبي على استعدادات الدول الغربية وجهودها الرامية لكبح جماح طهران، فإنه أشار، في مكان آخر، إلى أن إيران كانت تعمل على تطوير برنامج نووي عسكري، وهذا ما دفع بأمريكا وفرنسا وبريطانيا إلى التأكيد على أن ما من شيء في «التقييم» الأمريكي يسمح بالتقليل من مدى خطورة إيران. وكلما تواصل تخصيب اليورانيوم بقيت هذه الشكوك.
وفي هذه الأجواء المضطربة، طرأ حدثان عسكريان في الآونة الأخيرة، الأول: في 6 سبتمبر 2007، عندما قام الطيران الإسرائيلي بتدمير مجمع في سوريا، زعمت تل أبيب أنه مفاعل نووي في كوريا الشمالية.
والثاني: حادث اقتراب قوارب إيرانية سريعة من عدد من السفن الحربية الأمريكية في مياه مضيق هرمز.
وإذا كان «التقييم» الأمريكي قد أبعد سيناريو العمل العسكري الأمريكي ضد إيران، فإن احتمال المبادرة الإسرائيلية على هذا الصعيد قد برز إلى الواجهة. وهذا ما ألمح إليه إيهود أولمرت في 14 يناير الجاري بقوله: «نحن لا نستبعد أي خيار».
كما أن الرئيس ساركوزي، صرح بعد ذلك قائلاً: «خطر نشوب الحرب ماثل أمامنا، إن الإسرائيليين يشعرون أن أمنهم مهدد بالخطر».
إلى ذلك، أعلنت فرنسا أنها بدأت بإقامة قاعدة عسكرية لها في أبوظبي، قبالة إيران، كما أن جورج بوش هدد بعواقب وخيمة، إذا تعرضت السفن الأمريكية لأي هجوم في المنطقة، وكل ذلك يؤشر إلى أن اللجوء إلى القوة ضد إيران ليس أمراً مستبعداً.
غير أن النظام الإيراني، بالرغم من انقساماته الداخلية، لا ينوي التراجع. وهو يواصل تشغيل أجهزته للطرد المركزي، وينتظر وصول إدارة جديدة إلى البيت الأبيض، والوقت المتبقي أمامه قبل أن يتخطى الخط الأحمر لإنتاج السلاح النووي، لا يزال «المجهول» الأكبر في هذه المعمعة.
* كاتبة في صحيفة «لوموند» الفرنسية
ترجمة: جوزيف حرب