بعد مرور نحو عشرة ايام على فتح معبر رفح بين مصر وقطاع غزة، بات واضحا حاجة مصر وغزة الى وضع ضوابط لمرور المواطنين والبضائع على الحدود المصرية وبعد مرور هذه الفترة يشعر الفلسطينيون والمصريون بضرورة الاسراع بوضع آليات لتنظيم هذه العملية ،ويشعر الطرفان بالقلق من الوضع الحالي الذي توافق الطرفان على وصفه بالفوضى. التراجع الحاد في أعداد العابرين الى مصر من غزة هو اول مايلفت الانظار خلال اليومين الماضيين، ليس فقط لان جميع منافذ البيع في مدينة العريش والشيخ زويد اغلقت أبوابها تماما، بعد ان نفدت المواد الغذائية والتموينية والبنزين، بل أيضا لأن الفلسطينيين القادمين من مصر الى قطاع غزة لزيارة الاهل والاصدقاء بدأوا في العودة الى المناطق التي جاءوا منها وهو ما تمثل في الازدحام الشديد على وسائل المواصلات المتجهة من رفح الى العريش ومنها الى القاهرة وباقي المحافظات المصرية. تزامن ذلك كله مع الطقس السيئ جدا، حيث وصلت درجات الحرارة الى أقل من الصفر في رفح ما لعب دورا في تراجع عدد الفلسطينيين الذين يأتون الى رفح المصرية لشراء ما تبقى من بضائع أو حتى لبيع ما لديهم من بضائع تم شراؤها في الايام الاولى من فتح المعبر . ويقدر رجال الامن الفلسطينين التابعون لحكومة إسماعيل هنية المقالة عدد الفلسطينيون الذين زاروا اقاربهم في قطاع غزة خلال الاسبوع الماضي بأكثر من 200 ألف في حين يقدرون عدد الذين عبروا الى معبر رفح باكثر من 750 ألفا بينما يقدر عدد الموجودين حاليا في الاراضي المصرية في مدينة رفح والمدن والقرى المجاورة لها حتى مدينة العريش بأكثر من 300 ألف فلسطيني، وأن الكثير من سكان غزة عبروا الى الحدود المصرية خلال هذا الاسبوع أكثر من مرة ربما بسبب عدم شراء كل شيء في اول زيارة الى رفح، أوربما الشراء في الزيارة الاولى والتنفيس عن النفس خلال الزيارات التالية حسب وصف الفلسطينيين لحالة الضغط النفسي التي سبقت فتح المعبر. ويؤكد رجال الامن الفلسطينيون على المعبر أنه لا يوجد منزل من قطاع غزة لم يتدفق أحد أفراده للشراء والتسوق في المدن المصرية، لكن حتى الان هناك كميات من البضائع موجودة في رفح المصرية خاصة السلع الكهربائية والموتوسيكلات والسجائر التي يقبل عليها سكان غزة بشكل كبير، كما عبرت الى قطاع غزة شاحنات ضخمة تحمل المواد الغذائية الى القطاع من هيئة الاغاثة التابعة لاتحاد الاطباء العرب حيث عبرت أكثر من 30 شاحنة، وبعيدا عن الزحام في المعبر وفي الطرق المؤدية الى رفح بين مدينة الشيخ زويد ورفح المصرية، وصلت كميات ضخمة من المواد الغذائية وخاصة من القمح والزيت والسكر من بعض الدول العربية حيث تقف شاحنات فلسطينية عملاقة تقوم بتحميل هذه المواد، وقد يكون وصول هذه المواد الغذائية الى داخل القطاع سببا رئيسيا في تراجع عدد القادمين الى مصر عبر بوابة صلاح الدين التي أصبحت المنفذ الوحيد للعبور من والى غزة .
اول لقاء منذ 12 عاما
أم خالد (55 عاما ) من قرية مكرم عبيد مركز بدر بمديرية التحرير محافظة البحيرة، وهي مصرية متزوجة من فلسطيني ولديها إبن وحيد يعمل في السلطة الفلسطينية بغزة قالت لـ “عـكاظ”: لا بد من وضع ضوابط على المعبر يسمح لها أو لابنها بتبادل الزيارات، وأضافت وهي تذرف الدموع أنها إلتقت بابنها وأحفادها لاول مرة منذ 12 عاما، وقالت إن أخر زيارة لها لقطاع غزة عندما حضرت حفل زفاف إبنها وكان لديها إقامة لمدة شهر فقط في قطاع غزة من قبل إسرائيل التي كانت تسيطر على القطاع بكل معابره في ذلك الوقت.
أم خالد كانت تزور القطاع لاول مرة لانها كانت تعيش مع زوجها في مصر لكن ابنها عندما اختار العمل في السلطة الفلسطينية بعد إتفاق أوسلو لم تكن تعلم أن تجاوزها مدة الشهر التي حددتها لها إسرائيل سيصعب عليها العودة الى مصر ويحرمها تماما من زيارة ابنها بعد ان وضعت السلطات الإسرائيلية أختاما على جواز سفرها تمنعها من دخول القطاع مرة أخرى ، كما أنها لم تستطع تغيير جواز السفر الخاص بها لان منعها من دخول غزة تم تسجيله على قاعدة البيانات الاسرائيلية التي تمنع المخالفين لقانون العبور الى قطاع غزة، وهو ما أدى الى عدم رؤيتها لابنها وأولاده الخمسة الذين ولدوا خلال هذه السنوات الاثنتي عشرة . واعربت عن املها فى وجود اتفاقية للمعبر تعطي الفلسطينيين الحرية الكاملة في التنقل والخروج من المعبر في أي وقت خاصة في الاوقات الحرجة التي يكون هناك حاجة لنقل المرضى والاطفال للعلاج في الخارج . ورغم أن أم خالد التقت بابنها وأحفادها في مدينة رفح الفلسطينية لكنها تقول انها تحتاج الى معرفة الاجراءات القانونية التي تحدد زيارتها لابنها وأنها تريد جواز سفر جديداً، وطالبت وفدي فتح وحماس بالاتفاق في القاهرة على خطة موحدة لادارة المعبر بعيدا عن المشاحنات الحزبية ،ودعت الرئيس محمود عباس وخالد مشعل بالنظر الى معاناة الشعب في القطاع وتقديم الوضع الانساني للشعب الفلسطيني على المكاسب السياسية .
تنظيم المرور
ونفس الموقف عبر عنه محمد النجار فني ميكانيكا من مدينة رفح الذي قال انه سعيد الان بالتحرك يوميا بين مصروغزة لكنه يقول بسبب الفوضى لا يستطيع الخروج بعيدا عن مدينة العريش التي تبعد عن رفح 45 كيلو مترا، واضاف أتمنى زيارة القاهرة والبقاء فيها لمدة إسبوع أو أسبوعين، لكن لا أستطيع فعل ذلك لان هذا ممنوع في الوقت الحاضر لان السلطات المصرية سمحت لنا بالتجول في حدود مدينة العريش لشراء الاحتياجات فقط لان الهدف من فتح المعبر هو توفير المواد الغذائية التي أنتهت تماما خلال الشهور الثمانية الماضية، مؤكدا أنه في ظل فوضى العبور اليومية من القطاع الى مصر والعكس ربما لا يستطيع بعض المرضى والطلبة ومن يريدون العودة الى أعمالهم ووظائفهم في الدول العربية.
واشار الى أن هذه الفوضى تسببت في إنتهاء المواد الغذائية والتموينية بسرعة في مدن رفح والعريش، وأنه ربما لو كان هناك نظام في العبور ربما كانت هناك فرصة أكبر لمن لم يستطع الشراء في الايام الاولى من فتح المعبر، مؤكدا أنه لو كان هناك نظام لفرز الشخصيات التي تمر عبر المعبر ما كان بعض التجار من قطاع غزة إستغلوا الوضع وقاموا بشراء كل الكميات من المواد الغذائية والتموينية والوقود وإعادة بيعها بأسعار مضاعفة الى سكان غزة ،مشيرا الى أن المواطن الغزاوي أكثر الخاسرين من تلك الفوضى، وطالب السياسيين بتنحية السياسة بعيدا عن المعبر الذي يمثل النافذة الوحيدة للشعب الفلسطيني للخروج والعلاج والتواصل مع العالم الخارجي واعتبر أنها فرصة تاريخية لينجح المصريون والفلسطينيون في إدارة المعبر وأن البديل والفشل سيكون عودة الاوروبيين والاسرائيليين وهو ما سيشكل كارثة على الشعب الفلسطيني ،مشيرا الى أنه في هذه الفوضى يمكن أن يدخل تجار المخدرات والخارجون على القانون الى طرفي الحدود المصرية والفلسطينية، وأن ضبط وتنظيم الحدود سيكون في صالح الطرفين.
قوة حماس على المعبر
وبالانتقال الى الجانب الاخر في رفح الفلسطينية حيث تقوم مجموعة من القوة التنفيذية التابعة لحركة حماس بحراسة المعبر دون أن يسألوا أي شخص عن هويته أو اوراقه الثبوتية التقت عـكاظ بعدد من رجال هذه القوة الذين أوضحوا بأن فتح المعبر بهذه الطريقة ونسف جزء منه لم يكن بقرار تنظيمي من حماس كما قال البعض وأن الضغط على الشعب الفلسطيني والحصار الذي استمر لمدة 8 اشهر دفع المواطنين الى تفجير جزء من السور الحديدي العملاق لفتح ثغرة والعبور الى الجانب المصري.
و قال فهد أبو محمود -يعمل في القوة التنفيذية التابعة لحماس- ان المرور بهذه الطريقة الفوضوية لم يأت برغبة الشعب الفلسطيني أو الجانب المصري ،لكن الظروف هي التي فرضت هذا الوضع على المصريين والفلسطينيين، مؤكدا أن هذا الوضع يسبب إرهاقا أمنيا كبيرا جدا وأن حماس تتمنى وجود هذه الضوابط لأنه في ظل الوضع الحالي لا يمكن منع أو توقيف أي مواطن فالجميع يعبرون من كل جانب الى الجانب الاخر دون أي ضوابط وأن عمله يتوقف فقط على تنظيم العبور وعدم حدوث إختناق مروري على الجانب الفلسطيني من المعبر ،لكن أبو محمود شدد على ضرورة أن تكون إدارة المعبر مصرية فلسطينية فقط رافضا أي دور للاسرائيليين أو حتي الأوروبيين واصفا الأوروبيين الذين كانوا على المعبر بانهم لا يختلفون كثيرا عن الاسرائيليين، وأنهم لم يتجابوا مع الحالات الانسانية التي كانت تطالبهم بفتح المعبر للخروج للعلاج الى مصر، وأن الأوروبيين كانوا ينسقون مع الاسرائيليين الذين رحلوا عن القطاع عام 2005 ولا يستجيبون لاحتياجات أصحاب القطاع من الفلسطينيين، وتوقع أبو محمود أن تنجح مصر في التوصل لاتفاق بين حماس وفتح بشأن المعبر وقال ان الحالات الانسانية والحصار، وتجويع الشعب الفلسطيني خلال الشهور الثلاثة الماضية ستشكل ضغطا على حماس وفتح للتوصل الى هذا الاتفاق داعيا فتح لتغيير استراتيجيتها في ما يتعلق بالمعابر وضرورة إلغاء إتفاقية المعابر التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل عقب الانسحاب الاسرائيلي من جانب واحد من قطاع غزة عام 2005، وشدد على ان هذه الاتفاقية فاشلة لانها هي سبب الوضع المأساوي الحالي في غزة.
إشادة بموقف مصر
ولاحظت عـكاظ أن هناك امتنانا كبيرا من جانب الإخوة الفلسطينيين لموقف مصر من السماح للفلسطينيين .
وقال ابو محمود ان هذه الاتفاقية السابقة التي تنظم العبور في رفح سببت الإحراج لمصر، مؤكدا أنه ليس ضد ان تتخذ مصر جميع الاجراءات للحفاظ على أمنها ،مشيرا الى أنهم في القوة التنفيذية لحركة حماس وفي وزارة الداخلية الفلسطينية لديهم تعليمات واضحة بضرورة عمل كل شيء للحفاظ على الامن على جانبي الحدود والحفاظ على الامن القومي المصري مثل أمن القطاع تماما.
و قال صلاح عبد الناصر من وزارة الداخلية الفلسطينية والذي يعمل في قطاع مكافحة تهريب المخدرات أن الوضع الحالي لمعبر رفح ليس مثاليا ولا يساعد على ضبط تهريب المخدرات الى القطاع أو الى مصر،لان الجميع يعبر دون إبراز هويته أو التعرف عليه سواء كان من قطاع غزة أو من غيرها، واضاف ان هذا الوضع أفضل من الحصار الكامل على القطاع، مؤكدا أنهم في قطاع مكافحة تهريب المخدرات وزملاءه في القطاعات الاخرى في وزارة الداخلية الفلسطينية يجدون صعوبة كبيرة في العمل في ظل عدم تنظيم المرور عبر المعبر،، وأشار الى أن الخطوات التي تم اتخاذها في الايام الماضية خاصة حصر المرور في معبر صلاح الدين جاء بالتنسيق بين المصريين وقطاع غزة.
وعلى الجانب المصري إلتقت عـكاظ بعض الضباط ورجال الامن المصريين الذين أكدوا تراجع عدد الفلسطينيين العابرين الى رفح المصرية بعد أن قام غالبية سكان غزة بتخزين احتياجاتهم من المواد التموينية والوقود خلال الاسبوع الماضي، وقالوا ان لديهم تعليمات واضحة من كل المسؤولين بتسهيل مرور الفلسطينيين الى مدينة رفح حتى يستوفي الفلسطينيين احتياجاتهم، لكنهم أكدوا في نفس الوقت أن الوضع الحالي للمعبر لا يساعد على النظام ويمثل الفوضى ذاتها حسب وصف بعض الضباط المكلفين بحماية المعبر، وقالوا إن الوضع الحالي لا يستطيعون من خلاله حتى سؤال العابرين عن أسمائهم، واوضح أحد الضباط إن 90 % ممن عبروا الى المدن المصرية حتى العريش ليس لديهم أية أوراق ثبوتية أو جوازات سفر أو أي شىء مؤكدا أن هذا لا يتوافق مع الضوابط الامنية التي تحمي الفلسطينيين والمصريين العابرين الى المعبر، وقال رجال الامن المصريون الذين أرهقتهم ساعات السهر الطويلة ودرجات الحرارة المتدنية أنهم سينفذون أي إتفاق يتم التوصل اليه برعاية مصرية بين حماس وفتح لان الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر بهذه الصورة لأنهم لا يعرفون هوية وماهية الأشخاص الذين يدخلون الى مصر أو قطاع غزة.
وحول حصر عمليات العبور في معبر صلاح الدين فقط أكد رجال الامن المصريون أن الهدف فقط تنظيم عملية العبور حتى لا يحدث تدافع خاصة أن معبر صلاح الدين يكفي الان لحالات العبور بعد أن تراجع عدد العابرين الى الجانبين المصري والفلسطيني من مدينة رفح.
اول لقاء منذ 12 عاما
أم خالد (55 عاما ) من قرية مكرم عبيد مركز بدر بمديرية التحرير محافظة البحيرة، وهي مصرية متزوجة من فلسطيني ولديها إبن وحيد يعمل في السلطة الفلسطينية بغزة قالت لـ “عـكاظ”: لا بد من وضع ضوابط على المعبر يسمح لها أو لابنها بتبادل الزيارات، وأضافت وهي تذرف الدموع أنها إلتقت بابنها وأحفادها لاول مرة منذ 12 عاما، وقالت إن أخر زيارة لها لقطاع غزة عندما حضرت حفل زفاف إبنها وكان لديها إقامة لمدة شهر فقط في قطاع غزة من قبل إسرائيل التي كانت تسيطر على القطاع بكل معابره في ذلك الوقت.
أم خالد كانت تزور القطاع لاول مرة لانها كانت تعيش مع زوجها في مصر لكن ابنها عندما اختار العمل في السلطة الفلسطينية بعد إتفاق أوسلو لم تكن تعلم أن تجاوزها مدة الشهر التي حددتها لها إسرائيل سيصعب عليها العودة الى مصر ويحرمها تماما من زيارة ابنها بعد ان وضعت السلطات الإسرائيلية أختاما على جواز سفرها تمنعها من دخول القطاع مرة أخرى ، كما أنها لم تستطع تغيير جواز السفر الخاص بها لان منعها من دخول غزة تم تسجيله على قاعدة البيانات الاسرائيلية التي تمنع المخالفين لقانون العبور الى قطاع غزة، وهو ما أدى الى عدم رؤيتها لابنها وأولاده الخمسة الذين ولدوا خلال هذه السنوات الاثنتي عشرة . واعربت عن املها فى وجود اتفاقية للمعبر تعطي الفلسطينيين الحرية الكاملة في التنقل والخروج من المعبر في أي وقت خاصة في الاوقات الحرجة التي يكون هناك حاجة لنقل المرضى والاطفال للعلاج في الخارج . ورغم أن أم خالد التقت بابنها وأحفادها في مدينة رفح الفلسطينية لكنها تقول انها تحتاج الى معرفة الاجراءات القانونية التي تحدد زيارتها لابنها وأنها تريد جواز سفر جديداً، وطالبت وفدي فتح وحماس بالاتفاق في القاهرة على خطة موحدة لادارة المعبر بعيدا عن المشاحنات الحزبية ،ودعت الرئيس محمود عباس وخالد مشعل بالنظر الى معاناة الشعب في القطاع وتقديم الوضع الانساني للشعب الفلسطيني على المكاسب السياسية .
تنظيم المرور
ونفس الموقف عبر عنه محمد النجار فني ميكانيكا من مدينة رفح الذي قال انه سعيد الان بالتحرك يوميا بين مصروغزة لكنه يقول بسبب الفوضى لا يستطيع الخروج بعيدا عن مدينة العريش التي تبعد عن رفح 45 كيلو مترا، واضاف أتمنى زيارة القاهرة والبقاء فيها لمدة إسبوع أو أسبوعين، لكن لا أستطيع فعل ذلك لان هذا ممنوع في الوقت الحاضر لان السلطات المصرية سمحت لنا بالتجول في حدود مدينة العريش لشراء الاحتياجات فقط لان الهدف من فتح المعبر هو توفير المواد الغذائية التي أنتهت تماما خلال الشهور الثمانية الماضية، مؤكدا أنه في ظل فوضى العبور اليومية من القطاع الى مصر والعكس ربما لا يستطيع بعض المرضى والطلبة ومن يريدون العودة الى أعمالهم ووظائفهم في الدول العربية.
واشار الى أن هذه الفوضى تسببت في إنتهاء المواد الغذائية والتموينية بسرعة في مدن رفح والعريش، وأنه ربما لو كان هناك نظام في العبور ربما كانت هناك فرصة أكبر لمن لم يستطع الشراء في الايام الاولى من فتح المعبر، مؤكدا أنه لو كان هناك نظام لفرز الشخصيات التي تمر عبر المعبر ما كان بعض التجار من قطاع غزة إستغلوا الوضع وقاموا بشراء كل الكميات من المواد الغذائية والتموينية والوقود وإعادة بيعها بأسعار مضاعفة الى سكان غزة ،مشيرا الى أن المواطن الغزاوي أكثر الخاسرين من تلك الفوضى، وطالب السياسيين بتنحية السياسة بعيدا عن المعبر الذي يمثل النافذة الوحيدة للشعب الفلسطيني للخروج والعلاج والتواصل مع العالم الخارجي واعتبر أنها فرصة تاريخية لينجح المصريون والفلسطينيون في إدارة المعبر وأن البديل والفشل سيكون عودة الاوروبيين والاسرائيليين وهو ما سيشكل كارثة على الشعب الفلسطيني ،مشيرا الى أنه في هذه الفوضى يمكن أن يدخل تجار المخدرات والخارجون على القانون الى طرفي الحدود المصرية والفلسطينية، وأن ضبط وتنظيم الحدود سيكون في صالح الطرفين.
قوة حماس على المعبر
وبالانتقال الى الجانب الاخر في رفح الفلسطينية حيث تقوم مجموعة من القوة التنفيذية التابعة لحركة حماس بحراسة المعبر دون أن يسألوا أي شخص عن هويته أو اوراقه الثبوتية التقت عـكاظ بعدد من رجال هذه القوة الذين أوضحوا بأن فتح المعبر بهذه الطريقة ونسف جزء منه لم يكن بقرار تنظيمي من حماس كما قال البعض وأن الضغط على الشعب الفلسطيني والحصار الذي استمر لمدة 8 اشهر دفع المواطنين الى تفجير جزء من السور الحديدي العملاق لفتح ثغرة والعبور الى الجانب المصري.
و قال فهد أبو محمود -يعمل في القوة التنفيذية التابعة لحماس- ان المرور بهذه الطريقة الفوضوية لم يأت برغبة الشعب الفلسطيني أو الجانب المصري ،لكن الظروف هي التي فرضت هذا الوضع على المصريين والفلسطينيين، مؤكدا أن هذا الوضع يسبب إرهاقا أمنيا كبيرا جدا وأن حماس تتمنى وجود هذه الضوابط لأنه في ظل الوضع الحالي لا يمكن منع أو توقيف أي مواطن فالجميع يعبرون من كل جانب الى الجانب الاخر دون أي ضوابط وأن عمله يتوقف فقط على تنظيم العبور وعدم حدوث إختناق مروري على الجانب الفلسطيني من المعبر ،لكن أبو محمود شدد على ضرورة أن تكون إدارة المعبر مصرية فلسطينية فقط رافضا أي دور للاسرائيليين أو حتي الأوروبيين واصفا الأوروبيين الذين كانوا على المعبر بانهم لا يختلفون كثيرا عن الاسرائيليين، وأنهم لم يتجابوا مع الحالات الانسانية التي كانت تطالبهم بفتح المعبر للخروج للعلاج الى مصر، وأن الأوروبيين كانوا ينسقون مع الاسرائيليين الذين رحلوا عن القطاع عام 2005 ولا يستجيبون لاحتياجات أصحاب القطاع من الفلسطينيين، وتوقع أبو محمود أن تنجح مصر في التوصل لاتفاق بين حماس وفتح بشأن المعبر وقال ان الحالات الانسانية والحصار، وتجويع الشعب الفلسطيني خلال الشهور الثلاثة الماضية ستشكل ضغطا على حماس وفتح للتوصل الى هذا الاتفاق داعيا فتح لتغيير استراتيجيتها في ما يتعلق بالمعابر وضرورة إلغاء إتفاقية المعابر التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل عقب الانسحاب الاسرائيلي من جانب واحد من قطاع غزة عام 2005، وشدد على ان هذه الاتفاقية فاشلة لانها هي سبب الوضع المأساوي الحالي في غزة.
إشادة بموقف مصر
ولاحظت عـكاظ أن هناك امتنانا كبيرا من جانب الإخوة الفلسطينيين لموقف مصر من السماح للفلسطينيين .
وقال ابو محمود ان هذه الاتفاقية السابقة التي تنظم العبور في رفح سببت الإحراج لمصر، مؤكدا أنه ليس ضد ان تتخذ مصر جميع الاجراءات للحفاظ على أمنها ،مشيرا الى أنهم في القوة التنفيذية لحركة حماس وفي وزارة الداخلية الفلسطينية لديهم تعليمات واضحة بضرورة عمل كل شيء للحفاظ على الامن على جانبي الحدود والحفاظ على الامن القومي المصري مثل أمن القطاع تماما.
و قال صلاح عبد الناصر من وزارة الداخلية الفلسطينية والذي يعمل في قطاع مكافحة تهريب المخدرات أن الوضع الحالي لمعبر رفح ليس مثاليا ولا يساعد على ضبط تهريب المخدرات الى القطاع أو الى مصر،لان الجميع يعبر دون إبراز هويته أو التعرف عليه سواء كان من قطاع غزة أو من غيرها، واضاف ان هذا الوضع أفضل من الحصار الكامل على القطاع، مؤكدا أنهم في قطاع مكافحة تهريب المخدرات وزملاءه في القطاعات الاخرى في وزارة الداخلية الفلسطينية يجدون صعوبة كبيرة في العمل في ظل عدم تنظيم المرور عبر المعبر،، وأشار الى أن الخطوات التي تم اتخاذها في الايام الماضية خاصة حصر المرور في معبر صلاح الدين جاء بالتنسيق بين المصريين وقطاع غزة.
وعلى الجانب المصري إلتقت عـكاظ بعض الضباط ورجال الامن المصريين الذين أكدوا تراجع عدد الفلسطينيين العابرين الى رفح المصرية بعد أن قام غالبية سكان غزة بتخزين احتياجاتهم من المواد التموينية والوقود خلال الاسبوع الماضي، وقالوا ان لديهم تعليمات واضحة من كل المسؤولين بتسهيل مرور الفلسطينيين الى مدينة رفح حتى يستوفي الفلسطينيين احتياجاتهم، لكنهم أكدوا في نفس الوقت أن الوضع الحالي للمعبر لا يساعد على النظام ويمثل الفوضى ذاتها حسب وصف بعض الضباط المكلفين بحماية المعبر، وقالوا إن الوضع الحالي لا يستطيعون من خلاله حتى سؤال العابرين عن أسمائهم، واوضح أحد الضباط إن 90 % ممن عبروا الى المدن المصرية حتى العريش ليس لديهم أية أوراق ثبوتية أو جوازات سفر أو أي شىء مؤكدا أن هذا لا يتوافق مع الضوابط الامنية التي تحمي الفلسطينيين والمصريين العابرين الى المعبر، وقال رجال الامن المصريون الذين أرهقتهم ساعات السهر الطويلة ودرجات الحرارة المتدنية أنهم سينفذون أي إتفاق يتم التوصل اليه برعاية مصرية بين حماس وفتح لان الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر بهذه الصورة لأنهم لا يعرفون هوية وماهية الأشخاص الذين يدخلون الى مصر أو قطاع غزة.
وحول حصر عمليات العبور في معبر صلاح الدين فقط أكد رجال الامن المصريون أن الهدف فقط تنظيم عملية العبور حتى لا يحدث تدافع خاصة أن معبر صلاح الدين يكفي الان لحالات العبور بعد أن تراجع عدد العابرين الى الجانبين المصري والفلسطيني من مدينة رفح.