-A +A
يوسف فرحان (جدة)تصوير: سعيد الشهري
في زمان تسيد شبكة المعلومات العالمية "الانترنت" والفضاء المفتوح نجد ان الكثيرين من الشباب انسلخوا من عباءة التراث بعد ان بهرتهم حضارة الغرب حيث اصبح تقليد الاخرين بالنسبة لهم معيارا للحضارة والتقدم ورغم ذلك فمازال هناك شباب يحافظون على التراث ويتمسكون به ويحاولون توثيقه بكافة الصور حفاظا عليه من الاندثار علاوة على محاولاتهم تبسيط مفردات التراث وتحقيقها حتى يصبح متاحا للجميع. يقول خالد مطر الطالب في الكلية التقنية قسم الفندقة والسياحة انه مغرم بكل قديم لأن الحفاظ على التراث يعني ان الانسان يتمسك بجذوره وهويته الثقافية.
واضاف انه منذ صغره يهوى مشاهدة الافلام الوثائقية التي تستعرض حضارات الأمم ولما اتيحت له الفرصة سافر الى منطقة العلا حيث مدائن صالح والتي كان لايراها سوى في الكتب وهناك انبهر بالنمط العمراني والبيوت المنحوتة في الجبال.

وقد زار أكثر من 130 منزلا من تلك المنازل التاريخية منها قصر البنت وقصر الفريد .
واضاف ان مدائن صالح من المعالم الاثرية التي يتوجب الترويج لها ودعوة السياح لزيارتها والحفاظ عليها من الاندثار, لانها تمثل مخزونا تراثيا يتجاوز عمره الـ (5000) عام.
وتابع ان تعريف الطلاب والشباب بصفة عامة بالتراث السمعي والشفهي والتاريخي من الاهمية بمكان حيث يشبون ويشب معهم حب التراث وكيفية الحفاظ عليه.
واضاف أنه يتمنى ان يتحقق حلمه وهو مشروع عبارة عن تكوين قاعدة معلوماتية للتراث الوطني حتى تستفيد منه الاجيال.
وبالنسبة لمحمد محجوب فإن قصته مع حب التراث بدأت حينما كان يشاهد الفيلم الامريكي "تايتنك" والذي يجسد قصة سفينة غرقت في المحيط الاطلسي واصبحت من كنوز البحر.. حيث ان ذلك الفيلم الهمه لكي يتعلم الغوص ويبحث عن الاثار الغارقة في عمق المياه حيث تلقى دورات في الغوص وبدأ في البحث عن السفن القديمة الغارقة وفعلا استطاع ان يغوص في شرم ابحر واكتشف ثلاث سفن غارقة منذ اكثر من (80) عاما.
واضاف ان مثل هذه السفن عبارة عن تراث بحري يمكن تصويره ومعرفة تاريخ غرقها واسبابه.
وتابع انه بعد دورة الغوص التحق بدورة في التصوير الفوتغرافي واصبح يبحث عن الاثار لتصويرها حيث قام بتصوير مدائن صالح والاخدود في نجران.
وصور العديد من المواطنين بالزي الشعبي التراثي, واستطرد انه زار مدينة حقل وقام بتصوير العديد من الاثار.
واضاف أنه يتمنى ان تضاف الى المناهج الدراسية مواد عن اهمية الحفاظ على التراث والاهتمام به.
ومن جانبه قال عبدالكريم سعود انه من المهتمين بمنطقة البلد في جدة ويهوى تصوير الرواشين والبيوت القديمة وقد حفزه حب التراث بالسفر الى منطقة رجال المع وشاهد الازياء التراثية والطراز المعماري القديم وكل هذه المعلومات كرست في نفسه حب التراث.
واضاف ان الوطن يزخر بالكثير من المناطق الاثرية التي يتوجب الحفاظ عليها والترويج لها عبر المحطات الفضائية, وتابع ان اصدقاءه حينما وجدوه مهتما بالتراث عابوا عليه ذلك وقالوا له لماذا لاتسافر الى ماليزيا أو سنغافورة من اجل الاستمتاع ولكن اجابهم انه عاشق للتراث وتوثيقه بالصور تمشيا مع المقولة السائدة "من فات قديمه تاه".