«عكاظ» أثناء زيارتها للطفلين رغد وفهد. (عكاظ)
«عكاظ» أثناء زيارتها للطفلين رغد وفهد. (عكاظ)




رغد تتناول طعامها الوحيد منذ ولادتها.
رغد تتناول طعامها الوحيد منذ ولادتها.
-A +A
خضر الخيرات (جازان) khdr09@
حرمت حليمة إبراهيم (30 عاما) من سماع كلمة ماما رغم أن لديها طفلة في الثامنة أسمتها رغد، وفهد يصغر شقيقته الكبرى بعامين، والسبب في ذلك أنهما خرجا للدنيا بعيب خلقي بفمين ملتصقي الفكين، فلا يستطيعان الحديث أو الأكل إلا عبر أنبوب من خلال فتحة جانبية في الفم، كما توفي شقيقهما الأصغر علي وهو في الشهر السابع من العمر، للسبب نفسه، حينما أصيب بالتقيؤ، ولا توجد فتحة في فمه يخرج منها ما تقيأه، ليكون ذلك سببا في وفاته بين يدي والدته.

وتسرد حليمة، التي تقطن مع أسرتها في قرية الشريعة في محافظة بيش، معاناتها مع ولادة 3 من أبنائها بأفواه مقفلة لعيوب خلقية، مشيرة إلى أن تغذيتهم في سن الولادة كانت عبر أنبوب من الأنف. كبر رغد وفهد، وبدأت فتحة صغيرة من جانب الفم تسمح لهما بشرب الحليب بالأنبوب، وهو الغذاء الوحيد الذي يحصلان عليه.


وقالت: «عشت سنوات من الخوف والقلق أن أفقد طفليّ كما فقدت شقيقهم الثالث، وبين أضلعي قلب يدعو الله، ويناشد ولاة أمر هذا الوطن، الذين بلغ كرمهم أقاصي الأرض، بأن يصل صوتي إليهم لعلاج طفليّ في أحد المستشفيات، وإنهاء معاناتنا.

ويضيف هادي إبراهيم (خال الأطفال) أنهم حاولوا معالجتهما قبل سنوات لكن العوز والحاجة يحولان دون تحقيق حلم الأم وطفليها، مشيرا إلى أن رغد ذهبت للمدرسة، ولكن نظرات الطالبات مندهشات من حالتها حالت دون إكمالها التعليم، فعادت إلى المنزل، وقضي على طموح والدتها أن ترى ابنها وابنتها كباقي الأطفال.

وذكر أنهما يعيشان حياة طبيعية، يلعبان ويتحركان كباقي الأطفال، إلا أنهما يشعران بالحسرة عندما يريدان التحدث إلى الآخرين أو الأكل والشرب كبقية الأطفال.

رغد حاولت التحدث بنبرة منخفضة والتفوه بكلمات بسيطة، وهي تستطيع ذلك أفضل من أخيها فهد، موضحة لـ«عكاظ» موقع الفتحة في فمها، والطريقة الوحيدة التي تتغذى بها بمصاص الحليب المخصص لعمر حتى 10 سنوات، لكنها شعرت بالحرج من عدم مقدرتها على الحديث، ليؤكد خالها أن هذا يؤثر عليهم، «نشعر أنهما يعانيان من كبت، ولا يستطيعان التعبير عما يدور في صدريهما، إلا من خلال الحركات والابتسام واللعب أمام من يقابلهما».