خرج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن عاداته من أجل استمالة الزعيم الصيني في أول أيام زيارته الرسمية للصين اليوم (الاثنين)، فقدم له جوادا من جياد الحرس الجمهوري الفرنسي.
وبدأت زيارة ماكرون للصين التي تستغرق ثلاثة أيام في شيان التي كانت تعد نقطة انطلاق شرقية لطريق الحرير القديم حيث زار هو وزوجته بريجيت جيش التيراكوتا الطيني المكون من تماثيل الجنود الصينيين.
وقع اختيار ماكرون الذي يجيد الدبلوماسية الناعمة واستخدام الرموز على جواد بني اللون عمره ثماني سنوات واسمه فيسوفيوس من جياد فرقة الفرسان بالحرس الجمهوري وواجه فحوص الحجر الصحي الصينية المشددة لتقديمه هدية للرئيس شي جين بينغ.
وهذه الهدية لفتة دبلوماسية غير مسبوقة في أعراف الرئاسة الفرنسية، وجاء اختيارها بعد أن أبدى الرئيس الصيني افتتانه بفرقة الفرسان المكونة من 104 فرسان التي رافقته خلال زيارته الأخيرة إلى باريس عام 2014.
فهذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها فرنسا واحدا من جياد فرقة الفرسان هدية كما أنها تمثل ردا على «دبلوماسية الباندا» الصينية بعد أن أصبحت بريجيت زوجة ماكرون عرابة لحيوان الباندا الصيني الذي أعارته بكين لحديقة حيوان قرب باريس.
ويحرص ماكرون (40 عاما) على فتح المجال بدرجة أكبر لعمل الشركات الفرنسية في أسواق الصين التي تتمتع بحماية كبيرة ويصطحب معه وفدا يضم نحو 50 من رجال الأعمال.
وقال ماكرون اليوم إنه ينبغي على الصين وأوروبا العمل سويا بشان مبادرة «الحزام والطريق» التي أطلقتها بكين وهو مشروع يهدف لبناء طريق حرير حديث لكنه أضاف أنه لا يمكن أن يكون «اتجاها واحدا».
وأضاف ماكرون أمام أكاديميين وطلبة ورجال أعمال في مدينة شيان وهي نقطة البداية الشرقية لطريق الحرير القديم «طرق الحرير القديمة لم تكن قط صينية فقط.. تلك الطرق بتعريفها ينبغي أن تقوم على المشاركة. إذا كانت طرقا فلا يمكن أن تكون في اتجاه واحد».
ويهدف مشروع الحزام والطريق الذي كشفت الصين النقاب عنه في عام 2013 لربط الصين عن طريق البر والبحر بجنوب شرق آسيا وباكستان وآسيا الوسطى وبعد ذلك إلى الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا.